لقد ورد: "لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً"، فالإنسان حرٌّ في فكره ورأيه وتعبيره عن ذلك أمام كلّ الناس، وحرٌّ في تصرّفاته وحياته أمام كل الناس، ولكنّه عبد لله تعالى، لا يملك شيئاً إلا العبوديّة أمام الله، ويملك الحريّة أمام الناس، وحتى إنّ ولاية الأنبياء والأولياء على الناس هي من خلال جعل الله تعالى لهم ذلك، لأنهم عباده الّذين اصطفاهم لإنذار الخلق وتبشيرهم وقيادتهم في الحياة.
وعلى هذا الأساس، الحرية هي أن تفكر وتعبّر عن رأيك، ولكن ليس من الحرية أن تأخذ بالفكر المنحرف الضالّ وأن تسلك مسلكه، وإن كان الإنسان مختاراً في ذلك، ولكن الله تعالى أراد له أن يختار الحقّ ويسلك سبيله.
وعلى صعيد المجتمع، تقف حريتك حيث تبدأ حقوق الآخرين، فليس لك أن تعتدي على آخر في نفسه ومتعلقاته، وإلا كان ذلك ظلماً لا حريّة، والرأي الذي يريد الإنسان أن يطلقه، إن كان يعتقد بصوابيّته ولكن يعتقد الآخرون ببطلانه، فمن الحكمة أن يدرس الإنسان ظروف إطلاقه، لكي يحقق الغاية من ذلك لا عكسها، فهناك الأسلوب الذي يحاور به الإنسان فكر الآخر ليصل إلى النتيجة بالحوار الهادف، وليس من الحريّة أن تعتدي على مقدَّسات الآخرين.
وقد عبّر القرآن الكريم: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}، وقال أيضاً: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}، ولكن في الوقت نفسه، يلتزم المؤمن قناعاته ويدعو إليها، وقد يكون من اللازم مواجهة الضّلال بحسم، وهكذا يكون التصرّف من خلال الحكمة في الأسلوب والوعي للظروف وأساليب مواجهة الآخر، وعلينا أن نتأسّى برسول الله (ص) الذي جعله الله تعالى أسوة حسنة، وبمنهج أئمة أهل البيت (ع) الّذين خلفوا الرّسول (ص) في مهمته ورسالته، فنرى الإسلام في أصالته المتمثّلة بالنبيّ وأهل بيته (ع) والقرآن الكريم، نراه قد وضّح مفهوم الحريّة وحدودها، وما نسأله من تفاصيل تتفرّع على الأصول الإسلاميّة في هذا الأمر، فالمحرّمات، كالكذب والنميمة، لا تمثل حرية بل ارتكاب محرَّم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمثّل فريضة واجبة بتوفر شروطه، والظلم للآخر لا يمثّل حرية، والحرية في واقع الإنسان في عدم عبوديّته لأحد غير الله تعالى، والحريّة مقيّدة بما جعل الله تعالى للإنسان من حقّ وجعل عليه من واجبات.
إنّ حرية إبداء الرأي تعني أن يبدي الإنسان رأيه من خلال الدليل: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(البقرة: 111). فالعالم أو الذي يملك حظاً من العلم، يبدي رأيه فيما يعلم، وأمّا فيما لا يعلم ولا خبرة له فيه، فلا يصحّ إعطاؤه حرية إبداء الرأي.
لا بد وأن يستعرض المسلم كل خصائص هذه الحرية، بحسب ما أشار إليه القرآن الكريم من أساليب، لأنّ الحقيقة القرآنية الواضحة تقول: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}، ثم عندما يعتقد الإنسان ببعض الأسس والأصول من خلال الأدلّة والبراهين، عليه أن ينسجم مع هذه العقيدة، لأنّه لا معنى للإيمان بالمقدَّسات من دون الإيمان بما يلزم عنها من نتائج.
ولذلك، فإنّ الإنسان يملك الحرية للبحث عن الحقيقة، ولكن إذا بحث وعلم ذلك، فلا يمكن له عندئذ التنكّر لهذه الحقيقة، ولا يعتبر هذا حدّاً لحريّته أو انتقاصاً منها، بقدر ما يكون ذلك انسجاماً معها واحترامها، لأن البداية كانت بملء الحريّة والاختيار.
*استفتاءات – مفاهيم عامّة.
لقد ورد: "لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً"، فالإنسان حرٌّ في فكره ورأيه وتعبيره عن ذلك أمام كلّ الناس، وحرٌّ في تصرّفاته وحياته أمام كل الناس، ولكنّه عبد لله تعالى، لا يملك شيئاً إلا العبوديّة أمام الله، ويملك الحريّة أمام الناس، وحتى إنّ ولاية الأنبياء والأولياء على الناس هي من خلال جعل الله تعالى لهم ذلك، لأنهم عباده الّذين اصطفاهم لإنذار الخلق وتبشيرهم وقيادتهم في الحياة.
وعلى هذا الأساس، الحرية هي أن تفكر وتعبّر عن رأيك، ولكن ليس من الحرية أن تأخذ بالفكر المنحرف الضالّ وأن تسلك مسلكه، وإن كان الإنسان مختاراً في ذلك، ولكن الله تعالى أراد له أن يختار الحقّ ويسلك سبيله.
وعلى صعيد المجتمع، تقف حريتك حيث تبدأ حقوق الآخرين، فليس لك أن تعتدي على آخر في نفسه ومتعلقاته، وإلا كان ذلك ظلماً لا حريّة، والرأي الذي يريد الإنسان أن يطلقه، إن كان يعتقد بصوابيّته ولكن يعتقد الآخرون ببطلانه، فمن الحكمة أن يدرس الإنسان ظروف إطلاقه، لكي يحقق الغاية من ذلك لا عكسها، فهناك الأسلوب الذي يحاور به الإنسان فكر الآخر ليصل إلى النتيجة بالحوار الهادف، وليس من الحريّة أن تعتدي على مقدَّسات الآخرين.
وقد عبّر القرآن الكريم: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}، وقال أيضاً: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}، ولكن في الوقت نفسه، يلتزم المؤمن قناعاته ويدعو إليها، وقد يكون من اللازم مواجهة الضّلال بحسم، وهكذا يكون التصرّف من خلال الحكمة في الأسلوب والوعي للظروف وأساليب مواجهة الآخر، وعلينا أن نتأسّى برسول الله (ص) الذي جعله الله تعالى أسوة حسنة، وبمنهج أئمة أهل البيت (ع) الّذين خلفوا الرّسول (ص) في مهمته ورسالته، فنرى الإسلام في أصالته المتمثّلة بالنبيّ وأهل بيته (ع) والقرآن الكريم، نراه قد وضّح مفهوم الحريّة وحدودها، وما نسأله من تفاصيل تتفرّع على الأصول الإسلاميّة في هذا الأمر، فالمحرّمات، كالكذب والنميمة، لا تمثل حرية بل ارتكاب محرَّم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمثّل فريضة واجبة بتوفر شروطه، والظلم للآخر لا يمثّل حرية، والحرية في واقع الإنسان في عدم عبوديّته لأحد غير الله تعالى، والحريّة مقيّدة بما جعل الله تعالى للإنسان من حقّ وجعل عليه من واجبات.
إنّ حرية إبداء الرأي تعني أن يبدي الإنسان رأيه من خلال الدليل: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(البقرة: 111). فالعالم أو الذي يملك حظاً من العلم، يبدي رأيه فيما يعلم، وأمّا فيما لا يعلم ولا خبرة له فيه، فلا يصحّ إعطاؤه حرية إبداء الرأي.
لا بد وأن يستعرض المسلم كل خصائص هذه الحرية، بحسب ما أشار إليه القرآن الكريم من أساليب، لأنّ الحقيقة القرآنية الواضحة تقول: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}، ثم عندما يعتقد الإنسان ببعض الأسس والأصول من خلال الأدلّة والبراهين، عليه أن ينسجم مع هذه العقيدة، لأنّه لا معنى للإيمان بالمقدَّسات من دون الإيمان بما يلزم عنها من نتائج.
ولذلك، فإنّ الإنسان يملك الحرية للبحث عن الحقيقة، ولكن إذا بحث وعلم ذلك، فلا يمكن له عندئذ التنكّر لهذه الحقيقة، ولا يعتبر هذا حدّاً لحريّته أو انتقاصاً منها، بقدر ما يكون ذلك انسجاماً معها واحترامها، لأن البداية كانت بملء الحريّة والاختيار.
*استفتاءات – مفاهيم عامّة.