كتابات
10/04/2019

المقاومة الثّقافيّة لصناعة المستقبل

المقاومة الثّقافيّة لصناعة المستقبل

أنا أعتقد أنَّ علينا أن نقوم بمقاومة ثقافيّة تؤصّل الوعي في عقل الإنسان العربي والإسلامي، بحيث يشعر بأنّه مسؤول عن صناعة المستقبل، وقد كنت دائماً أقول للأجيال الناشئة: كونوا المستقبليين، لأنّ الله سبحانه وتعالى، أراد لنا أن نفكّر في الحاضر والمستقبل في مسؤوليّاتنا، وألا نفكّر في الماضي إلا من خلال ما نأخذه من الدروس السلبية أو الإيجابية {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 134].

إذاً، القضيّة هي أن نكون المستقبليّين، أن تكون لدينا مقاومة ثقافيّة وعسكريّة أيضاً ضدّ الّذين يريدون أن يفرضوا علينا احتلالهم، وأن يصادروا اقتصادنا وسياستنا وأمننا، أن تنطلق الأمّة في ثورة واعية منفتحة على الواقع، ومتطلّعة إلى المستقبل.

القضيّة هي كيف نغيّر عقل الإنسان من موقع التخلّف إلى موقع التقدّم والوعي، على ضوء هذه الآية القرآنيّة الكريمة التي تقول: {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرّعد: 12]. غيِّر نفسك تغيِّر الواقع، لأنَّ الواقع هو صدى لما في نفسك، وصورة فكرك وإحساسك وشعورك وحركتك، لذا لن تستطيع أن تغيِّر الواقع إذا لم تغيّر جذوره، وهي فكرك وخطّك الذي تتحرك فيه.

نحن عندما نقرأ في القرآن الكريم أنّ أساس الرسالات بما أنزل الله سبحانه وتعالى من التوراة والإنجيل والقرآن، وبما فرض الله تعالى من موازين لتمييز الحقّ من الباطل، هو أن يقوم الناس بالقسط والعدل، فالعدل هو أساس الرّسالات، وإذا كان كذلك، فلا بدّ لعلماء الدين من أن ينطلقوا ليؤصّلوا العدل في حركة الإنسان في الواقع؛ عدل الإنسان مع ربّه بأن يقوم بحقّ ربّه عليه، وعدل الإنسان مع نفسه بأن لا يظلمها، وعدل الإنسان مع الحاكم، مع القانون، مع الحياة كلّها، حتى عدل الإنسان مع الحيوانات ومع الطبيعة.

أن ننطلق لنشعر بأنّ هناك حقّاً لا بدّ لنا من أن نحفظه ونؤدّيه، وأنّنا لسنا كلّ العالم، فإذا كنت أعتبر أنّ من حقّي أن أختلف مع الآخر، فإنّ من حقّ الآخر أن يختلف معي. ولذلك، فإنّني أؤمن بالحوار في كلّ شيء، حتى كنت أقول ـ وهذا شعاري ـ لا مقدَّسات في الحوار، فالله سبحانه وتعالى حاور إبليس وحاور الملائكة، والقرآن حاور المشركين وحاور أهل الكتاب وحاور المنافقين.

ولذلك، فإنَّ الحوار هو الجسر الذي يمكن أن يتحرّك النّاس عليه ليعبروا من هذا الجانب إلى الجانب الآخر، ولقد كنت دائماً أقول في ندواتي التي كنت أعقدها في العراق أو في لبنان، إنّه ليس هناك سؤال تافه، وليس هناك سؤال محرج، الحقيقة بنت الحوار. أنا لا أتعقَّد من أيّ حوار، ومستعدّ لأن أستمع إلى من ينكر وجود الله سبحانه وتعالى، وذلك لأقنعه بوجوده، وأن أستمع إلى من ينكر الإسلام جملةً وتفصيلاً، وينكر الدّين كليّةً، لأقنعه بأنَّ الإسلام حقّ وأنَّ الدِّين حقّ.

وأنا لا أتعقّد من إنسان يختلف معي في الفكر السياسي أو في الفكر الثقافيّ أو في الفكر الأدبيّ، فعندما انطلقت تجربة الشِّعر الحرّ في أوّل الخمسينات، كنّا نتشارك في النّقاش حوله، وكنّا نتساءل: هل إنّ الشعر الحرّ يمثّل تجربةً نستطيع أن نطلق عليها أنّها شعر، أو هي عبارة عن نثر مشعور، أو شعر منثور، أو ما إلى ذلك؟

كنت دائماً أقول في ندواتي التي كنت أعقدها في العراق أو في لبنان، إنّه ليس هناك سؤال تافه، وليس هناك سؤال محرج، الحقيقة بنت الحوار.

*من مقابلة لسماحته أجرتها معه قناة (ANB) الفضائيّة، بتاريخ: 24-6-2009.

أنا أعتقد أنَّ علينا أن نقوم بمقاومة ثقافيّة تؤصّل الوعي في عقل الإنسان العربي والإسلامي، بحيث يشعر بأنّه مسؤول عن صناعة المستقبل، وقد كنت دائماً أقول للأجيال الناشئة: كونوا المستقبليين، لأنّ الله سبحانه وتعالى، أراد لنا أن نفكّر في الحاضر والمستقبل في مسؤوليّاتنا، وألا نفكّر في الماضي إلا من خلال ما نأخذه من الدروس السلبية أو الإيجابية {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 134].

إذاً، القضيّة هي أن نكون المستقبليّين، أن تكون لدينا مقاومة ثقافيّة وعسكريّة أيضاً ضدّ الّذين يريدون أن يفرضوا علينا احتلالهم، وأن يصادروا اقتصادنا وسياستنا وأمننا، أن تنطلق الأمّة في ثورة واعية منفتحة على الواقع، ومتطلّعة إلى المستقبل.

القضيّة هي كيف نغيّر عقل الإنسان من موقع التخلّف إلى موقع التقدّم والوعي، على ضوء هذه الآية القرآنيّة الكريمة التي تقول: {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرّعد: 12]. غيِّر نفسك تغيِّر الواقع، لأنَّ الواقع هو صدى لما في نفسك، وصورة فكرك وإحساسك وشعورك وحركتك، لذا لن تستطيع أن تغيِّر الواقع إذا لم تغيّر جذوره، وهي فكرك وخطّك الذي تتحرك فيه.

نحن عندما نقرأ في القرآن الكريم أنّ أساس الرسالات بما أنزل الله سبحانه وتعالى من التوراة والإنجيل والقرآن، وبما فرض الله تعالى من موازين لتمييز الحقّ من الباطل، هو أن يقوم الناس بالقسط والعدل، فالعدل هو أساس الرّسالات، وإذا كان كذلك، فلا بدّ لعلماء الدين من أن ينطلقوا ليؤصّلوا العدل في حركة الإنسان في الواقع؛ عدل الإنسان مع ربّه بأن يقوم بحقّ ربّه عليه، وعدل الإنسان مع نفسه بأن لا يظلمها، وعدل الإنسان مع الحاكم، مع القانون، مع الحياة كلّها، حتى عدل الإنسان مع الحيوانات ومع الطبيعة.

أن ننطلق لنشعر بأنّ هناك حقّاً لا بدّ لنا من أن نحفظه ونؤدّيه، وأنّنا لسنا كلّ العالم، فإذا كنت أعتبر أنّ من حقّي أن أختلف مع الآخر، فإنّ من حقّ الآخر أن يختلف معي. ولذلك، فإنّني أؤمن بالحوار في كلّ شيء، حتى كنت أقول ـ وهذا شعاري ـ لا مقدَّسات في الحوار، فالله سبحانه وتعالى حاور إبليس وحاور الملائكة، والقرآن حاور المشركين وحاور أهل الكتاب وحاور المنافقين.

ولذلك، فإنَّ الحوار هو الجسر الذي يمكن أن يتحرّك النّاس عليه ليعبروا من هذا الجانب إلى الجانب الآخر، ولقد كنت دائماً أقول في ندواتي التي كنت أعقدها في العراق أو في لبنان، إنّه ليس هناك سؤال تافه، وليس هناك سؤال محرج، الحقيقة بنت الحوار. أنا لا أتعقَّد من أيّ حوار، ومستعدّ لأن أستمع إلى من ينكر وجود الله سبحانه وتعالى، وذلك لأقنعه بوجوده، وأن أستمع إلى من ينكر الإسلام جملةً وتفصيلاً، وينكر الدّين كليّةً، لأقنعه بأنَّ الإسلام حقّ وأنَّ الدِّين حقّ.

وأنا لا أتعقّد من إنسان يختلف معي في الفكر السياسي أو في الفكر الثقافيّ أو في الفكر الأدبيّ، فعندما انطلقت تجربة الشِّعر الحرّ في أوّل الخمسينات، كنّا نتشارك في النّقاش حوله، وكنّا نتساءل: هل إنّ الشعر الحرّ يمثّل تجربةً نستطيع أن نطلق عليها أنّها شعر، أو هي عبارة عن نثر مشعور، أو شعر منثور، أو ما إلى ذلك؟

كنت دائماً أقول في ندواتي التي كنت أعقدها في العراق أو في لبنان، إنّه ليس هناك سؤال تافه، وليس هناك سؤال محرج، الحقيقة بنت الحوار.

*من مقابلة لسماحته أجرتها معه قناة (ANB) الفضائيّة، بتاريخ: 24-6-2009.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية