كتابات
28/03/2017

المرجع فضل الله ونظريّة نشوء الإنسان

المرجع فضل الله ونظريّة نشوء الإنسان

يردّ سماحة العلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله في هذا المقال، على الّذين يقولون بأنَّ أصل وجود الحياة والإنسان على الأرض ابتدأت من خلال خليَّة أخذت تنمو وتتطوّر، وليس كما يصوّر القرآن أنَّ الله خلق آدم من طين ونفخ فيه من روحه. يقول سماحته:

إذا كانت الحياة انطلقت من خليّة، كيف وجدت هذه الخليّة؟ إنّ الإسلام لا يمانع من أنّ الإنسان عندما يعيش في هذه الحياة بطريقة التّوالد، يخضع لنظام الخلايا أو ما إلى ذلك، ولكنّ المسألة كيف ولدت هذه الخليّة؟ وكيف انطلقت؟ هذا السّؤال الّذي لم يُجِب عنه أحد. نحن نقول مَن الّذي أعطى سرَّ الحياة والنّموّ للخليّة، ومَن الَّذي أعطى سرّ الحياة للنّطفة؟ إنَّ الحديث عن الله ينطلق من هنا.

هناك فكرة أحبّ أن ننتبه إليها، وهي أنَّ بعض الناس يمكن أن يفكّروا أنّ قضية الدين تختصر كلّ العلم؛ كيف صارت الدّنيا؟ الله خلقها، كيف ينزل المطر؟ الله أنزله، تفجّرت الينابيع؟ الله فجّرها، كيف صار كذا؟ الله، كيف تحرّك التاريخ؟ الله حرّكه... وأنا قرأت في هذا الجانب لشخصيّة في الجامعة الأمريكيّة نحترمها، وهو الدكتور قسطنطين زريق، في كتابه (نحن والتاريخ)، واستغربت حقيقة هذا الموضوع، كان عندي كتاب كتبته منذ ثلاثين سنة، وكان فيه ردّ على الدكتور زريق في وقتها، فيقول: إنّه إذا أردنا أن نأتي إلى التاريخ الديني، فلا نحتاج إلى نظريّات في علم التاريخ ولا كذا، لأنّ التاريخ كيف تطوّر، فالله سوّى التّاريخ، وهكذا. وانتهت المسألة!

الواقع ليس كذلك، الدِّين يؤمن بقانون السّببيَّة، {إنّا كلَّ شيءٍ خلقْنَاه بقَدَر}، حتّى الإنسان هو الّذي يصنع قضاءه وقدره، {إنَّ الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم}، {ما كان الله مغيِّراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتَّى يغيِّروا ما بأنفسهم}، {ظهرَ الفسادُ في البرِّ والبحرِ بما كسبَتْ أيدي النّاسِ ليذيقَهم بعضَ الّذي عملُوا لعلَّهم يرجعون}...

فالمسألة في هذا المجال، هي أنّ الدِّين يؤمن بقانون السببيّة، ولذلك، يمكن للإنسان المتديّن والإنسان المادّيّ، أن يجلس أمام المختبر ليفسّر هذه الظاهرة أو تلك بسببها الطبيعيّ.. ولكن ما خلف السّبب؟ هناك مسبِّب الأسباب. المادّيّ يقول: أنا لا أتكلّم فيما وراء ذلك، الدّينيّ يقول: هناك مسبِّب الأسباب، وإلا يمكن لك أن تفسّر كلّ شيء تفسيراً علمياً بدون أن تسيء إلى دينك أبداً، ويمكن أن تكون إنساناً متديّناً وتنطلق على هذا الأساس.

حتّى إنَّ بعض المفكّرين الإسلاميّين يقولون: إنَّ نظريَّة داروين لا تناقض التّفكير الدينيّ، ولكن تناقض التّاريخ الدّيني؛ في التفكير الدّينيّ، ليس هناك مانع أنّ الله خلق نظام التطوّر بالنّسبة إلى النّطفة {لقد خلقْنا الإنسانَ في أحسن تقويم} وأنَّ الإنسان أصل وليس فرعاً عن مخلوق آخر، لذلك أحبّ أن ننتبه إلى هذه النّقطة، إنّ مسألة قانون السببيّة هو قانون لا يبتعد عن التّفكير الدّينيّ في هذا المجال.[من كتاب: شخصيَّة السيِّد المسيح: ص: 38-40].

يردّ سماحة العلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله في هذا المقال، على الّذين يقولون بأنَّ أصل وجود الحياة والإنسان على الأرض ابتدأت من خلال خليَّة أخذت تنمو وتتطوّر، وليس كما يصوّر القرآن أنَّ الله خلق آدم من طين ونفخ فيه من روحه. يقول سماحته:

إذا كانت الحياة انطلقت من خليّة، كيف وجدت هذه الخليّة؟ إنّ الإسلام لا يمانع من أنّ الإنسان عندما يعيش في هذه الحياة بطريقة التّوالد، يخضع لنظام الخلايا أو ما إلى ذلك، ولكنّ المسألة كيف ولدت هذه الخليّة؟ وكيف انطلقت؟ هذا السّؤال الّذي لم يُجِب عنه أحد. نحن نقول مَن الّذي أعطى سرَّ الحياة والنّموّ للخليّة، ومَن الَّذي أعطى سرّ الحياة للنّطفة؟ إنَّ الحديث عن الله ينطلق من هنا.

هناك فكرة أحبّ أن ننتبه إليها، وهي أنَّ بعض الناس يمكن أن يفكّروا أنّ قضية الدين تختصر كلّ العلم؛ كيف صارت الدّنيا؟ الله خلقها، كيف ينزل المطر؟ الله أنزله، تفجّرت الينابيع؟ الله فجّرها، كيف صار كذا؟ الله، كيف تحرّك التاريخ؟ الله حرّكه... وأنا قرأت في هذا الجانب لشخصيّة في الجامعة الأمريكيّة نحترمها، وهو الدكتور قسطنطين زريق، في كتابه (نحن والتاريخ)، واستغربت حقيقة هذا الموضوع، كان عندي كتاب كتبته منذ ثلاثين سنة، وكان فيه ردّ على الدكتور زريق في وقتها، فيقول: إنّه إذا أردنا أن نأتي إلى التاريخ الديني، فلا نحتاج إلى نظريّات في علم التاريخ ولا كذا، لأنّ التاريخ كيف تطوّر، فالله سوّى التّاريخ، وهكذا. وانتهت المسألة!

الواقع ليس كذلك، الدِّين يؤمن بقانون السّببيَّة، {إنّا كلَّ شيءٍ خلقْنَاه بقَدَر}، حتّى الإنسان هو الّذي يصنع قضاءه وقدره، {إنَّ الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم}، {ما كان الله مغيِّراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتَّى يغيِّروا ما بأنفسهم}، {ظهرَ الفسادُ في البرِّ والبحرِ بما كسبَتْ أيدي النّاسِ ليذيقَهم بعضَ الّذي عملُوا لعلَّهم يرجعون}...

فالمسألة في هذا المجال، هي أنّ الدِّين يؤمن بقانون السببيّة، ولذلك، يمكن للإنسان المتديّن والإنسان المادّيّ، أن يجلس أمام المختبر ليفسّر هذه الظاهرة أو تلك بسببها الطبيعيّ.. ولكن ما خلف السّبب؟ هناك مسبِّب الأسباب. المادّيّ يقول: أنا لا أتكلّم فيما وراء ذلك، الدّينيّ يقول: هناك مسبِّب الأسباب، وإلا يمكن لك أن تفسّر كلّ شيء تفسيراً علمياً بدون أن تسيء إلى دينك أبداً، ويمكن أن تكون إنساناً متديّناً وتنطلق على هذا الأساس.

حتّى إنَّ بعض المفكّرين الإسلاميّين يقولون: إنَّ نظريَّة داروين لا تناقض التّفكير الدينيّ، ولكن تناقض التّاريخ الدّيني؛ في التفكير الدّينيّ، ليس هناك مانع أنّ الله خلق نظام التطوّر بالنّسبة إلى النّطفة {لقد خلقْنا الإنسانَ في أحسن تقويم} وأنَّ الإنسان أصل وليس فرعاً عن مخلوق آخر، لذلك أحبّ أن ننتبه إلى هذه النّقطة، إنّ مسألة قانون السببيّة هو قانون لا يبتعد عن التّفكير الدّينيّ في هذا المجال.[من كتاب: شخصيَّة السيِّد المسيح: ص: 38-40].

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية