كتابات
12/06/2019

أرباب المال

أرباب المال

ما عرف التّاريخ أسوأ وأفدح وأعظم من أسوأ أرباب المال والثّروات المكدَّسة في هذا العصر، إنهم يثيرون الفتن والحروب، ويدبرون المكائد والمصائد ضدّ كلّ حركة تحررية في أيّ طرف من أطراف العالم، فيبثون كتائب العملاء، ووحدات الأساطيل، وجواسيس المخابرات في كلّ بقعة من بقاع الأرض، ليحوّلوا العالم بكامله إلى شركة مساهمة يملكها أصحاب الملايين.

إنهم لا يؤمنون بالله، ولا بالإنسانية، ولا بشيء إلا بالأسهم، تدفع الشعوب أرباحها من خبزها ودمائها ومستقبلها، ويستغلون دولهم لإشاعة الرّعب والتخويف والضغط الاقتصادي والسياسي على الضعفاء، ويعملون بكلّ سبيل لتجزئة البلد الواحد، وتفتيت الوحدة الوطنيّة، ليخضع الجميع لاستثماراتهم واحتكاراتهم.

ومن أجل هذا، حرّم الإسلام الاحتكار والثّراء غير المشروع، واستخدام القوّة والضّغط على الضعفاء، وهدَّد الذين يكنزون الأموال ولا ينفقونها في سبيل الله، ووصفهم بالطغاة العتاة.

{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[آل عمران: 11]، أي أن كثرة المال والولد ليست سبباً للفوز والنجاة، فكثيراً ما تغلَّب الفقراء على الأغنياء، والقلة على الكثرة، والتاريخ مملوء بالشواهد على هذه الحقيقة.

فلقد كان لفرعون وقومه الجاه والسّلطان، والمال والعدّة والعدد، ومع ذلك، خذلهم الله، ونصر موسى وقومه، ولا مال لهم ولا عدّة ولا عدد، كما نصر من قبل نوحاً على قومه، وإبراهيم على النمرود، وهوداً على عاد، وصالحاً على ثمود... فالكثرة والثروة - إذاً - ليستا بضمان ولا أمان. وعليه، فالذين كذّبوا محمداً (صلى الله عليه وآله) معرّضون لنفس المصير .

*من كتاب "تفسير الكاشف"، ج2.

ما عرف التّاريخ أسوأ وأفدح وأعظم من أسوأ أرباب المال والثّروات المكدَّسة في هذا العصر، إنهم يثيرون الفتن والحروب، ويدبرون المكائد والمصائد ضدّ كلّ حركة تحررية في أيّ طرف من أطراف العالم، فيبثون كتائب العملاء، ووحدات الأساطيل، وجواسيس المخابرات في كلّ بقعة من بقاع الأرض، ليحوّلوا العالم بكامله إلى شركة مساهمة يملكها أصحاب الملايين.

إنهم لا يؤمنون بالله، ولا بالإنسانية، ولا بشيء إلا بالأسهم، تدفع الشعوب أرباحها من خبزها ودمائها ومستقبلها، ويستغلون دولهم لإشاعة الرّعب والتخويف والضغط الاقتصادي والسياسي على الضعفاء، ويعملون بكلّ سبيل لتجزئة البلد الواحد، وتفتيت الوحدة الوطنيّة، ليخضع الجميع لاستثماراتهم واحتكاراتهم.

ومن أجل هذا، حرّم الإسلام الاحتكار والثّراء غير المشروع، واستخدام القوّة والضّغط على الضعفاء، وهدَّد الذين يكنزون الأموال ولا ينفقونها في سبيل الله، ووصفهم بالطغاة العتاة.

{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[آل عمران: 11]، أي أن كثرة المال والولد ليست سبباً للفوز والنجاة، فكثيراً ما تغلَّب الفقراء على الأغنياء، والقلة على الكثرة، والتاريخ مملوء بالشواهد على هذه الحقيقة.

فلقد كان لفرعون وقومه الجاه والسّلطان، والمال والعدّة والعدد، ومع ذلك، خذلهم الله، ونصر موسى وقومه، ولا مال لهم ولا عدّة ولا عدد، كما نصر من قبل نوحاً على قومه، وإبراهيم على النمرود، وهوداً على عاد، وصالحاً على ثمود... فالكثرة والثروة - إذاً - ليستا بضمان ولا أمان. وعليه، فالذين كذّبوا محمداً (صلى الله عليه وآله) معرّضون لنفس المصير .

*من كتاب "تفسير الكاشف"، ج2.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية