في منهج التربية الإسلاميّة، أنّ الله تعالى يريد للإنسان المؤمن أن يعيش
الاندماج العقلي والروحي والعملي بالمسلمين في كلّ ما يصلح أمرهم، وما يحمي قضاياهم،
وما يؤكّد عزّتهم وكرامتهم وحريتهم، وما يقوّي وحدتهم، لأنّ الله تعالى أراد أن
يصنع من خلال الإسلام أمّةً تقوم على الترابط، جديدةً بين الأفراد الّذين يؤمنون
بهذا الدين، ارتباط الفكر بالفكر، وانفتاح القلب على القلب، وتكامل الطاقة مع
الطاقة، ومواجهة التحدّيات الكبرى في كلّ القضايا الكبيرة التي تتصل بالأخطار
العامّة التي يوجّهها الكافرون والمستكبرون إلى الإسلام والمسلمين.
إنّ الله تعالى يريد للمسلم أن يكون الإنسان الّذي يستوعب قضايا المسلمين كلّها،
بحيث تكون له ثقافة الواقع الإسلامي في كلّ أبعاده السياسيّة في ما يواجه المسلمين
من التحديات السياسية أو الاقتصادية، وما يثقلهم في الأزمات الاقتصادية أو الأمنية،
ممّا يمثِّل الخطر على حياة الأمّة وحرياتها وكرامتها.
إنّ الله تعالى يريد للإنسان المسلم أن يكون الإنسان الذي يعيش الاهتمام بذلك كلّه،
بحيث يكون المسلمون في عقله وقلبه وكلّ امتدادات حياته، فالمسلمون همّه كما هي
عائلته همّه، وهذا ما أكّده رسول الله (ص) في الكلمة المشهورة عنه: "من أصبح لا
يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم".
إنّ هذه الكلمة تقول للإنسان المسلم: عليك في كلّ صباح أن تدرس كلّ التطوّرات
والمتغيّرات الحادثة في الواقع الإسلامي كلّه، لتفكّر في ما يمكنك أن تقدِّم لذلك
من فكرٍ تملكه يساعد على حلّ مشكلة هنا وهناك، أو جهد تبذله ربما يقوِّي موقعاً هنا
وهناك، أو حركة تنطلق بها على مستوى العلاقات والمواجهات.
ولعلّ الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) يشير إلى هذه المسألة بشكل موجز في
دعائه في الصباح والمساء، حيث يطلب من الله تعالى أن يوفّقه في يومه الذي يبدأه، أو
ليلته التي يبدأها، لحياطة الإسلام، بأن يكون ممن يحوط الإسلام ويحضنه ويرعاه
وينصره ويساعده، وأن يكون ممّن ينصر الحقّ ويعزّه، ويضعف الباطل ويذلّه، باعتبار أنّ
ذلك هو مسؤوليّاته، لأنّ الإنسان عندما يصبح عليه الصباح، فهناك شخصيتان في وجوده:
الشخصيّة الخاصّة، وهي التي يهتمّ فيها الإنسان بأموره الشخصية والعائلية، مما
ينمّي حياته ويحفظ له كرامته ويحقق له حاجاته.. وهناك شخصية عامّة، وهي كونه جزءاً
من الأمّة، ما يفرض عليه أن يفكّر في الأمة في هذا المجال.
والنبي (ص) يؤكِّد في هذا المجال، أنّ مسألة أن تكون مسلماً، هي أن تشعر أنك ترتبط
ارتباطاً عضوياً بالجسد الإسلامي كلّه الذي هو الأمّة، فكما أن العضو الذي لا
يتفاعل مع هموم الجسد وآلامه هو عضو مشلول لا علاقة له بالجسد، فأنت عندما لا
تتفاعل مع أمور المسلمين وقضاياهم، فإنك لست جزءاً منهم. ولذلك، فإن هذه الكلمة من
النبي (ص) تمثل خطورةً في معنى إسلام الإنسان المسلم، وفي معنى التزامه: "من أصبح
لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم".
*من أرشيف خطب الجمعة، العام 2003.
في منهج التربية الإسلاميّة، أنّ الله تعالى يريد للإنسان المؤمن أن يعيش
الاندماج العقلي والروحي والعملي بالمسلمين في كلّ ما يصلح أمرهم، وما يحمي قضاياهم،
وما يؤكّد عزّتهم وكرامتهم وحريتهم، وما يقوّي وحدتهم، لأنّ الله تعالى أراد أن
يصنع من خلال الإسلام أمّةً تقوم على الترابط، جديدةً بين الأفراد الّذين يؤمنون
بهذا الدين، ارتباط الفكر بالفكر، وانفتاح القلب على القلب، وتكامل الطاقة مع
الطاقة، ومواجهة التحدّيات الكبرى في كلّ القضايا الكبيرة التي تتصل بالأخطار
العامّة التي يوجّهها الكافرون والمستكبرون إلى الإسلام والمسلمين.
إنّ الله تعالى يريد للمسلم أن يكون الإنسان الّذي يستوعب قضايا المسلمين كلّها،
بحيث تكون له ثقافة الواقع الإسلامي في كلّ أبعاده السياسيّة في ما يواجه المسلمين
من التحديات السياسية أو الاقتصادية، وما يثقلهم في الأزمات الاقتصادية أو الأمنية،
ممّا يمثِّل الخطر على حياة الأمّة وحرياتها وكرامتها.
إنّ الله تعالى يريد للإنسان المسلم أن يكون الإنسان الذي يعيش الاهتمام بذلك كلّه،
بحيث يكون المسلمون في عقله وقلبه وكلّ امتدادات حياته، فالمسلمون همّه كما هي
عائلته همّه، وهذا ما أكّده رسول الله (ص) في الكلمة المشهورة عنه: "من أصبح لا
يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم".
إنّ هذه الكلمة تقول للإنسان المسلم: عليك في كلّ صباح أن تدرس كلّ التطوّرات
والمتغيّرات الحادثة في الواقع الإسلامي كلّه، لتفكّر في ما يمكنك أن تقدِّم لذلك
من فكرٍ تملكه يساعد على حلّ مشكلة هنا وهناك، أو جهد تبذله ربما يقوِّي موقعاً هنا
وهناك، أو حركة تنطلق بها على مستوى العلاقات والمواجهات.
ولعلّ الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) يشير إلى هذه المسألة بشكل موجز في
دعائه في الصباح والمساء، حيث يطلب من الله تعالى أن يوفّقه في يومه الذي يبدأه، أو
ليلته التي يبدأها، لحياطة الإسلام، بأن يكون ممن يحوط الإسلام ويحضنه ويرعاه
وينصره ويساعده، وأن يكون ممّن ينصر الحقّ ويعزّه، ويضعف الباطل ويذلّه، باعتبار أنّ
ذلك هو مسؤوليّاته، لأنّ الإنسان عندما يصبح عليه الصباح، فهناك شخصيتان في وجوده:
الشخصيّة الخاصّة، وهي التي يهتمّ فيها الإنسان بأموره الشخصية والعائلية، مما
ينمّي حياته ويحفظ له كرامته ويحقق له حاجاته.. وهناك شخصية عامّة، وهي كونه جزءاً
من الأمّة، ما يفرض عليه أن يفكّر في الأمة في هذا المجال.
والنبي (ص) يؤكِّد في هذا المجال، أنّ مسألة أن تكون مسلماً، هي أن تشعر أنك ترتبط
ارتباطاً عضوياً بالجسد الإسلامي كلّه الذي هو الأمّة، فكما أن العضو الذي لا
يتفاعل مع هموم الجسد وآلامه هو عضو مشلول لا علاقة له بالجسد، فأنت عندما لا
تتفاعل مع أمور المسلمين وقضاياهم، فإنك لست جزءاً منهم. ولذلك، فإن هذه الكلمة من
النبي (ص) تمثل خطورةً في معنى إسلام الإنسان المسلم، وفي معنى التزامه: "من أصبح
لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم".
*من أرشيف خطب الجمعة، العام 2003.