يرتبط النضج العقليّ، كما هو معلوم عند كثيرٍ من الأشخاص، بالمعرفة والتعلّم والخبرة بالحياة، وبالتجارب، وحتى بالأفكار بشكلٍ عام، بمعنى أنَّ من يمتلك نضجاً عقلياً، يكون قادراً على تمييز الصّواب من الخطأ، في أيّ مجال من مجالات الحياة. إنّ كلّ المعلومات العامة التي نختزنها، مرتبطة بالنضج العقليّ، والذي بدوره مرتبط بالشقّ المعرفي.
أما النضج العاطفي، فهو الشقّ الذي يتمّ إهماله في كافّة الأصعدة، إن كان بالتربية، أو بالتعاليم، أو بالتعاطي الاجتماعي، بمعنى أنّه لا يتمّ تعليم الطفل منذ كان صغيراً كيف يحسّ، وكيف يحدّد شعوره، وكيف يفهم المشاعر، وبالتالي كيف يضبط الانفعال...
إننا نلاحظ وجود أزمة عند الكثير من الناس، مرتبطة بالغضب، بردود الفعل السريعة، بالعدوانية، بسرعة الاستثارة والاستفزاز للآخر، وما شابه ذلك من سلوكيات، وخصوصاً في المجتمع اللّبنانيّ، وهذا نلاحظه ببساطة وشفافية، إن كان في البيت أو المدرسة أو الشارع أو المؤسسة، والسبب، عدم وجود النضج العاطفيّ.
قد يدرك الإنسان مشاعره، ولكن لا يعرف كيف يسيطر عليها، السيطرة على المشاعر مفتاحها الأساس التركيز على الانفعال، وترويضه مع الأفكار، بمعنى وجود مستوى أفكار إيجابيَّة مرتبطة بموضوع الغضب، مثلاً، والذي يسبّب الانفعال، ونحاول السّيطرة عليه... على سبيل المثال، هناك أشخاص لا يتحملون المزاح نهائيّاً، هؤلاء الأشخاص، عليهم تحويل الأفكار إلى إيجابية تجاه المزاح، أن يخففوا من نظرتهم السلبية وأفكارهم السلبية تجاه شخص معيّن...
إنّ المسألة بحاجة إلى تدريب معيَّن، وفي الوقت نفسه، تسبّب الرّاحة النفسيّة والسلام الداخلي والطمأنينة للأشخاص.
باختصار، إنّ النضج العاطفي والانفعالي يمكن أن نعرّفه بتعريف بسيط جداً، وهو أنّه مستوى عال من الأخلاق في التعاطي مع النّاس باحترام من دون التدخّل في حياتهم.
تحيّاتي لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*اختصاصيّة في علم النفس التوافقي والعيادي.
يرتبط النضج العقليّ، كما هو معلوم عند كثيرٍ من الأشخاص، بالمعرفة والتعلّم والخبرة بالحياة، وبالتجارب، وحتى بالأفكار بشكلٍ عام، بمعنى أنَّ من يمتلك نضجاً عقلياً، يكون قادراً على تمييز الصّواب من الخطأ، في أيّ مجال من مجالات الحياة. إنّ كلّ المعلومات العامة التي نختزنها، مرتبطة بالنضج العقليّ، والذي بدوره مرتبط بالشقّ المعرفي.
أما النضج العاطفي، فهو الشقّ الذي يتمّ إهماله في كافّة الأصعدة، إن كان بالتربية، أو بالتعاليم، أو بالتعاطي الاجتماعي، بمعنى أنّه لا يتمّ تعليم الطفل منذ كان صغيراً كيف يحسّ، وكيف يحدّد شعوره، وكيف يفهم المشاعر، وبالتالي كيف يضبط الانفعال...
إننا نلاحظ وجود أزمة عند الكثير من الناس، مرتبطة بالغضب، بردود الفعل السريعة، بالعدوانية، بسرعة الاستثارة والاستفزاز للآخر، وما شابه ذلك من سلوكيات، وخصوصاً في المجتمع اللّبنانيّ، وهذا نلاحظه ببساطة وشفافية، إن كان في البيت أو المدرسة أو الشارع أو المؤسسة، والسبب، عدم وجود النضج العاطفيّ.
قد يدرك الإنسان مشاعره، ولكن لا يعرف كيف يسيطر عليها، السيطرة على المشاعر مفتاحها الأساس التركيز على الانفعال، وترويضه مع الأفكار، بمعنى وجود مستوى أفكار إيجابيَّة مرتبطة بموضوع الغضب، مثلاً، والذي يسبّب الانفعال، ونحاول السّيطرة عليه... على سبيل المثال، هناك أشخاص لا يتحملون المزاح نهائيّاً، هؤلاء الأشخاص، عليهم تحويل الأفكار إلى إيجابية تجاه المزاح، أن يخففوا من نظرتهم السلبية وأفكارهم السلبية تجاه شخص معيّن...
إنّ المسألة بحاجة إلى تدريب معيَّن، وفي الوقت نفسه، تسبّب الرّاحة النفسيّة والسلام الداخلي والطمأنينة للأشخاص.
باختصار، إنّ النضج العاطفي والانفعالي يمكن أن نعرّفه بتعريف بسيط جداً، وهو أنّه مستوى عال من الأخلاق في التعاطي مع النّاس باحترام من دون التدخّل في حياتهم.
تحيّاتي لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*اختصاصيّة في علم النفس التوافقي والعيادي.