في ردّه على سؤال: هل يستطيع الله تبارك وتعالى أن يخلق مثله؟ أجاب سماحة
العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض):
"السؤال خطأ ولا أستنكره، لأنّ من حقّ أيّ شخص أن يسأل عما يدور في ذهنه، ولكن أقول
بأنّ السّؤال خطأ، لأنه ليس هناك مثل الله، فهو المطلق. أمّا لماذا يسأل الناس مثل
هذا السؤال؟ فلأنّ بعض الناس قد يتصوّر ذلك. وأتذكّر أنّه في أوائل الستينات، طرحت
إحدى المجلات في لبنان سؤالاً بهذا المعنى، هل يستطيع الله أن يخلق أقوى منه؟ وأثار
جدلاً كبيراً، ولقد قلت في ذلك الوقت إن السؤال خطأ، إذ ليس هناك أقوى منه ليتحدّث
الإنسان عن إمكان خلق الله من خلال قدرته، لأنّنا إذا قلنا أقوى، فإننا حددنا
القوّة المطلقة وهذا خطأ، فالله هو ذو القوّة المطلقة التي لا حدّ لها، فمعنى أن
نقول أقوى، أنّه يوجد أقوى وأضعف، في حين لا حدود لقوَّته، وأقوى هي من أفعل
التّفضيل، وعندما تنطلق من خلال الحدود، فإنك تتحدّث عن طبيعة الحدّ، أمّا عندما
تكون هناك القوّة المطلقة، والله هو القوّة المطلقة في كلّ شيء في قوّته وقدرته،
فإنّ المطلق لا يتعدّد. غير أن بعض الناس يتصوّر الله كما يتصوّر أيّ إنسان آخر، أي
يتصوّر له شبيهاً، وهو القائل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشّورى: 11]. لماذا ذلك؟
لأنّ ذهنك تشبّع أنّ كلّ موجود لا بدّ أن يسبقه أحد، في حين أنّ هذا الافتراض ليس
دائماً صحيحاً. لذلك ما تقوله مستحيل بأن يكون لله سبحانه وتعالى مثل، إنّه ليس
نقصاً في قدرة الله، ولكن هذا شيء مستحيل في طبيعة ذاته.
وقد جاء أحدهم إلى الإمام الصّادق (ع) وقال في رواية مضمونها أنّه: هل يستطيع ربّك
أن يجعل الدنيا في بيضة، فلا تكبر البيضة ولا تصغر الدّنيا؟ فقال (ع) بأنّ الله
قادر على كلّ شيء، لكن هذا لا يكون، لأنّ طبيعته لا تتحمّل. فإذا جئت اليوم مثلاً
لأفضل مهندس وحامل لعدد من الشهادات الهندسيّة، وقلت له: تعال وابنِ لنا ناطحة سحاب
في خمسة سنتيمترات! لقال لك إنّ هذا غير ممكن، فالسنتيمترات الخمسة لا تتحمّل، ولا
علاقة لذلك بقدرتي، فهناك فرق بين أن يكون عجزك عن هذا لأنّ طاقتك محدودة، وعجزك
عنه باعتبار أنّه ليس له قابليّة من حيث طبيعته. ولذلك أن يكون هناك مثل الله فهذه
فرضيّة خاطئة، لأنّ هذا يعني أنّ هناك حدوداً لله سبحانه وتعالى.
*المصدر: كتاب النّدوة، ج1.
في ردّه على سؤال: هل يستطيع الله تبارك وتعالى أن يخلق مثله؟ أجاب سماحة
العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض):
"السؤال خطأ ولا أستنكره، لأنّ من حقّ أيّ شخص أن يسأل عما يدور في ذهنه، ولكن أقول
بأنّ السّؤال خطأ، لأنه ليس هناك مثل الله، فهو المطلق. أمّا لماذا يسأل الناس مثل
هذا السؤال؟ فلأنّ بعض الناس قد يتصوّر ذلك. وأتذكّر أنّه في أوائل الستينات، طرحت
إحدى المجلات في لبنان سؤالاً بهذا المعنى، هل يستطيع الله أن يخلق أقوى منه؟ وأثار
جدلاً كبيراً، ولقد قلت في ذلك الوقت إن السؤال خطأ، إذ ليس هناك أقوى منه ليتحدّث
الإنسان عن إمكان خلق الله من خلال قدرته، لأنّنا إذا قلنا أقوى، فإننا حددنا
القوّة المطلقة وهذا خطأ، فالله هو ذو القوّة المطلقة التي لا حدّ لها، فمعنى أن
نقول أقوى، أنّه يوجد أقوى وأضعف، في حين لا حدود لقوَّته، وأقوى هي من أفعل
التّفضيل، وعندما تنطلق من خلال الحدود، فإنك تتحدّث عن طبيعة الحدّ، أمّا عندما
تكون هناك القوّة المطلقة، والله هو القوّة المطلقة في كلّ شيء في قوّته وقدرته،
فإنّ المطلق لا يتعدّد. غير أن بعض الناس يتصوّر الله كما يتصوّر أيّ إنسان آخر، أي
يتصوّر له شبيهاً، وهو القائل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشّورى: 11]. لماذا ذلك؟
لأنّ ذهنك تشبّع أنّ كلّ موجود لا بدّ أن يسبقه أحد، في حين أنّ هذا الافتراض ليس
دائماً صحيحاً. لذلك ما تقوله مستحيل بأن يكون لله سبحانه وتعالى مثل، إنّه ليس
نقصاً في قدرة الله، ولكن هذا شيء مستحيل في طبيعة ذاته.
وقد جاء أحدهم إلى الإمام الصّادق (ع) وقال في رواية مضمونها أنّه: هل يستطيع ربّك
أن يجعل الدنيا في بيضة، فلا تكبر البيضة ولا تصغر الدّنيا؟ فقال (ع) بأنّ الله
قادر على كلّ شيء، لكن هذا لا يكون، لأنّ طبيعته لا تتحمّل. فإذا جئت اليوم مثلاً
لأفضل مهندس وحامل لعدد من الشهادات الهندسيّة، وقلت له: تعال وابنِ لنا ناطحة سحاب
في خمسة سنتيمترات! لقال لك إنّ هذا غير ممكن، فالسنتيمترات الخمسة لا تتحمّل، ولا
علاقة لذلك بقدرتي، فهناك فرق بين أن يكون عجزك عن هذا لأنّ طاقتك محدودة، وعجزك
عنه باعتبار أنّه ليس له قابليّة من حيث طبيعته. ولذلك أن يكون هناك مثل الله فهذه
فرضيّة خاطئة، لأنّ هذا يعني أنّ هناك حدوداً لله سبحانه وتعالى.
*المصدر: كتاب النّدوة، ج1.