كيف نتعرَّف خطوات الشَّيطان أو نتعرَّف إلى الشَّيطان؟ ما هو الخطّ إذا أردنا أن نميِّز بين حالة شيطانيَّة وحالة غير شيطانيَّة، لأنَّ الله يقول: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}[البقرة: 168]؟
كيف نستطيع أن نتعرَّف خطوات الشَّيطان؟ {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء...} [البقرة: 169]. السّوء هو كلّ سيّئة من السيّئات التي تسيء إلى حياة الناس في واقعهم الفردي أو الاجتماعي؛ في السياسة والاقتصاد والحرب والسِّلم وما إلى ذلك. والفحشاء هي الأعمال التي تتعدَّى الحدود التي وضعها الله للأشياء، فقد تكون فحشاً في مسألة العرض أو في السياسة أو في الاجتماع، {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[البقرة: 169]، يعني أن تنسبوا إلى الله حكماً لم يشرّعه، أو كلمةً لم يقلها، أو مفهوماً لم ينزله في رسالاته وفي شرائعه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ...}[النّور: 21]، الذي هو كلّ ما حرَّمه الله في الحياة، ممّا يتّصل بحياة النّاس الفرديّة أو الاجتماعيّة.
كيف نحدِّد الأمور في مفردات حياتنا التحديد الأساسيّ؟ نحدِّدها بأن نرجع إلى الشريعة {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}[يس: 60 ـــ 61]. عبادة الله طاعته، طاعة الله أن تلتزم بأوامر الله فتفعلها، وتواجه نواهيه فتتركها. معنى ذلك، أنّ أيّ محرم تفعله في مأكل أو في مشرب أو في لعب أو في علاقة أو في موقف، فإنَّ ذلك يعتبر من خطوات الشّيطان، لأنّه ممّا حرَّمه الله، الذي هو من المنكر والسّوء، فأنتَ عندما تفعل ذلك فإنّما تكون قد اتّبعت خطوات الشيطان.
أعطيكم مثلاً من القرآن، عندما يتحدَّث الله سبحانه وتعالى عن موضوع الخمر والميسر، أي القمار، يقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}[المائدة: 90 ـــ 91]. هل تتركون هذه الأمور أو هذا السّير؟ إذاً الله يقول لنا: إنَّ من يشرب الخمر فقد عَبَدَ الشَّيطان وأطاعه والتزم أمره، وكذلك من يلعب القمار فقد عَبَدَ الشَّيطان وأطاعه والتزم أمره، أيضاً من يحقِّق وسائل الشّيطان في إثارة العداوة والبغضاء بين الناس، فإنّه يكون قد أطاع الشّيطان وعبده، ومن يصدّ النّاس ويشغلهم ويلهيهم عن ذكر الله وعن الصّلاة، فهو يتحرّك في خطّ الشّيطان. وهكذا في كلّ المجالات العمليّة، ما يتعلَّق منها بالأكل الحرام والشرب الحرام واللّبس الحرام واللّعب الحرام واللّهو الحرام والعلاقة الحرام والموقف الحرام.
إذاً، عندما يقول لك الله هذا ما أُريد، فإنَّ هذه إرادة الله. وعندما تجد مواقع ما حرَّمه الله فإنَّ هذا ما يريده الشّيطان.
لهذا، لن تستطيعوا أن تعلموا أعمال الشّيطان، إلّا عندما تعرفون أحكام الله في حلاله وفي حرامه، حتّى تستطيعوا أن تميِّزوا بين الحلال والحرام، ولن تستطيعوا ذلك إلّا إذا رجعتم إلى الأُمناء على حلال الله وحرامه، ممّن يملكون علم الإسلام، ووعي الإسلام في الواقع، لأنَّ المسألة النظريّة في هذا المجال لا تكفي.
*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

كيف نتعرَّف خطوات الشَّيطان أو نتعرَّف إلى الشَّيطان؟ ما هو الخطّ إذا أردنا أن نميِّز بين حالة شيطانيَّة وحالة غير شيطانيَّة، لأنَّ الله يقول: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}[البقرة: 168]؟
كيف نستطيع أن نتعرَّف خطوات الشَّيطان؟ {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء...} [البقرة: 169]. السّوء هو كلّ سيّئة من السيّئات التي تسيء إلى حياة الناس في واقعهم الفردي أو الاجتماعي؛ في السياسة والاقتصاد والحرب والسِّلم وما إلى ذلك. والفحشاء هي الأعمال التي تتعدَّى الحدود التي وضعها الله للأشياء، فقد تكون فحشاً في مسألة العرض أو في السياسة أو في الاجتماع، {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[البقرة: 169]، يعني أن تنسبوا إلى الله حكماً لم يشرّعه، أو كلمةً لم يقلها، أو مفهوماً لم ينزله في رسالاته وفي شرائعه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ...}[النّور: 21]، الذي هو كلّ ما حرَّمه الله في الحياة، ممّا يتّصل بحياة النّاس الفرديّة أو الاجتماعيّة.
كيف نحدِّد الأمور في مفردات حياتنا التحديد الأساسيّ؟ نحدِّدها بأن نرجع إلى الشريعة {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}[يس: 60 ـــ 61]. عبادة الله طاعته، طاعة الله أن تلتزم بأوامر الله فتفعلها، وتواجه نواهيه فتتركها. معنى ذلك، أنّ أيّ محرم تفعله في مأكل أو في مشرب أو في لعب أو في علاقة أو في موقف، فإنَّ ذلك يعتبر من خطوات الشّيطان، لأنّه ممّا حرَّمه الله، الذي هو من المنكر والسّوء، فأنتَ عندما تفعل ذلك فإنّما تكون قد اتّبعت خطوات الشيطان.
أعطيكم مثلاً من القرآن، عندما يتحدَّث الله سبحانه وتعالى عن موضوع الخمر والميسر، أي القمار، يقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}[المائدة: 90 ـــ 91]. هل تتركون هذه الأمور أو هذا السّير؟ إذاً الله يقول لنا: إنَّ من يشرب الخمر فقد عَبَدَ الشَّيطان وأطاعه والتزم أمره، وكذلك من يلعب القمار فقد عَبَدَ الشَّيطان وأطاعه والتزم أمره، أيضاً من يحقِّق وسائل الشّيطان في إثارة العداوة والبغضاء بين الناس، فإنّه يكون قد أطاع الشّيطان وعبده، ومن يصدّ النّاس ويشغلهم ويلهيهم عن ذكر الله وعن الصّلاة، فهو يتحرّك في خطّ الشّيطان. وهكذا في كلّ المجالات العمليّة، ما يتعلَّق منها بالأكل الحرام والشرب الحرام واللّبس الحرام واللّعب الحرام واللّهو الحرام والعلاقة الحرام والموقف الحرام.
إذاً، عندما يقول لك الله هذا ما أُريد، فإنَّ هذه إرادة الله. وعندما تجد مواقع ما حرَّمه الله فإنَّ هذا ما يريده الشّيطان.
لهذا، لن تستطيعوا أن تعلموا أعمال الشّيطان، إلّا عندما تعرفون أحكام الله في حلاله وفي حرامه، حتّى تستطيعوا أن تميِّزوا بين الحلال والحرام، ولن تستطيعوا ذلك إلّا إذا رجعتم إلى الأُمناء على حلال الله وحرامه، ممّن يملكون علم الإسلام، ووعي الإسلام في الواقع، لأنَّ المسألة النظريّة في هذا المجال لا تكفي.
*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".