كتابات
22/08/2019

السَكَنُ والمودّة والرّحمة في العلاقة الزوجيّة

السَكَنُ والمودّة والرّحمة في العلاقة الزوجيّة

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الرّوم: 21]. وخلق الزوجين الذَّكر والأنثى، ولا يحصل الالتئام والسكن والطمأنينة والهدوء والراحة إلاّ أن يتزوّج الإنسان من جنسه، لذلك لم يخلق للإنسان أزواجاً من الجنّ أو الملائكة.

وقد أراد الله للزوجية في حياة الإنسان أن تكون عنصر راحة وسكينة، حيث يرتاح فيها إنسانٌ مع إنسان، ويخلو فيها إنسانٌ مع إنسان.

{وَمِنْ آيَاتِهِ} من معاجزه وأسراره {أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ} لا من غيركم، بل من إنسانيّتكم {أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} لتطمئنوا وترتاحوا، وهذا ممّا يدلُّ على أنّ دور الزواج لا ينحصر في المسألة التي تتعلّق بالجسد، فيما هو الجانب الغريزي، بل إنّ له دوراً كبيراً يتعلّق بالروح والشعور والإحساس، لأنّه كي يطمئنّ الإنسان، لا بدَّ له من الانفتاح على إنسان آخر بروحه وفكره وقلبه {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً} جعل كلَّ واحد منكم يودُّ الآخر ويرحمه بالعاطفة والمحبّة {وَرَحْمَةً} وأن يرحم الواحد الآخر، وتتمثّل الرّحمة بأن يشاركه آلامه ومشاكله وهمومه، ويتعهّد ظروفه فلا يُثقلها عليه، أو يضغط عليه بما يسقط واقعه وحياته، وهكذا نفهم أنَّ الحياة الزوجية بعيدة عن الديكتاتورية، فالرّجل ليس سيّد المرأة، هو يأمر وهي تطيع أو العكس، وبعيدة عن الروح "القانونية"، أي أنّها تثبت حقّها من خلال مطالبته بتطبيق المادّة القانونية التي تنصّ على أمر معيّن، أو هو يثبت حقَّه بالمطالبة بتطبيق القوانين التي تحفظ حقّه..

فالله جعل القوانين الشرعيّة لتنظيم الحياة الزوجية عندما تتحوّل إلى واقعٍ من اللامسؤوليّة، عند ذلك على كلِّ واحدٍ منهما أن يقف عند حدّه، لكن عندما تجري الحياة الزوجية في مسارها الطبيعي، فإنّ الرحمة والمودّة تكونان عنواناً للعلاقة بين الزوجين، فيتصرّف الرجل مع المرأة بما يرحمها فيه، وتتصرّف المرأة مع الرجل بما تودّه فيه، فلا مجال للاضطهاد والضغط والتخويف، فالعلاقات الإنسانيّة يجب أن تُبنى على الدّوام على المعنى الإنساني، الذي يعيش فيه الإنسان مع الآخر بكلّ الصفاء والهناء.

وهنا يقول أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) عندما يحدِّثنا عن الإنسان المؤمن: "النّاس منه في راحة" يعيش معه الناس بكلّ الراحة، "وبدنه منه في تعب"، يُثقل بدنه بالعبادة والمسؤولية، وبحمله لهموم الآخرين، وللآلام التي يعيشونها من خلال تضحياته في سبيلهم، فالمؤمن لا يُثقل على مَنْ يعيش معهم، فلا يكون ثقيل الواقع وثقيل الظلّ، "المؤمن حَسَنُ المعونة"، كما يقول الإمام الصادق (عليه السلام)، و"خفيف المؤونة"، لا يكون ثقيلاً على زوجته وأولاده، ولا تكون هي متطلّبة وثقيلة على زوجها وأولادها، وفي الحديث: "لا يكن أهلك أشقى الناس بك"، وورد أيضاً عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". إذاً، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الرّوم: 21].

علينا أن نستوحي هذه الآية في تصوّرنا للعنوان الكبير للحياة الزوجية في الإسلام، لكي نربّي أنفسنا على أساس أن نكون أزواجاً مسلمين، ننفتح بالإسلام على معنى الزوجيّة.

*من كتاب "عرفان القرآن".

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الرّوم: 21]. وخلق الزوجين الذَّكر والأنثى، ولا يحصل الالتئام والسكن والطمأنينة والهدوء والراحة إلاّ أن يتزوّج الإنسان من جنسه، لذلك لم يخلق للإنسان أزواجاً من الجنّ أو الملائكة.

وقد أراد الله للزوجية في حياة الإنسان أن تكون عنصر راحة وسكينة، حيث يرتاح فيها إنسانٌ مع إنسان، ويخلو فيها إنسانٌ مع إنسان.

{وَمِنْ آيَاتِهِ} من معاجزه وأسراره {أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ} لا من غيركم، بل من إنسانيّتكم {أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} لتطمئنوا وترتاحوا، وهذا ممّا يدلُّ على أنّ دور الزواج لا ينحصر في المسألة التي تتعلّق بالجسد، فيما هو الجانب الغريزي، بل إنّ له دوراً كبيراً يتعلّق بالروح والشعور والإحساس، لأنّه كي يطمئنّ الإنسان، لا بدَّ له من الانفتاح على إنسان آخر بروحه وفكره وقلبه {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً} جعل كلَّ واحد منكم يودُّ الآخر ويرحمه بالعاطفة والمحبّة {وَرَحْمَةً} وأن يرحم الواحد الآخر، وتتمثّل الرّحمة بأن يشاركه آلامه ومشاكله وهمومه، ويتعهّد ظروفه فلا يُثقلها عليه، أو يضغط عليه بما يسقط واقعه وحياته، وهكذا نفهم أنَّ الحياة الزوجية بعيدة عن الديكتاتورية، فالرّجل ليس سيّد المرأة، هو يأمر وهي تطيع أو العكس، وبعيدة عن الروح "القانونية"، أي أنّها تثبت حقّها من خلال مطالبته بتطبيق المادّة القانونية التي تنصّ على أمر معيّن، أو هو يثبت حقَّه بالمطالبة بتطبيق القوانين التي تحفظ حقّه..

فالله جعل القوانين الشرعيّة لتنظيم الحياة الزوجية عندما تتحوّل إلى واقعٍ من اللامسؤوليّة، عند ذلك على كلِّ واحدٍ منهما أن يقف عند حدّه، لكن عندما تجري الحياة الزوجية في مسارها الطبيعي، فإنّ الرحمة والمودّة تكونان عنواناً للعلاقة بين الزوجين، فيتصرّف الرجل مع المرأة بما يرحمها فيه، وتتصرّف المرأة مع الرجل بما تودّه فيه، فلا مجال للاضطهاد والضغط والتخويف، فالعلاقات الإنسانيّة يجب أن تُبنى على الدّوام على المعنى الإنساني، الذي يعيش فيه الإنسان مع الآخر بكلّ الصفاء والهناء.

وهنا يقول أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) عندما يحدِّثنا عن الإنسان المؤمن: "النّاس منه في راحة" يعيش معه الناس بكلّ الراحة، "وبدنه منه في تعب"، يُثقل بدنه بالعبادة والمسؤولية، وبحمله لهموم الآخرين، وللآلام التي يعيشونها من خلال تضحياته في سبيلهم، فالمؤمن لا يُثقل على مَنْ يعيش معهم، فلا يكون ثقيل الواقع وثقيل الظلّ، "المؤمن حَسَنُ المعونة"، كما يقول الإمام الصادق (عليه السلام)، و"خفيف المؤونة"، لا يكون ثقيلاً على زوجته وأولاده، ولا تكون هي متطلّبة وثقيلة على زوجها وأولادها، وفي الحديث: "لا يكن أهلك أشقى الناس بك"، وورد أيضاً عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". إذاً، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الرّوم: 21].

علينا أن نستوحي هذه الآية في تصوّرنا للعنوان الكبير للحياة الزوجية في الإسلام، لكي نربّي أنفسنا على أساس أن نكون أزواجاً مسلمين، ننفتح بالإسلام على معنى الزوجيّة.

*من كتاب "عرفان القرآن".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية