كتابات
26/07/2021

الاستغراقُ في الهمِّ الخاصِّ يضرُّ بقضايا الأمّةِ

الاستغراقُ في الهمِّ الخاصِّ يضرُّ بقضايا الأمّةِ

أيُّها الإخوة:

لنحمل الهمّ العامّ كما نحمل الهمّ الخاصّ، لأنَّ الذين يحملون الهمّ الخاصّ فقط، سوف يأتيهم الّذين يعملون على إسقاط الأُمّة، ليشجِّعوا اهتماماتهم الخاصّة، وليلبّوا حاجاتهم الخاصّة على حساب حاجات الأُمّة واهتماماتها.

ونحن نتساءل: لماذا ينحرف الكثيرون من الناس في دوائر المخابرات وفي دوائر الحياة؟ لأنَّ بعض الناس جاؤوا إليهم من خلال حاجاتهم واهتماماتهم الخاصّة، وأعطوهم ما يرضيهم، ووظّفوهم ضدّ أُمّتهم وضدّ مجتمعهم.

لماذا ينحرف كثير من المسلمين، ممّن يقفون في المواقع الرسميّة من الموقع السياسيّ أو في المواقع الحزبيّة، أو في أيّ موقع من المواقع، لماذا ينحرفون؟ لأنَّ كلّ واحدٍ منهم يفكِّر في نفسه وفي أولاده، وفي طموحاته الشخصية. ويأتيهم المستعمرون ورجال المخابرات من خلال طموحاتهم الشخصيّة، ويقولون له: نحن مستعدّون لأن نجعلك شخصاً مهمّاً، ألا تحبّ أن تكون نائباً؟ نحن نحقِّق لك ذلك، بشرط أن توقِّع لنا على المشروع الفلانيّ وعلى المعاهدة الفلانيّة وعلى الاتّفاق الفلاني، أو يقولون: نجعلك وزيراً بشرط أن ترتِّب لنا هذا الوضع أو ذاك، وتمضي لنا على هذا المشروع أو ذاك، نجعلك رئيساً للجمهوريّة، أو نجعلك ملكاً أو أميراً، بشرط أن ترتِّب لنا وضع البلد، على حسب ما نريده من الخطوط السياسيّة، أو ما إلى ذلك. يأتون إلينا من طموحاتنا الشخصيّة، ليلبّوا هذه الطّموحات، لأنّنا نكون مشغولين عن الطّموحات والقضايا الهامّة، وبهذا ينحرف مَن ينحرف، ويسقط مَن يسقط.

وهذه هي المشكلة التي أراد الإسلام فيها من كلّ مسلم أن يجاهد نفسه، لأنَّ النفس أمّارة بالسّوء إلّا ما رَحِمَ الله؛ أن تجاهد نفسك، عندما تدعوك نفسك إلى أن تنحرف لحساب مَن يلبّي لها شهواتها ولذّاتها وطموحاتها الشخصيّة.

لهذا، لا بدّ لنا أن نعمل على أساس أن تكون لنا اهتماماتنا العامّة. ومعنى ذلك، أنّنا إذا أردنا أن نفكّر في السِّلم أو الحرب، أو نفكِّر في المعارضة أو في الموالاة، أو نفكِّر في الصلح أو في عدمه، فإنَّ علينا أن نضع حسابات الأُمّة في دائرة هذه المشاريع، لا أن نضع حساباتنا الخاصّة. قد نتعب فنحبّ أن نرتاح، ولكن على حساب راحة الأُمَّة!

ولهذا يعرف المستعمرون جيّداً، والطّغاة من الحاكمين، يعرفون هذه المسألة في حياة الشّعوب، فيعملون على أن يخلقوا لها مآزق ومطبَّات ومشاكل، حتّى تعمل على أن تطلب الخلاص من هذه المشاكل كيفما كان، وبذلك يأتون بالمخطَّطات والمشاريع التي لا تكون في مصلحة الأُمّة، بل في مصلحة الطغاة والمستكبرين...

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

أيُّها الإخوة:

لنحمل الهمّ العامّ كما نحمل الهمّ الخاصّ، لأنَّ الذين يحملون الهمّ الخاصّ فقط، سوف يأتيهم الّذين يعملون على إسقاط الأُمّة، ليشجِّعوا اهتماماتهم الخاصّة، وليلبّوا حاجاتهم الخاصّة على حساب حاجات الأُمّة واهتماماتها.

ونحن نتساءل: لماذا ينحرف الكثيرون من الناس في دوائر المخابرات وفي دوائر الحياة؟ لأنَّ بعض الناس جاؤوا إليهم من خلال حاجاتهم واهتماماتهم الخاصّة، وأعطوهم ما يرضيهم، ووظّفوهم ضدّ أُمّتهم وضدّ مجتمعهم.

لماذا ينحرف كثير من المسلمين، ممّن يقفون في المواقع الرسميّة من الموقع السياسيّ أو في المواقع الحزبيّة، أو في أيّ موقع من المواقع، لماذا ينحرفون؟ لأنَّ كلّ واحدٍ منهم يفكِّر في نفسه وفي أولاده، وفي طموحاته الشخصية. ويأتيهم المستعمرون ورجال المخابرات من خلال طموحاتهم الشخصيّة، ويقولون له: نحن مستعدّون لأن نجعلك شخصاً مهمّاً، ألا تحبّ أن تكون نائباً؟ نحن نحقِّق لك ذلك، بشرط أن توقِّع لنا على المشروع الفلانيّ وعلى المعاهدة الفلانيّة وعلى الاتّفاق الفلاني، أو يقولون: نجعلك وزيراً بشرط أن ترتِّب لنا هذا الوضع أو ذاك، وتمضي لنا على هذا المشروع أو ذاك، نجعلك رئيساً للجمهوريّة، أو نجعلك ملكاً أو أميراً، بشرط أن ترتِّب لنا وضع البلد، على حسب ما نريده من الخطوط السياسيّة، أو ما إلى ذلك. يأتون إلينا من طموحاتنا الشخصيّة، ليلبّوا هذه الطّموحات، لأنّنا نكون مشغولين عن الطّموحات والقضايا الهامّة، وبهذا ينحرف مَن ينحرف، ويسقط مَن يسقط.

وهذه هي المشكلة التي أراد الإسلام فيها من كلّ مسلم أن يجاهد نفسه، لأنَّ النفس أمّارة بالسّوء إلّا ما رَحِمَ الله؛ أن تجاهد نفسك، عندما تدعوك نفسك إلى أن تنحرف لحساب مَن يلبّي لها شهواتها ولذّاتها وطموحاتها الشخصيّة.

لهذا، لا بدّ لنا أن نعمل على أساس أن تكون لنا اهتماماتنا العامّة. ومعنى ذلك، أنّنا إذا أردنا أن نفكّر في السِّلم أو الحرب، أو نفكِّر في المعارضة أو في الموالاة، أو نفكِّر في الصلح أو في عدمه، فإنَّ علينا أن نضع حسابات الأُمّة في دائرة هذه المشاريع، لا أن نضع حساباتنا الخاصّة. قد نتعب فنحبّ أن نرتاح، ولكن على حساب راحة الأُمَّة!

ولهذا يعرف المستعمرون جيّداً، والطّغاة من الحاكمين، يعرفون هذه المسألة في حياة الشّعوب، فيعملون على أن يخلقوا لها مآزق ومطبَّات ومشاكل، حتّى تعمل على أن تطلب الخلاص من هذه المشاكل كيفما كان، وبذلك يأتون بالمخطَّطات والمشاريع التي لا تكون في مصلحة الأُمّة، بل في مصلحة الطغاة والمستكبرين...

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية