العقل هو المعيار لإثبات الصّحيح لاعتماده على الاعتقادات الأوليّة البديهيّة والفطريّة التي هي أساس المعرفة، وبدونها لا يقوم لبناء المعرفة أساس، وقد جعل الله تعالى العقل حجّة باطنة، كما أنّ الرّسل والرّسالات حجّة ظاهرة.
فالعقل لدى الإنسان هو الطّريق لتحصيل المعرفة التي يستقيها أيضاً من خلال إحساسه بما حوله، وبالعقل يستدلّ على أنّ لهذا الكون خالقاً، وأنّ للإنسان خالقاً، وهو الذي خلق هذا العقل، وبعد أن يدرك العقل وجود الخالق، وبعد تأكّده من صحّة الرّسالات التى يدّعي أصحابها أنهم مرسلون من الله عزّ وجلّ، يصبح بحكم العقل ملزماً بإطاعة كلّ ما يثبت في هذه الرّسالات.
وكذلك، فإن الدين هنا يصبح مصدراً للمعرفة العقيديّة المتصلة بما لا يملك الإنسان الطريق إلى معرفته بشكل مستقلّ، فنحن نؤمن بالملائكة والجنّ، لأنّ الله أخبرنا في القرآن بذلك، وقد ثبت لدينا صدق القرآن وصدق النبيّ محمّد (ص)، وأما في العلوم الطبيعيّة، فنعتقد أنّ الله تعالى خلق الكون وأودع فيه القوانين اللازمة لحركته، والإنسان يستطيع من خلال البحث العلمي التّوصل إلى هذه القوانين، بما في ذلك الذي يؤمنون بالله والذين لا يؤمنون به.
وإن كان الإيمان بالله يمنح هذه المعرفة بالمحسوس بعْداً لا يعيشه الذين لا يؤمن بالله، إذاً العقل يمثّل مصدراً أساسيّاً للمعرفة في ما يملك وسائل إثباته بشكل مستقلّ، وهو الميزان الذي على أساسه يبني الإنسان معرفته بالدين والشّريعة والكون.
وقد تحدّث الإسلام عن الإنسان العاقل المفكّر، وعن السموات والأرض وما فيهما من حقائق، وعن تسخير ذلك للإنسان، وعن جعل الأرض ذلولاً والمشي في مناكبها، ورؤية الآيات في الآفاق وفي الأنفس، وعن الحقائق العلميّة في الكون في مجال الإنسان والنظام الفلكي والأرض ودورتها والمخلوقات الأخرى، وتحدّث عن العلم والتفكّر والتعلّم.
والإنسان في الحياة من الطبيعيّ أن يعمرها في جميع المجالات، لتزدهر ويصل نحو الأفضل دائماً، فكلّ ذلك من طبع الإنسان ومن وظيفته وموقعه في الحياة. لكنّ الإسلام تحدث عن شرع الله وأحكامه وحدوده، وعن الطريق الذي يجب أن يسلكه الإنسان في حياته، وعن الاستجابة لله والرّسول وأتباع رسله وكتبه، والسير في الهدف الحقّ الذي جعله الله للإنسان من خلال حياته، فجعل الآخرة دار القرار، والوصول إليها نتيجة وخاتمة الحياة والأعمال، وأنّ الفوز في أن يفوز الإنسان برضوان الله من خلال الإيمان والإقرار والعبادة والطاعة، فكلّ ما يأتي به الإنسان في حياته ويتحرّك به، يجب أن يكون ضمن ما هو الحقّ...
وعندما أراد الله تصحيح عقائد الناس واعتقاداتهم، خاطب عقولهم، وهذا كان في جميع الأديان، وجاء على لسان جميع الرّسل والأنبياء، ولم يطلب الله شيئاً في الاعتقاد خارج عن عقول الناس.
*المصدر: استفتاءات- عقائد.

العقل هو المعيار لإثبات الصّحيح لاعتماده على الاعتقادات الأوليّة البديهيّة والفطريّة التي هي أساس المعرفة، وبدونها لا يقوم لبناء المعرفة أساس، وقد جعل الله تعالى العقل حجّة باطنة، كما أنّ الرّسل والرّسالات حجّة ظاهرة.
فالعقل لدى الإنسان هو الطّريق لتحصيل المعرفة التي يستقيها أيضاً من خلال إحساسه بما حوله، وبالعقل يستدلّ على أنّ لهذا الكون خالقاً، وأنّ للإنسان خالقاً، وهو الذي خلق هذا العقل، وبعد أن يدرك العقل وجود الخالق، وبعد تأكّده من صحّة الرّسالات التى يدّعي أصحابها أنهم مرسلون من الله عزّ وجلّ، يصبح بحكم العقل ملزماً بإطاعة كلّ ما يثبت في هذه الرّسالات.
وكذلك، فإن الدين هنا يصبح مصدراً للمعرفة العقيديّة المتصلة بما لا يملك الإنسان الطريق إلى معرفته بشكل مستقلّ، فنحن نؤمن بالملائكة والجنّ، لأنّ الله أخبرنا في القرآن بذلك، وقد ثبت لدينا صدق القرآن وصدق النبيّ محمّد (ص)، وأما في العلوم الطبيعيّة، فنعتقد أنّ الله تعالى خلق الكون وأودع فيه القوانين اللازمة لحركته، والإنسان يستطيع من خلال البحث العلمي التّوصل إلى هذه القوانين، بما في ذلك الذي يؤمنون بالله والذين لا يؤمنون به.
وإن كان الإيمان بالله يمنح هذه المعرفة بالمحسوس بعْداً لا يعيشه الذين لا يؤمن بالله، إذاً العقل يمثّل مصدراً أساسيّاً للمعرفة في ما يملك وسائل إثباته بشكل مستقلّ، وهو الميزان الذي على أساسه يبني الإنسان معرفته بالدين والشّريعة والكون.
وقد تحدّث الإسلام عن الإنسان العاقل المفكّر، وعن السموات والأرض وما فيهما من حقائق، وعن تسخير ذلك للإنسان، وعن جعل الأرض ذلولاً والمشي في مناكبها، ورؤية الآيات في الآفاق وفي الأنفس، وعن الحقائق العلميّة في الكون في مجال الإنسان والنظام الفلكي والأرض ودورتها والمخلوقات الأخرى، وتحدّث عن العلم والتفكّر والتعلّم.
والإنسان في الحياة من الطبيعيّ أن يعمرها في جميع المجالات، لتزدهر ويصل نحو الأفضل دائماً، فكلّ ذلك من طبع الإنسان ومن وظيفته وموقعه في الحياة. لكنّ الإسلام تحدث عن شرع الله وأحكامه وحدوده، وعن الطريق الذي يجب أن يسلكه الإنسان في حياته، وعن الاستجابة لله والرّسول وأتباع رسله وكتبه، والسير في الهدف الحقّ الذي جعله الله للإنسان من خلال حياته، فجعل الآخرة دار القرار، والوصول إليها نتيجة وخاتمة الحياة والأعمال، وأنّ الفوز في أن يفوز الإنسان برضوان الله من خلال الإيمان والإقرار والعبادة والطاعة، فكلّ ما يأتي به الإنسان في حياته ويتحرّك به، يجب أن يكون ضمن ما هو الحقّ...
وعندما أراد الله تصحيح عقائد الناس واعتقاداتهم، خاطب عقولهم، وهذا كان في جميع الأديان، وجاء على لسان جميع الرّسل والأنبياء، ولم يطلب الله شيئاً في الاعتقاد خارج عن عقول الناس.
*المصدر: استفتاءات- عقائد.