كتابات
15/10/2019

كيف نصنع أفكارنا؟

كيف نصنع أفكارنا؟

أيّها الأحبَّة، لنصنع أفكارنا، لأنَّ الذين لا يصنعون أفكارهم بأنفسهم، ربما يفرض عليهم الآخرون الذي يسيطرون عليهم بيئيّاً أو اجتماعيّاً أو اقتصاديّاً أو سياسيّاً، فكراً ليس هو فكر الحقّ، فيقودهم إلى جهنم وبئس المصير، لذلك، فإن الإسلام يريد للإنسان أن ينتج عقيدته وعاطفته وأخلاقه وعاداته وتقاليده، وليس معنى ذلك أن نرفض تراثنا وتاريخنا، ولكن أن نفهمه من خلال أن يكون لنا تراثنا الذي تركه لنا الأقدمون، وهو التّراث الذي نصنعه من خلال ما نراه حقّاً لدى الأقدمين، ومن خلال ما ننتجه من حقّ ليكون تراثاً رائداً للأجيال المقبلة.

لقد أعطانا الله كتاب السموات والأرض، وأعطانا كتاب الزّمن كلّه، وقال لنا إنّ أيّ واحد منكم يستطيع أن يصنع نفسه بنفسه فيما يملك أن يفكّر فيه وفيما يملك أن يجرِّبه، وإذا أشكلت عليكم الأمور {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}، وحاولوا أن تجادلوا بالحقّ، وحاولوا أن تعرفوا الحقّ. وربما نستوحي من الآية، أن الله يريد منك ومني ومن الآخرين، أن نعرف كلّ ما يتعلق بمسؤولياتنا المستوى الذي نستطيع أن ندافع فيه عن ذلك، أي أنه لا بدّ لك أن تدافع عن عقيدتك فيما اعتقدته، ولا بدّ لك أن تدافع عن أخلاقك فيما اخترته، وعن كلّ علاقاتك فيما ارتبطت بها، لماذا؟ لأنَّ ركيزتها في نفسك {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا}، فكيف تستطيع نفسك أن تجادل عن عقيدتك عندما يسألك الله عنها، وتجادل عن عملك عندما يسألك الله عنه وعن حبّك وبغضك وكلّ سلوكك، هل تستطيع أن تجادل؟ الجدال هو أن تدافع بالحجّة، لا أن تعيش جدلاً عقيماً، لأنّ الجدل العقيم يمكن أن ينجح فيه الإنسان مع الإنسان الآخر عندما يهيمن عليه بمختلف الأساليب غير المسؤولة، ولكن أمام الله تعالى، لا بدّ من أن يكون الجدل جدل الحقّ.. ومن هذا نفهم أننا سنحتاج غداً إلى أن نجادل عن كلّ تاريخنا، وأن نقسم بكل هذا الكيان عن نفسنا العقليّة، وعن نفسنا القلبيّة، وعن نفسنا الحركيّة في كلّ مجال.

*من كتاب "الندوة"، ج 4.

أيّها الأحبَّة، لنصنع أفكارنا، لأنَّ الذين لا يصنعون أفكارهم بأنفسهم، ربما يفرض عليهم الآخرون الذي يسيطرون عليهم بيئيّاً أو اجتماعيّاً أو اقتصاديّاً أو سياسيّاً، فكراً ليس هو فكر الحقّ، فيقودهم إلى جهنم وبئس المصير، لذلك، فإن الإسلام يريد للإنسان أن ينتج عقيدته وعاطفته وأخلاقه وعاداته وتقاليده، وليس معنى ذلك أن نرفض تراثنا وتاريخنا، ولكن أن نفهمه من خلال أن يكون لنا تراثنا الذي تركه لنا الأقدمون، وهو التّراث الذي نصنعه من خلال ما نراه حقّاً لدى الأقدمين، ومن خلال ما ننتجه من حقّ ليكون تراثاً رائداً للأجيال المقبلة.

لقد أعطانا الله كتاب السموات والأرض، وأعطانا كتاب الزّمن كلّه، وقال لنا إنّ أيّ واحد منكم يستطيع أن يصنع نفسه بنفسه فيما يملك أن يفكّر فيه وفيما يملك أن يجرِّبه، وإذا أشكلت عليكم الأمور {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}، وحاولوا أن تجادلوا بالحقّ، وحاولوا أن تعرفوا الحقّ. وربما نستوحي من الآية، أن الله يريد منك ومني ومن الآخرين، أن نعرف كلّ ما يتعلق بمسؤولياتنا المستوى الذي نستطيع أن ندافع فيه عن ذلك، أي أنه لا بدّ لك أن تدافع عن عقيدتك فيما اعتقدته، ولا بدّ لك أن تدافع عن أخلاقك فيما اخترته، وعن كلّ علاقاتك فيما ارتبطت بها، لماذا؟ لأنَّ ركيزتها في نفسك {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا}، فكيف تستطيع نفسك أن تجادل عن عقيدتك عندما يسألك الله عنها، وتجادل عن عملك عندما يسألك الله عنه وعن حبّك وبغضك وكلّ سلوكك، هل تستطيع أن تجادل؟ الجدال هو أن تدافع بالحجّة، لا أن تعيش جدلاً عقيماً، لأنّ الجدل العقيم يمكن أن ينجح فيه الإنسان مع الإنسان الآخر عندما يهيمن عليه بمختلف الأساليب غير المسؤولة، ولكن أمام الله تعالى، لا بدّ من أن يكون الجدل جدل الحقّ.. ومن هذا نفهم أننا سنحتاج غداً إلى أن نجادل عن كلّ تاريخنا، وأن نقسم بكل هذا الكيان عن نفسنا العقليّة، وعن نفسنا القلبيّة، وعن نفسنا الحركيّة في كلّ مجال.

*من كتاب "الندوة"، ج 4.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية