كثيرون قد يقضون عمرهم، أو بعضه، في تذكّر مشاكل أو مواقف قد حصلت معهم،
ويكرّرونها في جلساتهم، وتأخذ حيزاً من تفكيرهم، لا بل تراهم يعيشون الحسرة والنّدم
والكآبة جراء عدم استفادتهم من فرصة أو موقف. وهم بذلك يضيعون أوقاتهم فيما لا طائل
منه، فلا الوقت سيعود، ولا الظروف ذاتها قد تتكرّر، ناهيك بأنّ الله تعالى لا
يريدنا أناساً نستهلك الوقت في أمور انقضت وولّت، بل أن ننظر دوماً إلى المستقبل
وإلى يومنا الّذي نحن فيه، فنصنع الفرص، ونستفيد من كلّ ما من شأنه تعزيز وعينا
وثقافتنا، وتهذيب مشاعرنا وإصلاح سلوكيّاتنا، فننطلق في عزيمة وصدق وإخلاص، حتى
نصحّح ما يمكن تصحيحه.
فالمؤمن أيضاً لا يرغب في الدنيا إلى درجة أن تسرقه مظاهرها وشكليّاتها وزخارفها،
ويعيش ذهنية الاشتغال فقط بما ذهب عنه وفاته من أمور دنيويّة، فهذا يجلب المقت
للإنسان. والممقوت عند الله، من رغب في الدنيا بشكل يأخذ منه جلّ وقته، ومن يضيّع
وقته ويستهلك جهده وذهنه في أمور لا تجلب له المصلحة ولا الفائدة الحقيقيّة.
المجتمع الإيماني هو الذي يضحي بأنانياته المنحرفة، ولا يقبل على الدنيا إلا بمقدار
ما يلبي حاجاته بالشكل الطبيعي، وبالشكل الذي يجعله يتقدّم ويسمو على مستوى وعيه
وروحه وسلوكه ومشاعره، ويجعله كائناً إيجابياً ومنتجاً وفاعلاً ومؤثّراً في مجتمعه.
والمجتمع الإيماني، هو الذي لا يضيع وقته بالاشتغال بالماضي والفائت من الأمور، بل
يسعى دوماً للتفكير في المستقبل، واستغلال ما أمكن من الجهد والوقت في سبيل البناء
والبرّ والعطاء والنفع للجميع.
إن حال من يشتغل بالفائت، ويضيع الوقت، ويرغب بالدنيا، هو حال المسلوب الفعل
والتأثير، فهو جامد ميت لا روح فيه، ولا مجال له للتقدم والاستمرارية، لأنه فقد
زمام المبادرة والفعل، وعاش راغباً في دنياه، مشتغلاً فيها.
قال أمير المؤمنين عليّ(ع): "الاشتغال بالفائت يضيّع الوقت، والرغبة في الدنيا توجب
المقت".
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.
كثيرون قد يقضون عمرهم، أو بعضه، في تذكّر مشاكل أو مواقف قد حصلت معهم،
ويكرّرونها في جلساتهم، وتأخذ حيزاً من تفكيرهم، لا بل تراهم يعيشون الحسرة والنّدم
والكآبة جراء عدم استفادتهم من فرصة أو موقف. وهم بذلك يضيعون أوقاتهم فيما لا طائل
منه، فلا الوقت سيعود، ولا الظروف ذاتها قد تتكرّر، ناهيك بأنّ الله تعالى لا
يريدنا أناساً نستهلك الوقت في أمور انقضت وولّت، بل أن ننظر دوماً إلى المستقبل
وإلى يومنا الّذي نحن فيه، فنصنع الفرص، ونستفيد من كلّ ما من شأنه تعزيز وعينا
وثقافتنا، وتهذيب مشاعرنا وإصلاح سلوكيّاتنا، فننطلق في عزيمة وصدق وإخلاص، حتى
نصحّح ما يمكن تصحيحه.
فالمؤمن أيضاً لا يرغب في الدنيا إلى درجة أن تسرقه مظاهرها وشكليّاتها وزخارفها،
ويعيش ذهنية الاشتغال فقط بما ذهب عنه وفاته من أمور دنيويّة، فهذا يجلب المقت
للإنسان. والممقوت عند الله، من رغب في الدنيا بشكل يأخذ منه جلّ وقته، ومن يضيّع
وقته ويستهلك جهده وذهنه في أمور لا تجلب له المصلحة ولا الفائدة الحقيقيّة.
المجتمع الإيماني هو الذي يضحي بأنانياته المنحرفة، ولا يقبل على الدنيا إلا بمقدار
ما يلبي حاجاته بالشكل الطبيعي، وبالشكل الذي يجعله يتقدّم ويسمو على مستوى وعيه
وروحه وسلوكه ومشاعره، ويجعله كائناً إيجابياً ومنتجاً وفاعلاً ومؤثّراً في مجتمعه.
والمجتمع الإيماني، هو الذي لا يضيع وقته بالاشتغال بالماضي والفائت من الأمور، بل
يسعى دوماً للتفكير في المستقبل، واستغلال ما أمكن من الجهد والوقت في سبيل البناء
والبرّ والعطاء والنفع للجميع.
إن حال من يشتغل بالفائت، ويضيع الوقت، ويرغب بالدنيا، هو حال المسلوب الفعل
والتأثير، فهو جامد ميت لا روح فيه، ولا مجال له للتقدم والاستمرارية، لأنه فقد
زمام المبادرة والفعل، وعاش راغباً في دنياه، مشتغلاً فيها.
قال أمير المؤمنين عليّ(ع): "الاشتغال بالفائت يضيّع الوقت، والرغبة في الدنيا توجب
المقت".
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.