اعتبر القرآن الكريم اتّباعَ الهوى عبادةً له؛ أن تجعل كلّ طموحك في الحياة أن ترضي هوى نفسك، يعني جعلت هواك إلهاً تعبده من دون الله: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً}[الفرقان: 43]. اتركه لنفسه، عظه وأرشده وتحدَّث معه، ولكن إذا لم يقبل أن يتبع ربّه، وفضَّل أن يتبع هواه، فاتركه لهواه، فسيلاقي ثمرة اتّباعه هذا عندما يلاقي إلهه الحقّ، الله الواحد القهَّار.
ثمّ يقول في آيةٍ أخرى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}[الجاثية: 23].
يحدّثنا الله عن نموذج من الناس يفهم الأمر تماماً، يفهم أنَّ هذا حرام، وأنّ في هذا الشيء ضرراً ومفسدة، ولكنّه لا يملك إرادته، ولا يملك أن يثبت وعيه في الموقف الصّعب، فينطلق مع شهوات نفسه، فتغلبه على حساب خطوات عقله.
هذا الإنسان هو الذي يبيّن الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ أنّه يضلّه. وليس معنى ذلك أن يوقعه في الضّلال، ولكنّه عندما اختار الهوى، وعندما جعل إلهه هواه ولم يَخَفْ مقام ربّه، فإنَّ نتيجة ذلك أنّه سيضيع، لأنَّ الهوى ليس له خطٌّ مستقيم، فاليوم يمكن أن يمشي بك إلى الشّرق، وغداً إلى الغرب، وبعد غدٍ إلى طرقٍ أخرى وأخرى.
ولذلك، فإنَّ الذي يتبع هواه فإنّه يضلّ. وقد يضلّ الإنسان من غير علم، وقد يضلّ بعلم، عندما لا يستطيع أن يحكِّم إرادته {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ}، لأنَّ الهوى إذا سيطر على الإنسان، فإنّه يمنعه من أن يسمع، فكأنَّ أذنه مغلقة، وإذا سيطر على قلب الإنسان ـــ وقلبه وعقله ـــ فإنّه يمنعه من أن يفكّر، ويمنعه من أن يرى الأشياء على حقائقها. ولهذا، فإنَّ الله تعالى يقول: {فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللهِ}، لأنَّ الله جعل له سبيل الهدى، فخالفه واتّبع سبيل الهوى.
وهكذا، فإنَّ نتيجته أن يظلّ سائراً في الضّلال، حتّى يلاقي الله غداً وهو ضالّ في حياته.
* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

اعتبر القرآن الكريم اتّباعَ الهوى عبادةً له؛ أن تجعل كلّ طموحك في الحياة أن ترضي هوى نفسك، يعني جعلت هواك إلهاً تعبده من دون الله: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً}[الفرقان: 43]. اتركه لنفسه، عظه وأرشده وتحدَّث معه، ولكن إذا لم يقبل أن يتبع ربّه، وفضَّل أن يتبع هواه، فاتركه لهواه، فسيلاقي ثمرة اتّباعه هذا عندما يلاقي إلهه الحقّ، الله الواحد القهَّار.
ثمّ يقول في آيةٍ أخرى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}[الجاثية: 23].
يحدّثنا الله عن نموذج من الناس يفهم الأمر تماماً، يفهم أنَّ هذا حرام، وأنّ في هذا الشيء ضرراً ومفسدة، ولكنّه لا يملك إرادته، ولا يملك أن يثبت وعيه في الموقف الصّعب، فينطلق مع شهوات نفسه، فتغلبه على حساب خطوات عقله.
هذا الإنسان هو الذي يبيّن الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ أنّه يضلّه. وليس معنى ذلك أن يوقعه في الضّلال، ولكنّه عندما اختار الهوى، وعندما جعل إلهه هواه ولم يَخَفْ مقام ربّه، فإنَّ نتيجة ذلك أنّه سيضيع، لأنَّ الهوى ليس له خطٌّ مستقيم، فاليوم يمكن أن يمشي بك إلى الشّرق، وغداً إلى الغرب، وبعد غدٍ إلى طرقٍ أخرى وأخرى.
ولذلك، فإنَّ الذي يتبع هواه فإنّه يضلّ. وقد يضلّ الإنسان من غير علم، وقد يضلّ بعلم، عندما لا يستطيع أن يحكِّم إرادته {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ}، لأنَّ الهوى إذا سيطر على الإنسان، فإنّه يمنعه من أن يسمع، فكأنَّ أذنه مغلقة، وإذا سيطر على قلب الإنسان ـــ وقلبه وعقله ـــ فإنّه يمنعه من أن يفكّر، ويمنعه من أن يرى الأشياء على حقائقها. ولهذا، فإنَّ الله تعالى يقول: {فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللهِ}، لأنَّ الله جعل له سبيل الهدى، فخالفه واتّبع سبيل الهوى.
وهكذا، فإنَّ نتيجته أن يظلّ سائراً في الضّلال، حتّى يلاقي الله غداً وهو ضالّ في حياته.
* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".