كتابات
10/04/2017

هل نحن مؤمنون بأنفسنا وديننا؟!

هل نحن مؤمنون بأنفسنا وديننا؟!

الانتقاد الإيجابي الذي يخدم الحقيقة، كما التّساؤل والاستفسار الوجيه والبنّاء، يساعد على ترميم الذات معرفياً، كذلك التعامل مع الأحداث والقضايا بنفَسٍ تفاعليّ حيّ يؤكّد أصالة الذات، كلّ ذلك من شأنه تقوية الثّقة بالنفس المرتكزة على أسس صحيحة، تدفع باتجاه المساهمة في الحياة بشكلٍ يرفع من مستواها، ويبعد عنها الرتابة والسّلبيّة.

من هنا، فالمؤمن الرّساليّ هو من يعمل على تعزيز عناصر الثّقة وتركيزها في نفسه، كي تكون إسهاماته مجديةً في الواقع، وكي يكون قادراً على مواجهة كلّ من يحاول مصادرة إرادته وحريته وفعله لصالح التبعيّة والاستعباد الفكري والسياسي والعقيدي.

فالإسلام أرادنا أجيالاً تنبض بالحياة والوعي والإحساس بالمسؤوليّة العالية بما نحمل من فكر ومفاهيم وقيم، ودعانا إلى الحذر من الخنوع والاستسلام للشّكليات والمظاهر الخدّاعة التي يحاول البعض من خلالها القضاء على شعورنا بحضورنا وكرامتنا، ولنصبح مجرد أزلام وأشكال مستهلكة، ينفّذ الآخرون ما يريدون من خلال سطحيّتنا وعدم تأثيرنا في مسار الأمور.

يقول المفكر الدكتور علي شريعتي: "نحن عاجزون عن الانتقاد، عن الاستفسار، وحتى عن الكلام، أصبحنا لا نجرؤ أن نتصوّر أننا قادرون على أيّ عمل صغير. هكذا، وإلى هذا الحدّ، نحن حقراء غير مؤمنين بأنفسنا.

ولا شكَّ في أنّ الجيل الذي يستحقر نفسه بنفسه، يكون حقيراً أيضاً، فسياسة الاستعباد والاسترقاق تقتضي التّحقير أوّلاً، أي يحقِّر استرقاقه، حتى يظنّ أنه من طبقة منحطّة، ثمّ يتقبّل الذلّة بكامل الرّحب..

أيّ شيء عمل بنا الغرب نحن المسلمين، نحن الشرقيّين؟ استحقروا ديننا ولغتنا وأدبنا وفكرنا وماضينا وتاريخنا وأصلنا، وكلّ شيء استصغروه حتى أخذنا نحن نستهزئ بأنفسنا، أمّا هم، فقد فضّلوا أنفسهم وأعزّوها ورفعوها إلى حدّ صدّقنا أن جهودنا ومساعينا ليست إلا تقرّباً وطاعةً وامتثالاً لهم ولتقليدهم في الأزياء والأطوار والحركات والكلام، ما هذه السخافة؟ هكذا يفخر الإنسان في سخافته وفقدان شعوره؟ إنّه لأمر عجيب".. [من كتاب "النباهة والاستحمار" للدكتور علي شريعتي].

إننا بحاجة في هذا المقام إلى تأكيد أهمية تربية نفوسنا على الثّقة بالله وبأنفسنا وبديننا، وأنّنا فعلاً أمة لها تاريخها وحضورها وهويتها بين المجتمعات، وهذا ما يستلزم منا عدم الشعور بالتبعيّة للآخرين مهما حاولوا استغلالنا، بل لا بدَّ من زرع الشعور بالمسؤولية والإحساس بالوعي فيما نحن عليه وفيه، كي نتعرّف إلى كياننا الفرديّ والجماعيّ، وما فيه من خصائص تحمّلنا المزيد من الإخلاص والعمل الصّالح.

إنَّ الآراء الواردة في هذا التّقرير، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

الانتقاد الإيجابي الذي يخدم الحقيقة، كما التّساؤل والاستفسار الوجيه والبنّاء، يساعد على ترميم الذات معرفياً، كذلك التعامل مع الأحداث والقضايا بنفَسٍ تفاعليّ حيّ يؤكّد أصالة الذات، كلّ ذلك من شأنه تقوية الثّقة بالنفس المرتكزة على أسس صحيحة، تدفع باتجاه المساهمة في الحياة بشكلٍ يرفع من مستواها، ويبعد عنها الرتابة والسّلبيّة.

من هنا، فالمؤمن الرّساليّ هو من يعمل على تعزيز عناصر الثّقة وتركيزها في نفسه، كي تكون إسهاماته مجديةً في الواقع، وكي يكون قادراً على مواجهة كلّ من يحاول مصادرة إرادته وحريته وفعله لصالح التبعيّة والاستعباد الفكري والسياسي والعقيدي.

فالإسلام أرادنا أجيالاً تنبض بالحياة والوعي والإحساس بالمسؤوليّة العالية بما نحمل من فكر ومفاهيم وقيم، ودعانا إلى الحذر من الخنوع والاستسلام للشّكليات والمظاهر الخدّاعة التي يحاول البعض من خلالها القضاء على شعورنا بحضورنا وكرامتنا، ولنصبح مجرد أزلام وأشكال مستهلكة، ينفّذ الآخرون ما يريدون من خلال سطحيّتنا وعدم تأثيرنا في مسار الأمور.

يقول المفكر الدكتور علي شريعتي: "نحن عاجزون عن الانتقاد، عن الاستفسار، وحتى عن الكلام، أصبحنا لا نجرؤ أن نتصوّر أننا قادرون على أيّ عمل صغير. هكذا، وإلى هذا الحدّ، نحن حقراء غير مؤمنين بأنفسنا.

ولا شكَّ في أنّ الجيل الذي يستحقر نفسه بنفسه، يكون حقيراً أيضاً، فسياسة الاستعباد والاسترقاق تقتضي التّحقير أوّلاً، أي يحقِّر استرقاقه، حتى يظنّ أنه من طبقة منحطّة، ثمّ يتقبّل الذلّة بكامل الرّحب..

أيّ شيء عمل بنا الغرب نحن المسلمين، نحن الشرقيّين؟ استحقروا ديننا ولغتنا وأدبنا وفكرنا وماضينا وتاريخنا وأصلنا، وكلّ شيء استصغروه حتى أخذنا نحن نستهزئ بأنفسنا، أمّا هم، فقد فضّلوا أنفسهم وأعزّوها ورفعوها إلى حدّ صدّقنا أن جهودنا ومساعينا ليست إلا تقرّباً وطاعةً وامتثالاً لهم ولتقليدهم في الأزياء والأطوار والحركات والكلام، ما هذه السخافة؟ هكذا يفخر الإنسان في سخافته وفقدان شعوره؟ إنّه لأمر عجيب".. [من كتاب "النباهة والاستحمار" للدكتور علي شريعتي].

إننا بحاجة في هذا المقام إلى تأكيد أهمية تربية نفوسنا على الثّقة بالله وبأنفسنا وبديننا، وأنّنا فعلاً أمة لها تاريخها وحضورها وهويتها بين المجتمعات، وهذا ما يستلزم منا عدم الشعور بالتبعيّة للآخرين مهما حاولوا استغلالنا، بل لا بدَّ من زرع الشعور بالمسؤولية والإحساس بالوعي فيما نحن عليه وفيه، كي نتعرّف إلى كياننا الفرديّ والجماعيّ، وما فيه من خصائص تحمّلنا المزيد من الإخلاص والعمل الصّالح.

إنَّ الآراء الواردة في هذا التّقرير، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية