[إنَّكم ترون أنَّ القرآن هو الأساس في التصوُّر العقائدي والفكري، بينما يُنسب إلى أمير المؤمنين (ع) قوله لابن عبّاس عندما بعثه لمفاوضة الخوارج: "ولا تُحَاجِّهم بالقرآن، فإنَّه حمّال ذو وجوه، ولكن خاطبهم بالسُنَّة". ما رأيكم في ذلك؟]
قد يقول البعض عن معنى قول أمير المؤمنين (ع)، إنَّ القرآن لا يصلح أساساً لتأكيد العقائد والمفاهيم الإسلاميّة، وإِنَّه ليس الحجّة القاطعة على تأكيد العقائد الإسلاميّة أو المفاهيم الإسلاميّة!! ونحن نقول: إنَّ أمير المؤمنين عليّاً (ع) لا يمكن أن يقصد ذلك، باعتبار أنَّ القرآن هو الحجّة التي قدَّمها الله إلى النّاس، وأراد سبحانه من رسوله (ص) أن يبلّغها للنّاس، والقرآن حدَّثنا {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ}[المائدة: 15]، وقال أيضاً: {يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ}[البقرة: 257].
وفيما يختصّ بالجدل، فهناك حالتان: حالة أن يكون القرآن هو الأساس في تأكيد العقائد والمفاهيم الإسلاميّة، وحالة أن يكون هناك أمورٌ تحتاج إلى تفاصيل، مثل قضيّة الخلاف الذي حدث بين الخوارج الذين تمرَّدوا على إمامهم (ع) وبينه، حيث كان الخلاف ينطلق من مسألة، وهي؛ هل تحكيم الرجال في قضيّة الحرب يُعتبر مخالِفاً للالتزام بحكم الله، وهل معناه أنّ الرجال يحكمون في مقابل حكم الله، أو أنَّ الرجال يكونون في مقام تحديد الجزئيات وتحديد المصداق أمام الخطوط العامّة؟
من الطبيعي أنّه عندما يُراد البحث في التفاصيل، فمن الصَّعب جداً الرّجوع إلى القرآن الكريم {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة: 44]، وهذا تحكيم بغير ما أنزل الله، لأنّه تحكيمُ الرّجال.
لذلك، في القضايا التفصيليّة، نحتاج إلى السُنّة الشريفة، لأنَّ السُنّة هي التي فصّلت، بينما القرآن في كثير من الحالات أعطى الخطوط العامّة، ولا سيّما في مثل هذه المسائل والقضايا، فلا خطوط تفصيليّة قرآنية تحدِّد هذه المسألة بشكلٍ تفصيليّ. لذلك، فكلامُ أمير المؤمنين (ع) لابن عباس يتّجه اتّجاهاً آخر.. أمَّا ما نتحدَّث به، باعتبار أنَّ القرآن هو الأساس الذي يُرجَعُ إليه في تأكيد العقائد، وتأكيد المفاهيم الإسلاميّة، فشيء آخر..
وممّا يؤكّد أنّ القرآن هو المرجع والحجّة، وهو الأساس، أنّ الأئمّة (ع) أرجعوا كلّ الأحاديث والمفاهيم إلى القرآن: "كلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زُخرف"1 و"لا تقبلوا علينا ما خالَفَ كتاب ربّنا"2. فإرجاع الأئمّة (ع) كلّ المفاهيم والأحاديث إلى القرآن الكريم، يدلّ على أنَّ القرآن هو المرجع الأوَّل والأخير، حتّى في الحكم على السُنَّة في أنّها سُنَّة صحيحة، أو أنّها سُنَّة غير صحيحة.
*من كتاب "للإنسان والحياة".
[1]الكافي، الكليني، ج1، ص 117.
[2]بحار الأنوار، المجلسي، ج 2، ص 250.

[إنَّكم ترون أنَّ القرآن هو الأساس في التصوُّر العقائدي والفكري، بينما يُنسب إلى أمير المؤمنين (ع) قوله لابن عبّاس عندما بعثه لمفاوضة الخوارج: "ولا تُحَاجِّهم بالقرآن، فإنَّه حمّال ذو وجوه، ولكن خاطبهم بالسُنَّة". ما رأيكم في ذلك؟]
قد يقول البعض عن معنى قول أمير المؤمنين (ع)، إنَّ القرآن لا يصلح أساساً لتأكيد العقائد والمفاهيم الإسلاميّة، وإِنَّه ليس الحجّة القاطعة على تأكيد العقائد الإسلاميّة أو المفاهيم الإسلاميّة!! ونحن نقول: إنَّ أمير المؤمنين عليّاً (ع) لا يمكن أن يقصد ذلك، باعتبار أنَّ القرآن هو الحجّة التي قدَّمها الله إلى النّاس، وأراد سبحانه من رسوله (ص) أن يبلّغها للنّاس، والقرآن حدَّثنا {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ}[المائدة: 15]، وقال أيضاً: {يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ}[البقرة: 257].
وفيما يختصّ بالجدل، فهناك حالتان: حالة أن يكون القرآن هو الأساس في تأكيد العقائد والمفاهيم الإسلاميّة، وحالة أن يكون هناك أمورٌ تحتاج إلى تفاصيل، مثل قضيّة الخلاف الذي حدث بين الخوارج الذين تمرَّدوا على إمامهم (ع) وبينه، حيث كان الخلاف ينطلق من مسألة، وهي؛ هل تحكيم الرجال في قضيّة الحرب يُعتبر مخالِفاً للالتزام بحكم الله، وهل معناه أنّ الرجال يحكمون في مقابل حكم الله، أو أنَّ الرجال يكونون في مقام تحديد الجزئيات وتحديد المصداق أمام الخطوط العامّة؟
من الطبيعي أنّه عندما يُراد البحث في التفاصيل، فمن الصَّعب جداً الرّجوع إلى القرآن الكريم {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة: 44]، وهذا تحكيم بغير ما أنزل الله، لأنّه تحكيمُ الرّجال.
لذلك، في القضايا التفصيليّة، نحتاج إلى السُنّة الشريفة، لأنَّ السُنّة هي التي فصّلت، بينما القرآن في كثير من الحالات أعطى الخطوط العامّة، ولا سيّما في مثل هذه المسائل والقضايا، فلا خطوط تفصيليّة قرآنية تحدِّد هذه المسألة بشكلٍ تفصيليّ. لذلك، فكلامُ أمير المؤمنين (ع) لابن عباس يتّجه اتّجاهاً آخر.. أمَّا ما نتحدَّث به، باعتبار أنَّ القرآن هو الأساس الذي يُرجَعُ إليه في تأكيد العقائد، وتأكيد المفاهيم الإسلاميّة، فشيء آخر..
وممّا يؤكّد أنّ القرآن هو المرجع والحجّة، وهو الأساس، أنّ الأئمّة (ع) أرجعوا كلّ الأحاديث والمفاهيم إلى القرآن: "كلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زُخرف"1 و"لا تقبلوا علينا ما خالَفَ كتاب ربّنا"2. فإرجاع الأئمّة (ع) كلّ المفاهيم والأحاديث إلى القرآن الكريم، يدلّ على أنَّ القرآن هو المرجع الأوَّل والأخير، حتّى في الحكم على السُنَّة في أنّها سُنَّة صحيحة، أو أنّها سُنَّة غير صحيحة.
*من كتاب "للإنسان والحياة".
[1]الكافي، الكليني، ج1، ص 117.
[2]بحار الأنوار، المجلسي، ج 2، ص 250.