كتابات
07/09/2020

ماذا يحدث في يوم المحشر؟!

ماذا يحدث في يوم المحشر؟!

للمحشر رهبته في التصوُّر، فكيف في الواقع؟!

والمحشر فيما يصوّره لنا القرآن في أكثر من آية، هو بأنَّ الله تعالى يجمع فيه الخلائق منذ آدم (ع) إلى آخر إنسان خَلَقَهُ في الكون.. وفي يوم المحشر، يُوجَّه السؤال الأوّل للبشر، وهو السؤال الذي يتّصل بالتوحيد، لأنَّ توحيد الله هو رسالةُ كلِّ الأنبياء. فتوحيد الإنسان لله سبحانه، يقتضي ألاَّ يُشرك به شيئاً في العقيدة وفي العبادة والخضوع والطاعة.

إذاً، السؤال الذي يُوَجَّه إلى الناس يوم المحشر: هل أشركتم بالله أم وحّدتموه؟ فإذا كانوا موحِّدين، فإنَّهم ينطلقون إلى الجنّة يُرزقون فيها بغير حساب، وإنْ كانوا ممَّن أشركوا بالله شركاً بدائياً، كعبادة الحجر والخشب، ممّا كانوا يصنعونه بأيديهم ويتّخذونه آلهة، أو كعبادة الذين ادَّعوا لأنفسهم الربوبيّة، وكانوا يرون بأنَّ لهم حقّ الطاعة، كما في الطُّغاة والمستكبرين والمنحرفين الذين أخضعوا النّاس لقوّتهم، وبالتالي لأوامرهم ونواهيهم، وعبادة هؤلاء تُسمّى شرك عبادة، وعلى هذا الأساس فإنَّهم يدخلون النّار.

{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ} يُحشَر الشركاء وأتباعهم، ويُوجّه الأمر إليهم، أن توقَّفوا ولا تتحرَّكوا، لأنَّ هناك سؤالاً يُوجَّه إليكم.

{فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} فَصَلْنا فيما بينهم، وقطعنا الرّوابط التي كانت تجمعهم من خلال الاندماج مع بعضهم البعض، ومن خلال وحدة المصلحة والتوجّه والتحزُّب.. تلك الحياة التي عاشوها وذهبت، ووقفوا الآن في موقع نتائج المسؤوليّة، فالشّركاء يتحمَّلون مسؤوليّة إضلالهم للمُضَلَلِّين، وهؤلاء المضلّلون يتحمّلون مسؤوليّة عبادتهم وطاعتهم للشّركاء، وعدم اتّباعهم لرسل الله.

وعندما وصلوا جميعاً إلى ساحة المسؤوليّة، بدأ الشركاء يتبرَّأون ممَّن كانوا يعبدونهم، ويُنكرون أنَّهم كانوا يُغرونهم بعبادتهم، ويتذرَّعون بأن لا دخل لهم بذلك، فهم طرحوا أوامرهم ونواهيهم وخططهم ومناهجهم وشعاراتهم وأفكارهم، والذين اتّبعوهم كانوا ضعاف العقول ولم يجبروهم على ذلك {وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ}، نحن نُنكر أن تكونوا قد عبدتمونا، كان لكم مصالح معنا {فَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ} لم نتدخَّل في الموضوع، كنّا غافلين عن عبادتكم، ونُشهد الله على ما نقول.

{هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ}. في يوم المحشر، يختبر الإنسان ما مضى من الأعمال التي قام بها في حياته الدّنيا، ويتساءل: هل كانت أعماله ممّا تجلب له السعادة، أم تجلب له الشّقاء؟ وعندما يواجه الإنسان المصير هناك، حيث الجنّة عن يمينه والنار عن شماله، وهو واقف بين يدي الله للحساب، يبدأ بتركيز تفكيره ليدرس طبيعة أعماله في الدنيا وخلفيّاتها ونتائجها بشكلٍ دقيق، وهل يستطيع أن ينجوَ بهذه الأعمال؟

{وَرُدُّواْ إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ}، وحُشِرَ الناس جميعاً، وتجمَّعوا من شرق الأرض وغربها، وكان لكلّ منهم مولاه في الدّنيا الذي يواليه ويُخلِص له ويطيعه ويسلّمه مصيره، ويتبعه في كلّ شيء.. وعندما وصلوا جميعاً إلى الآخرة، ضاع كلُّ مولى اتّخذه الناس، ورُدُّوا إلى الله تعالى، المولى الحقيقيّ، الذي له الولاية على النّاس من موقع خَلْقِه لهم، والمهيمن عليهم في حياتهم ومماتهم، وبكلِّ ما يتّصل بهم.

{وَضَلَّ عَنْهُم} ضاع وتبرَّأ منهم {مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} من الذين جعلوهم شركاء لله، وجعلوا لهم الولاية عليهم في حياتهم.

* من كتاب "حركة النبوَّة في مواجهة الانحراف".

للمحشر رهبته في التصوُّر، فكيف في الواقع؟!

والمحشر فيما يصوّره لنا القرآن في أكثر من آية، هو بأنَّ الله تعالى يجمع فيه الخلائق منذ آدم (ع) إلى آخر إنسان خَلَقَهُ في الكون.. وفي يوم المحشر، يُوجَّه السؤال الأوّل للبشر، وهو السؤال الذي يتّصل بالتوحيد، لأنَّ توحيد الله هو رسالةُ كلِّ الأنبياء. فتوحيد الإنسان لله سبحانه، يقتضي ألاَّ يُشرك به شيئاً في العقيدة وفي العبادة والخضوع والطاعة.

إذاً، السؤال الذي يُوَجَّه إلى الناس يوم المحشر: هل أشركتم بالله أم وحّدتموه؟ فإذا كانوا موحِّدين، فإنَّهم ينطلقون إلى الجنّة يُرزقون فيها بغير حساب، وإنْ كانوا ممَّن أشركوا بالله شركاً بدائياً، كعبادة الحجر والخشب، ممّا كانوا يصنعونه بأيديهم ويتّخذونه آلهة، أو كعبادة الذين ادَّعوا لأنفسهم الربوبيّة، وكانوا يرون بأنَّ لهم حقّ الطاعة، كما في الطُّغاة والمستكبرين والمنحرفين الذين أخضعوا النّاس لقوّتهم، وبالتالي لأوامرهم ونواهيهم، وعبادة هؤلاء تُسمّى شرك عبادة، وعلى هذا الأساس فإنَّهم يدخلون النّار.

{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ} يُحشَر الشركاء وأتباعهم، ويُوجّه الأمر إليهم، أن توقَّفوا ولا تتحرَّكوا، لأنَّ هناك سؤالاً يُوجَّه إليكم.

{فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} فَصَلْنا فيما بينهم، وقطعنا الرّوابط التي كانت تجمعهم من خلال الاندماج مع بعضهم البعض، ومن خلال وحدة المصلحة والتوجّه والتحزُّب.. تلك الحياة التي عاشوها وذهبت، ووقفوا الآن في موقع نتائج المسؤوليّة، فالشّركاء يتحمَّلون مسؤوليّة إضلالهم للمُضَلَلِّين، وهؤلاء المضلّلون يتحمّلون مسؤوليّة عبادتهم وطاعتهم للشّركاء، وعدم اتّباعهم لرسل الله.

وعندما وصلوا جميعاً إلى ساحة المسؤوليّة، بدأ الشركاء يتبرَّأون ممَّن كانوا يعبدونهم، ويُنكرون أنَّهم كانوا يُغرونهم بعبادتهم، ويتذرَّعون بأن لا دخل لهم بذلك، فهم طرحوا أوامرهم ونواهيهم وخططهم ومناهجهم وشعاراتهم وأفكارهم، والذين اتّبعوهم كانوا ضعاف العقول ولم يجبروهم على ذلك {وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ}، نحن نُنكر أن تكونوا قد عبدتمونا، كان لكم مصالح معنا {فَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ} لم نتدخَّل في الموضوع، كنّا غافلين عن عبادتكم، ونُشهد الله على ما نقول.

{هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ}. في يوم المحشر، يختبر الإنسان ما مضى من الأعمال التي قام بها في حياته الدّنيا، ويتساءل: هل كانت أعماله ممّا تجلب له السعادة، أم تجلب له الشّقاء؟ وعندما يواجه الإنسان المصير هناك، حيث الجنّة عن يمينه والنار عن شماله، وهو واقف بين يدي الله للحساب، يبدأ بتركيز تفكيره ليدرس طبيعة أعماله في الدنيا وخلفيّاتها ونتائجها بشكلٍ دقيق، وهل يستطيع أن ينجوَ بهذه الأعمال؟

{وَرُدُّواْ إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ}، وحُشِرَ الناس جميعاً، وتجمَّعوا من شرق الأرض وغربها، وكان لكلّ منهم مولاه في الدّنيا الذي يواليه ويُخلِص له ويطيعه ويسلّمه مصيره، ويتبعه في كلّ شيء.. وعندما وصلوا جميعاً إلى الآخرة، ضاع كلُّ مولى اتّخذه الناس، ورُدُّوا إلى الله تعالى، المولى الحقيقيّ، الذي له الولاية على النّاس من موقع خَلْقِه لهم، والمهيمن عليهم في حياتهم ومماتهم، وبكلِّ ما يتّصل بهم.

{وَضَلَّ عَنْهُم} ضاع وتبرَّأ منهم {مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} من الذين جعلوهم شركاء لله، وجعلوا لهم الولاية عليهم في حياتهم.

* من كتاب "حركة النبوَّة في مواجهة الانحراف".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية