كتابات
15/08/2018

آداب الحجّ في كلام الإمام السجّاد(ع)

آداب الحجّ في كلام الإمام السجّاد(ع)

الحجّ وفادة طيّبة ومباركة على ربّ العالمين، حيث يتجلى التوحيد في هذه العبادة مزيداً من التوجه الصادق والتطهر المخلص والسموّ بالروح، وعقد العزم على مواصلة العمل الصالح.

فالحجّ عبادة متعدّدة الدروس والأبعاد، تنفتح بعقل الإنسان ومداركه على كلّ خير وعدل ورحمة وموقف حقّ، وعلى كلّ ما يبني الروح الجماعة المتضامنة التي تحسّ ببعضها البعض، وتعمل على تأكيد التكافل بينها كأمّة متوحدة بالله مستفيدة من كلّ طاقاتها.

ولهذه العبادة آثارها الروحية والمعنوية والأخلاقية الكبيرة في حياة الفرد والجماعة. قال أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام): "... والحجّ تقوية للدّين..."، عندما يعيش الفرد والجماعة روح التسامح والوحدة والانفتاح والتواصل.

وفي الحديث عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: "إنّما أُمِروا بالحجّ لِعِلَّةِ الوِفادة إلَى الله عزّ وجلّ"، إلى أن قال: "وَحَظْرِ النّفس عن اللّذّات‏...".

وفي رواية طويلة معروفة برواية الشبلي، يشير الإمام السجاد (عليه السلام) إلى الآداب المعنويّة للحج.

قال الإمام السجاد (عليه السلام) لأحد أصحابه الشبلي: "حججت يا شبلي؟"، قال: نعم، يابن رسول الله. فقال (عليه السلام): "أَنَزلْتَ الميقات وتجرّدت عن مخيط الثياب واغتسلت؟". قال: نعم. قال (عليه السلام): "فحين نزلت الميقات، نويت أنّك خلعت ثوب المعصية، ولبست ثوب الطاعة؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فحين تجرّدت عن مخيط ثيابك، نويت أنّك تجرّدت من الرياء والنفاق والدخول في الشبهات؟"، قال: لا.

قال (عليه السلام): "فحين اغتسلت، نويت أنّك اغتسلت من الخطايا والذّنوب؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فما نزلت الميقات، ولا تجرّدت عن مخيط الثياب، ولا اغتسلت!".

قال الإمام السجاد (عليه السلام): "تنظّفت وأحرمت وعقدت بالحجّ؟". قال: نعم. قال (عليه السلام): "فحين تنظّفت وأحرمت وعقدت الحجّ، نويت أنّك تنظّفت بنور التوبة الخالصة لله تعالى؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فحين أحرمت، نويت أنّك حرّمت على نفسك كلّ محرّم حرّمه الله عزَّ وجلّ؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فحين عقدت الحجّ، نويت أنّك قد حللت كلّ عقد لغير الله؟"، قال: لا. قال (عليه السلام) له: "ما تنظّفت ولا أحرمت ولا عقدت الحجّ!".

قال الإمام السجاد (عليه السلام) للشبلي: "أدخلت الميقات وصلّيت ركعتي الإحرام ولبّيت؟"، قال: نعم. قال (عليه السلام): "فحين دخلت الميقات، نويت أنّك بنيّة الزيارة؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "... فحين لبّيت، نويت أنك نطقت لله سبحانه بكلّ طاعة، وصمتَ عن كلّ معصية؟"، قال: لا. قال (عليه السلام) له: "ما دخلت الميقات... ولا لبّيت!".

مما قاله أيضاً الإمام السجاد (عليه السلام) للشبلي: "طفت بالبيت ومسست الأركان وسعيت؟"، قال: نعم. قال (عليه السلام): "فحين سعيت، نويت أنّك هربت إلى الله، وعرف منك ذلك علاّم الغيوب؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فما طفت بالبيت ولا مسست الأركان ولا سعيت!". قال (عليه السلام) له: "أسعيت بين الصفا والمروة، ومشيت وتردّدت بينهما؟"، قال: نعم. قال (عليه السلام) له: "نويت أنّك بين الرجاء والخوف؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فما سعيت ولا مشيت، ولا تردَّدت بين الصفا والمروة!".

وقال الإمام السجاد (عليه السلام) للشبلي: "هل عرفت بموقفك بعرفة معرفة الله سبحانه أمر المعارف والعلوم، وعرفت قبض الله على صحيفتك واطّلاعه على سريرتك وقلبك؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فما وقفت بعرفة!".

وممّا قاله (عليه السلام) للشبلي أيضاً: "فنويت عندما وصلت منى ورميت الجمار أنّك بلغت إلى مطلبك، وقد قضى ربّك لك كلّ حاجتك؟" قال: لا. قال (عليه السلام): "فعندما رميت الجمار، نويت أنّك رميت عدوّك إبليس وغضبته بتمام حجّك النفيس؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فعندما حلقت رأسك، نويت أنّك تطهّرت من الأدناس ومن تبعة بني آدم، وخرجت من الذنوب كما ولدتك أمّك؟"، قال: لا.

قال (عليه السلام): "فعندما ذبحت هديك، نويت أنّك ذبحت حنجرة الطمع بما تمسّكت به من حقيقة الورع، وأنك اتّبعت سنّة إبراهيم (عليه السلام) بذبح ولده وثمرة فؤاده وريحان قلبه، وأحييت سنّته لمن بعده، وقربه إلى الله تعالى لمن خلقه؟"، قال: لا.

قال له الإمام زين العابدين (عليه السلام): "فما وصلت منى، ولا رميت الجمار، ولا حلقت رأسك، ولا أدّيت نسكك... ولا تقرّبت، ارجع فإنّك لم تحجّ!". فطفق الشبلي يبكي على ما فرّطه في حجّه، ومازال يتعلّم حتّى حجّ من قابل بمعرفة ويقين.

نتعلّم من فحوى ما ورد عن الإمام السجاد (عليه السلام)، ونحن في زمن الحجّ إلى الله، أن نفد عليه ونحن مطهَّرون من كلّ ما اكتسبناه من آثام، وأن نعقد العزم على عدم العودة إلى ارتكاب المعاصي عبر التوبة الخالصة النصوح، وأن نلبس ثوب الطاعة الحقيقيّة لله في السر والعلن، فنبتعد حقيقةً عن الرياء والعصبيّة والنفاق، ونبتعد عن الشبهات في مواقفنا وعيشنا وعقيدتنا، وأن نعاهد الله على التزام ما أمر والانتهاء عما نهى، وأن نهاجر إلى الله ونهرب إليه من كلّ ما يلوّث نفوسنا ويسقط عزّتنا، وأن نرجو دوماً رحمة الله، فنسعى إليها بأفعالنا وأقوالنا، وأن نخاف الله، فنراقب أنفسنا ونحاسبها، وأن نعي حقيقة وقوف الله على كتاب أعمالنا في السرّ والعلانية.

نتعلّم أيضاً التطهر من الذّنوب، ورجم كلّ تصرف شيطاني يمكن أن يصدر عنا، وأن نرمي أعداء الله بكلّ ما نستطيعه من قوّة، ونتمسّك بالورع والتقوى وهجران الذنب والأطماع والأهواء، عندها قد نحقّق بعضاً من معنويات عبادة الحجّ التي تعدّ من أهمّ العبادات في الإسلام.

هذه من جملة وصايا الإمام زين العابدين (عليه السلام)، حيث يدعونا أئمتنا كي نتربى على القيم والمفاهيم العبادية السليمة التي تفتح قلوبنا وعقولنا على الخير كلّه، والبركة كلّها، وعلى فضل الله ورضوانه في الدّنيا والآخرة.

الحجّ وفادة طيّبة ومباركة على ربّ العالمين، حيث يتجلى التوحيد في هذه العبادة مزيداً من التوجه الصادق والتطهر المخلص والسموّ بالروح، وعقد العزم على مواصلة العمل الصالح.

فالحجّ عبادة متعدّدة الدروس والأبعاد، تنفتح بعقل الإنسان ومداركه على كلّ خير وعدل ورحمة وموقف حقّ، وعلى كلّ ما يبني الروح الجماعة المتضامنة التي تحسّ ببعضها البعض، وتعمل على تأكيد التكافل بينها كأمّة متوحدة بالله مستفيدة من كلّ طاقاتها.

ولهذه العبادة آثارها الروحية والمعنوية والأخلاقية الكبيرة في حياة الفرد والجماعة. قال أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام): "... والحجّ تقوية للدّين..."، عندما يعيش الفرد والجماعة روح التسامح والوحدة والانفتاح والتواصل.

وفي الحديث عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: "إنّما أُمِروا بالحجّ لِعِلَّةِ الوِفادة إلَى الله عزّ وجلّ"، إلى أن قال: "وَحَظْرِ النّفس عن اللّذّات‏...".

وفي رواية طويلة معروفة برواية الشبلي، يشير الإمام السجاد (عليه السلام) إلى الآداب المعنويّة للحج.

قال الإمام السجاد (عليه السلام) لأحد أصحابه الشبلي: "حججت يا شبلي؟"، قال: نعم، يابن رسول الله. فقال (عليه السلام): "أَنَزلْتَ الميقات وتجرّدت عن مخيط الثياب واغتسلت؟". قال: نعم. قال (عليه السلام): "فحين نزلت الميقات، نويت أنّك خلعت ثوب المعصية، ولبست ثوب الطاعة؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فحين تجرّدت عن مخيط ثيابك، نويت أنّك تجرّدت من الرياء والنفاق والدخول في الشبهات؟"، قال: لا.

قال (عليه السلام): "فحين اغتسلت، نويت أنّك اغتسلت من الخطايا والذّنوب؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فما نزلت الميقات، ولا تجرّدت عن مخيط الثياب، ولا اغتسلت!".

قال الإمام السجاد (عليه السلام): "تنظّفت وأحرمت وعقدت بالحجّ؟". قال: نعم. قال (عليه السلام): "فحين تنظّفت وأحرمت وعقدت الحجّ، نويت أنّك تنظّفت بنور التوبة الخالصة لله تعالى؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فحين أحرمت، نويت أنّك حرّمت على نفسك كلّ محرّم حرّمه الله عزَّ وجلّ؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فحين عقدت الحجّ، نويت أنّك قد حللت كلّ عقد لغير الله؟"، قال: لا. قال (عليه السلام) له: "ما تنظّفت ولا أحرمت ولا عقدت الحجّ!".

قال الإمام السجاد (عليه السلام) للشبلي: "أدخلت الميقات وصلّيت ركعتي الإحرام ولبّيت؟"، قال: نعم. قال (عليه السلام): "فحين دخلت الميقات، نويت أنّك بنيّة الزيارة؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "... فحين لبّيت، نويت أنك نطقت لله سبحانه بكلّ طاعة، وصمتَ عن كلّ معصية؟"، قال: لا. قال (عليه السلام) له: "ما دخلت الميقات... ولا لبّيت!".

مما قاله أيضاً الإمام السجاد (عليه السلام) للشبلي: "طفت بالبيت ومسست الأركان وسعيت؟"، قال: نعم. قال (عليه السلام): "فحين سعيت، نويت أنّك هربت إلى الله، وعرف منك ذلك علاّم الغيوب؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فما طفت بالبيت ولا مسست الأركان ولا سعيت!". قال (عليه السلام) له: "أسعيت بين الصفا والمروة، ومشيت وتردّدت بينهما؟"، قال: نعم. قال (عليه السلام) له: "نويت أنّك بين الرجاء والخوف؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فما سعيت ولا مشيت، ولا تردَّدت بين الصفا والمروة!".

وقال الإمام السجاد (عليه السلام) للشبلي: "هل عرفت بموقفك بعرفة معرفة الله سبحانه أمر المعارف والعلوم، وعرفت قبض الله على صحيفتك واطّلاعه على سريرتك وقلبك؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فما وقفت بعرفة!".

وممّا قاله (عليه السلام) للشبلي أيضاً: "فنويت عندما وصلت منى ورميت الجمار أنّك بلغت إلى مطلبك، وقد قضى ربّك لك كلّ حاجتك؟" قال: لا. قال (عليه السلام): "فعندما رميت الجمار، نويت أنّك رميت عدوّك إبليس وغضبته بتمام حجّك النفيس؟"، قال: لا. قال (عليه السلام): "فعندما حلقت رأسك، نويت أنّك تطهّرت من الأدناس ومن تبعة بني آدم، وخرجت من الذنوب كما ولدتك أمّك؟"، قال: لا.

قال (عليه السلام): "فعندما ذبحت هديك، نويت أنّك ذبحت حنجرة الطمع بما تمسّكت به من حقيقة الورع، وأنك اتّبعت سنّة إبراهيم (عليه السلام) بذبح ولده وثمرة فؤاده وريحان قلبه، وأحييت سنّته لمن بعده، وقربه إلى الله تعالى لمن خلقه؟"، قال: لا.

قال له الإمام زين العابدين (عليه السلام): "فما وصلت منى، ولا رميت الجمار، ولا حلقت رأسك، ولا أدّيت نسكك... ولا تقرّبت، ارجع فإنّك لم تحجّ!". فطفق الشبلي يبكي على ما فرّطه في حجّه، ومازال يتعلّم حتّى حجّ من قابل بمعرفة ويقين.

نتعلّم من فحوى ما ورد عن الإمام السجاد (عليه السلام)، ونحن في زمن الحجّ إلى الله، أن نفد عليه ونحن مطهَّرون من كلّ ما اكتسبناه من آثام، وأن نعقد العزم على عدم العودة إلى ارتكاب المعاصي عبر التوبة الخالصة النصوح، وأن نلبس ثوب الطاعة الحقيقيّة لله في السر والعلن، فنبتعد حقيقةً عن الرياء والعصبيّة والنفاق، ونبتعد عن الشبهات في مواقفنا وعيشنا وعقيدتنا، وأن نعاهد الله على التزام ما أمر والانتهاء عما نهى، وأن نهاجر إلى الله ونهرب إليه من كلّ ما يلوّث نفوسنا ويسقط عزّتنا، وأن نرجو دوماً رحمة الله، فنسعى إليها بأفعالنا وأقوالنا، وأن نخاف الله، فنراقب أنفسنا ونحاسبها، وأن نعي حقيقة وقوف الله على كتاب أعمالنا في السرّ والعلانية.

نتعلّم أيضاً التطهر من الذّنوب، ورجم كلّ تصرف شيطاني يمكن أن يصدر عنا، وأن نرمي أعداء الله بكلّ ما نستطيعه من قوّة، ونتمسّك بالورع والتقوى وهجران الذنب والأطماع والأهواء، عندها قد نحقّق بعضاً من معنويات عبادة الحجّ التي تعدّ من أهمّ العبادات في الإسلام.

هذه من جملة وصايا الإمام زين العابدين (عليه السلام)، حيث يدعونا أئمتنا كي نتربى على القيم والمفاهيم العبادية السليمة التي تفتح قلوبنا وعقولنا على الخير كلّه، والبركة كلّها، وعلى فضل الله ورضوانه في الدّنيا والآخرة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية