طُرِح سؤال على سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض):
لماذا لا يجوز أن يقلّد الإنسان في الأصول، فيما الناس غير قادرين على التفريق
بينها وبين الفروع؟
فكان جوابه:
الأصول هي أصول العقيدة، وهي أن تعتقد بوجود الله وبتوحيده وبنبوّة النبيّ(ص)
وباليوم الآخر، وهذه أمور تمثّل أساس الدين، ولا يمكن لك أن تقلّد في الأساس غيرك،
وإلاّ فإنّ من الممكن جداً بالنسبة إلى الناس أن يجمّدوا أفكارهم، وذلك بتقليد
الآخرين، فيضلّهم الآخرون الذين ارتكزوا على أساس الكفر والضّلال، من دون أن تكون
هناك أيّة فرصة لمعرفة ذلك.
ومن الطبيعي أنّه مادامت أفكار الآخرين لا تنطلق في الغالب من عقلٍ مستقلّ، ولا
تتمتّع بأصالة وعمق، فلا بدّ لك عندما تريد أن تؤسّس فكرك وعقيدتك وإيمانك، من أن
تبتعد عن التقليد، وأن تفكّر وتستعين بفكر الآخرين، ليساعدوا فكرك ليصل إلى الحقيقة،
ذلك أنّ هناك فرقاً بين أن تقول للناس فكّروا لي، وبين أن تقول فكروا معي، إنّ الذي
لا يستطيع أن يصل إلى الحقيقة العقيديّة بنفسه، من الممكن أن يستعين بغيره، لا
ليقلده، ولكن ليفهمه وليحاوره، وليوجهه إلى الخط المستقيم في الوصول إلى النتائج
الحاسمة.
إنّ الله يريد للإنسان أن يبني فكره في قناعاته العقيديّة على قاعدة عقله المستقلّ
أو المنفتح على عقل الآخر، لينطلق في حياته على أساس ممارسته لوجوده في أصالته
الذاتيّة.. أمّا الفروع، فإنها تمثّل التفاصيل الفرعية التي تنطلق من الاعتماد على
أهل الخبرة الذين يلتقي فكره بفكرهم، ويتميّزون عنه بأنهم يملكون الاختصاص في معرفة
التفاصيل، مما لا يترتب عليه أيّة سلبية فكرية، بل معارف إيجابيّة يتأسّس تحصينها
على قاعدة الثقة بالآخر.
*من كتاب "مسائل عقائدية".
طُرِح سؤال على سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض):
لماذا لا يجوز أن يقلّد الإنسان في الأصول، فيما الناس غير قادرين على التفريق
بينها وبين الفروع؟
فكان جوابه:
الأصول هي أصول العقيدة، وهي أن تعتقد بوجود الله وبتوحيده وبنبوّة النبيّ(ص)
وباليوم الآخر، وهذه أمور تمثّل أساس الدين، ولا يمكن لك أن تقلّد في الأساس غيرك،
وإلاّ فإنّ من الممكن جداً بالنسبة إلى الناس أن يجمّدوا أفكارهم، وذلك بتقليد
الآخرين، فيضلّهم الآخرون الذين ارتكزوا على أساس الكفر والضّلال، من دون أن تكون
هناك أيّة فرصة لمعرفة ذلك.
ومن الطبيعي أنّه مادامت أفكار الآخرين لا تنطلق في الغالب من عقلٍ مستقلّ، ولا
تتمتّع بأصالة وعمق، فلا بدّ لك عندما تريد أن تؤسّس فكرك وعقيدتك وإيمانك، من أن
تبتعد عن التقليد، وأن تفكّر وتستعين بفكر الآخرين، ليساعدوا فكرك ليصل إلى الحقيقة،
ذلك أنّ هناك فرقاً بين أن تقول للناس فكّروا لي، وبين أن تقول فكروا معي، إنّ الذي
لا يستطيع أن يصل إلى الحقيقة العقيديّة بنفسه، من الممكن أن يستعين بغيره، لا
ليقلده، ولكن ليفهمه وليحاوره، وليوجهه إلى الخط المستقيم في الوصول إلى النتائج
الحاسمة.
إنّ الله يريد للإنسان أن يبني فكره في قناعاته العقيديّة على قاعدة عقله المستقلّ
أو المنفتح على عقل الآخر، لينطلق في حياته على أساس ممارسته لوجوده في أصالته
الذاتيّة.. أمّا الفروع، فإنها تمثّل التفاصيل الفرعية التي تنطلق من الاعتماد على
أهل الخبرة الذين يلتقي فكره بفكرهم، ويتميّزون عنه بأنهم يملكون الاختصاص في معرفة
التفاصيل، مما لا يترتب عليه أيّة سلبية فكرية، بل معارف إيجابيّة يتأسّس تحصينها
على قاعدة الثقة بالآخر.
*من كتاب "مسائل عقائدية".