كتابات
08/10/2018

المرأة والرجل سواء في الأجر والفضل

المرأة والرجل سواء في الأجر والفضل

{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} مِمّن تصفونهم بإسلام العقل والقلب والوجه واليد واللّسان، وكلّ شيء لله، بحيث لا يجدون لأنفسهم أيّ وجودٍ في أيِّ موقع أمام الله {وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الذين عاشوا الإيمان فكراً وروحاً وشعوراً وحركةً في مستوى المواقف والعلاقات {وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} في ما تعنيه كلمة القنوت من القيام بالطاعة والدّوام عليها {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ} الذين عاشوا الصدق كعنوان كبير من عناوين شخصيّتهم، مع الله ومع الناس ومع النفس، في الفكرة والموقف والكلمة، {وَالصَّابِرِينَ وَالصّابِراتِ} الذين يبتسمون في مواقع الاهتزاز، ويصمدون في مواقف التحدّي، ويبتسمون في قلب الألم، ويتمرّدون أمام قسوة الطغيان، ويواجهون مشاكل الحياة ومصاعبها من خلال الثقة بالله والاعتماد عليه في ساعات الشدّة، {وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ} الذين عرفوا الله في آفاق عظمته، وانفتحوا على حاجتهم إليه في مواضع نعمته، فعاشوا الخشوع في عقولهم، وامتدَّ معهم في قلوبهم، وتحوَّل إلى هزّةٍ روحيةٍ خاضعة خاشعة في مشاعرهم وفي حركات أجسادهم، {وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ} الذين عاشوا العطاء كقيمةٍ روحيّةٍ إنسانيّةٍ في حركة الشخصية الإسلامية في داخلهم، وواجهوا المسألة الماليَّة في ما يملكون من مالٍ، على أساس مسؤوليّتهم عنه، باعتبار أنّه مال الله الذي جعله أمانةً في أيديهم، ليؤدّوه إلى المحرومين من عباد الله المستضعفين من موقع الواجب والإحسان المسؤول، لا من موقع الذات والإحسان المتفضّل.

وبهذا كانت الصدقة عملاً من أعمال العبادة والطاعة الماليّة لله تعالى، في سياق الخطّ الإسلامي العام القائم على التكافل والتآزر والتآخي الإنساني في الله ولله تعالى {والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ} في حبس الجسد عن لذات الطعام والشراب والجنس ونحوها من الحاجات الطبيعية للإنسان، امتثالاً لأمر الله وتقرّباً إليه، وتدريباً على مواجهة الحاجات الضاغطة في دائرة الانحراف، بالموقف الإيمانيّ المتمرّد عليها إذا وقفت الحاجات أمام مبادئ المؤمن، {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} عمّا حرمه الله من العلاقة الجنسيّة، كالزنا واللواط والسحاق وغيرها كالاستمناء، على أساس الاكتفاء بالعلاقات المحلّلة، كالزواج ونحوه، انطلاقاً من امتثال أوامر الله ونواهيه في ذلك، في ما أراده للمؤمنين والمؤمنات من العفّة عن الحرام .

{وَالذَاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذاَكِرَتِ} في ما يعنيه ذلك من الحضور القلبي واللساني والعملي أمام الله، في الانفتاح عليه بالنيّة المفتوحة على كلّ مواقع الخير في الحياة، وبالكلمة الممجّدة له، المسبِّحة بحمده في نعمه وآلائه، والموحِّدة له في ألوهيته وطاعته، وبالعمل الذي يقف عند حدود الله في حرامه وحلاله، في الخطّ المستقيم الذي يبدأ من الله وينتهي إليه، هؤلاء وأمثالهم من النماذج الإنسانية الملتزمة بالنهج الإلهيّ في كلّ آفاق الحياة ومواقعها، ممن يمثّلون الشخصية الإسلامية القويّة بإيمانها، الواثقة بربها، الخاشعة أمامه، الصّابرة على قضائه، الصادقة في مواقفها وكلماتها، المتصدّقة بما رزقها، والصائمة في مواقع الإرادة عما لا يرضاه، والمطيعة له في كلّ شيء، والذاكرة له في كلّ مكان {أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً} في ما أذنبوه، {وَأَجْراً عَظِيم} في ما فعلوه من خير تقرّباً إلى الله، وطلباً لمرضاته.

*تفسير من وحي القرآن، ج 18.

{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} مِمّن تصفونهم بإسلام العقل والقلب والوجه واليد واللّسان، وكلّ شيء لله، بحيث لا يجدون لأنفسهم أيّ وجودٍ في أيِّ موقع أمام الله {وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الذين عاشوا الإيمان فكراً وروحاً وشعوراً وحركةً في مستوى المواقف والعلاقات {وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} في ما تعنيه كلمة القنوت من القيام بالطاعة والدّوام عليها {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ} الذين عاشوا الصدق كعنوان كبير من عناوين شخصيّتهم، مع الله ومع الناس ومع النفس، في الفكرة والموقف والكلمة، {وَالصَّابِرِينَ وَالصّابِراتِ} الذين يبتسمون في مواقع الاهتزاز، ويصمدون في مواقف التحدّي، ويبتسمون في قلب الألم، ويتمرّدون أمام قسوة الطغيان، ويواجهون مشاكل الحياة ومصاعبها من خلال الثقة بالله والاعتماد عليه في ساعات الشدّة، {وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ} الذين عرفوا الله في آفاق عظمته، وانفتحوا على حاجتهم إليه في مواضع نعمته، فعاشوا الخشوع في عقولهم، وامتدَّ معهم في قلوبهم، وتحوَّل إلى هزّةٍ روحيةٍ خاضعة خاشعة في مشاعرهم وفي حركات أجسادهم، {وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ} الذين عاشوا العطاء كقيمةٍ روحيّةٍ إنسانيّةٍ في حركة الشخصية الإسلامية في داخلهم، وواجهوا المسألة الماليَّة في ما يملكون من مالٍ، على أساس مسؤوليّتهم عنه، باعتبار أنّه مال الله الذي جعله أمانةً في أيديهم، ليؤدّوه إلى المحرومين من عباد الله المستضعفين من موقع الواجب والإحسان المسؤول، لا من موقع الذات والإحسان المتفضّل.

وبهذا كانت الصدقة عملاً من أعمال العبادة والطاعة الماليّة لله تعالى، في سياق الخطّ الإسلامي العام القائم على التكافل والتآزر والتآخي الإنساني في الله ولله تعالى {والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ} في حبس الجسد عن لذات الطعام والشراب والجنس ونحوها من الحاجات الطبيعية للإنسان، امتثالاً لأمر الله وتقرّباً إليه، وتدريباً على مواجهة الحاجات الضاغطة في دائرة الانحراف، بالموقف الإيمانيّ المتمرّد عليها إذا وقفت الحاجات أمام مبادئ المؤمن، {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} عمّا حرمه الله من العلاقة الجنسيّة، كالزنا واللواط والسحاق وغيرها كالاستمناء، على أساس الاكتفاء بالعلاقات المحلّلة، كالزواج ونحوه، انطلاقاً من امتثال أوامر الله ونواهيه في ذلك، في ما أراده للمؤمنين والمؤمنات من العفّة عن الحرام .

{وَالذَاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذاَكِرَتِ} في ما يعنيه ذلك من الحضور القلبي واللساني والعملي أمام الله، في الانفتاح عليه بالنيّة المفتوحة على كلّ مواقع الخير في الحياة، وبالكلمة الممجّدة له، المسبِّحة بحمده في نعمه وآلائه، والموحِّدة له في ألوهيته وطاعته، وبالعمل الذي يقف عند حدود الله في حرامه وحلاله، في الخطّ المستقيم الذي يبدأ من الله وينتهي إليه، هؤلاء وأمثالهم من النماذج الإنسانية الملتزمة بالنهج الإلهيّ في كلّ آفاق الحياة ومواقعها، ممن يمثّلون الشخصية الإسلامية القويّة بإيمانها، الواثقة بربها، الخاشعة أمامه، الصّابرة على قضائه، الصادقة في مواقفها وكلماتها، المتصدّقة بما رزقها، والصائمة في مواقع الإرادة عما لا يرضاه، والمطيعة له في كلّ شيء، والذاكرة له في كلّ مكان {أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً} في ما أذنبوه، {وَأَجْراً عَظِيم} في ما فعلوه من خير تقرّباً إلى الله، وطلباً لمرضاته.

*تفسير من وحي القرآن، ج 18.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية