من جملة ما يتداوله بعض الناس فيما بينهم من أحاديث، يزعمون فيها أن ابن الزنا
لا يدخل الجنة، منتقصين من قدره، مع أنّ هذا الكلام لا يليق بهؤلاء، ولا قيمة له
ولا صحة ولا دقة، بل مجرد أقاويل لا أساس لها، لا ينبغي أن تصدر عمن ينمتون إلى
مجتمع إيماني واع، ويزن كلامه ويتعقل نظرته إلى بعض المسائل التي تخصّ كرامات الناس
وحقوقهم.
حتى إن هناك روايات وأخبار تشير إلى عدم دخول ولد الزنا الجنة، وهو ما اختاره
العلامة المجلسي، من أن ولد الزنا لا يدخل الجنة، «لكنه لا يعاقب في النار، إلا بعد
أن يظهر منه ما يستحقّه، ومع فعل الطاعة وعدم ارتكاب ما يحبطه، يثاب في النّار على
ذلك، ولا يلزم على الله أن يثيب الخلق في الجنّة»( بحار الأنوار، ج 5)، وقد انتصر
لهذا القول الشيخ يوسف البحراني(الحدائق الناضرة، ج 5).
إن ولد الزنا لا ذنب له من قريب أو بعيد حتى لا يدخل الجنّة، فالجنة ليست حكراً على
فلان أو فلان، ولا يخدع الله عن جنّته كما في الحديث، بل يدخلها ولد الزنا بعمله
الصالح، وقلبه النقيّ، وتقواه وورعه أكثر من أيّ إنسان، حتى لو كان صاحب نسب رفيع،
وقد قال سبحانه: {ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى}، فمن باب كرم الله ورحمته وفضله وعدله،
أن يحسن الجزاء لولد الزنا إن كان محسناً ومن أهل الخير، وأن يعاقبه كبقية الناس إن
كان من أهل الشرّ، كما يتحمل مسؤولية العلاقة غير الشرعيّة من قاموا بها، ولا ينظر
تعالى يوم الحساب إلا إلى العمل الصالح الذي يرفع صاحبه، مهما كان نسبه وحسبه.
وحول ما تقدّم، يشير العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) إلى هذا الموضوع
بقوله: "قال الله تعالى في كتابه المجيد: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا
أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ
فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي
وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ
عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}(آل عمران: 195)، وهو نصّ واضح في أنّ الله تعالى سينظر
بعين التقدير لعمل العبد، مهما كان نسبه شريفاً او خسيساً. وبحسب آيات كريمة أخرى،
فإنّ الجنة مرهونة بالعمل، فإذا عمل ابن الزنا وفق الأمر الإلهيّ، فسيقبّل الله
تعالى عمله ويدخله الجنّة، ولا سيما أنّه ليس مسؤولاً عن فعلة أمه وأبيه. ولذا، فإن
وضع ابن الزنا في شريعتنا المطهّرة كوضع غيره من الناس، سوى أنّه لا يصحّ أن يكون
إمام جماعة أو قاضياً أو مرجعاً دينياً، وذلك حرصاً على تنزيه هذه المواقع التي لا
يتقدّم لها إلا من ينظر الناس له نظرة تقدير، كذلك فإنّه لا يرث أقاربه ولا يرثونه،
إلا من سوف يتولّد منه من نكاح صحيح..." [استفتاءات عقيدية].
لا بدّ لمن يطلق كلاماً من دون مستند وعلم وأساس، من أن يتنبّه إلى مساوئ ذلك عند
الله تعالى، حتى لا يتحمّل وزراً من حيث لا يدري، فالكلام مسؤولية كبيرة عند الله
الّذي هو خير رؤوف بعباده.
محمد فضل الله
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.
من جملة ما يتداوله بعض الناس فيما بينهم من أحاديث، يزعمون فيها أن ابن الزنا
لا يدخل الجنة، منتقصين من قدره، مع أنّ هذا الكلام لا يليق بهؤلاء، ولا قيمة له
ولا صحة ولا دقة، بل مجرد أقاويل لا أساس لها، لا ينبغي أن تصدر عمن ينمتون إلى
مجتمع إيماني واع، ويزن كلامه ويتعقل نظرته إلى بعض المسائل التي تخصّ كرامات الناس
وحقوقهم.
حتى إن هناك روايات وأخبار تشير إلى عدم دخول ولد الزنا الجنة، وهو ما اختاره
العلامة المجلسي، من أن ولد الزنا لا يدخل الجنة، «لكنه لا يعاقب في النار، إلا بعد
أن يظهر منه ما يستحقّه، ومع فعل الطاعة وعدم ارتكاب ما يحبطه، يثاب في النّار على
ذلك، ولا يلزم على الله أن يثيب الخلق في الجنّة»( بحار الأنوار، ج 5)، وقد انتصر
لهذا القول الشيخ يوسف البحراني(الحدائق الناضرة، ج 5).
إن ولد الزنا لا ذنب له من قريب أو بعيد حتى لا يدخل الجنّة، فالجنة ليست حكراً على
فلان أو فلان، ولا يخدع الله عن جنّته كما في الحديث، بل يدخلها ولد الزنا بعمله
الصالح، وقلبه النقيّ، وتقواه وورعه أكثر من أيّ إنسان، حتى لو كان صاحب نسب رفيع،
وقد قال سبحانه: {ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى}، فمن باب كرم الله ورحمته وفضله وعدله،
أن يحسن الجزاء لولد الزنا إن كان محسناً ومن أهل الخير، وأن يعاقبه كبقية الناس إن
كان من أهل الشرّ، كما يتحمل مسؤولية العلاقة غير الشرعيّة من قاموا بها، ولا ينظر
تعالى يوم الحساب إلا إلى العمل الصالح الذي يرفع صاحبه، مهما كان نسبه وحسبه.
وحول ما تقدّم، يشير العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) إلى هذا الموضوع
بقوله: "قال الله تعالى في كتابه المجيد: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا
أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ
فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي
وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ
عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}(آل عمران: 195)، وهو نصّ واضح في أنّ الله تعالى سينظر
بعين التقدير لعمل العبد، مهما كان نسبه شريفاً او خسيساً. وبحسب آيات كريمة أخرى،
فإنّ الجنة مرهونة بالعمل، فإذا عمل ابن الزنا وفق الأمر الإلهيّ، فسيقبّل الله
تعالى عمله ويدخله الجنّة، ولا سيما أنّه ليس مسؤولاً عن فعلة أمه وأبيه. ولذا، فإن
وضع ابن الزنا في شريعتنا المطهّرة كوضع غيره من الناس، سوى أنّه لا يصحّ أن يكون
إمام جماعة أو قاضياً أو مرجعاً دينياً، وذلك حرصاً على تنزيه هذه المواقع التي لا
يتقدّم لها إلا من ينظر الناس له نظرة تقدير، كذلك فإنّه لا يرث أقاربه ولا يرثونه،
إلا من سوف يتولّد منه من نكاح صحيح..." [استفتاءات عقيدية].
لا بدّ لمن يطلق كلاماً من دون مستند وعلم وأساس، من أن يتنبّه إلى مساوئ ذلك عند
الله تعالى، حتى لا يتحمّل وزراً من حيث لا يدري، فالكلام مسؤولية كبيرة عند الله
الّذي هو خير رؤوف بعباده.
محمد فضل الله
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.