كتابات
23/06/2022

هل نارُ جهنَّم حقيقيَّةٌ أم مجازيَّةٌ؟

هل نارُ جهنَّم حقيقيَّةٌ أم مجازيَّةٌ؟

[ذهب بعض المفكِّرين الإسلاميِّين المعاصرين إلى أنَّ النَّار الَّتي يخوِّف الله بها عباده هي ليست ناراً حقيقيَّة، وإنَّما هي وسائل تطهير يطهِّر الله بها عباده المذنبين لكي يتأهَّلوا للدّخول إلى الجنَّة، فلا خلود بنحوٍ مطلق في النَّار، وهذا مظهرٌ من مظاهر رحمة الله].

ونقول في ذلك، إنَّه يمكن لأيِّ إنسان أن يفكِّر بطريقته الخاصَّة، ولكن ما هو الدَّليل على هذه الفكرة؟ إنَّ الله سبحانه وتعالى يحدِّثنا عن ماء يغلي {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ}[الدّخان: 46]، ونار تشوي، ولها زفير وتكاد تميز من الغيظ، وترمي بشررٍ كالقصر و{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}[النّساء: 56].. فهذه الآيات القرآنيَّة تدلُّ على أنها نار ماديَّة حسيَّة، وليس هناك دليلٌ على إرادة المجاز، لأنَّ اللفظ يؤخذ بظاهره وبالمعنى الحقيقيّ، إلَّا إذا قام دليل بمستوى الدَّليل الذي أكَّده الظاهر لإرادة المعنى المجازي.

وقول هؤلاء كقول بعضهم إنَّه ليس هناك جنة ونار، إنما الجنَّة هي الحالة النفسيَّة التي يحسّ فيها الإنسان بالسَّعادة، والنار هي الحالة النفسيَّة السلبيَّة التي يشعر الإنسان فيها بالألم والعذاب والمهانة.

وهذه - على أيّ حال - فكرة، ولكن ما الدَّليل عليها؟ فعندما نريد أن ننسب إلى الإسلام فكرة، فعلينا أن نقيم الدَّليل عليها، بل حتَّى إذا أردنا أن نؤوّل آية، فعلينا أن نقيم الدَّليل على تأويلها، خصوصاً أنَّ بعض المفكّرين يحاول أن يُخضع الآيات القرآنيَّة للتَّأويل أيضاً.

وهنا لا بدَّ أن يكون التأويل منسجماً مع قواعد اللّغة العربيّة، ولا يكون حالة مزاجيَّة للإنسان، وإلَّا فكلّ إنسان يقدر أن يؤول كلَّ كلام على ما يحبّ وعلى ما ينسجم مع مزاجه.

* من كتاب "مسائل عقيديَّة".

[ذهب بعض المفكِّرين الإسلاميِّين المعاصرين إلى أنَّ النَّار الَّتي يخوِّف الله بها عباده هي ليست ناراً حقيقيَّة، وإنَّما هي وسائل تطهير يطهِّر الله بها عباده المذنبين لكي يتأهَّلوا للدّخول إلى الجنَّة، فلا خلود بنحوٍ مطلق في النَّار، وهذا مظهرٌ من مظاهر رحمة الله].

ونقول في ذلك، إنَّه يمكن لأيِّ إنسان أن يفكِّر بطريقته الخاصَّة، ولكن ما هو الدَّليل على هذه الفكرة؟ إنَّ الله سبحانه وتعالى يحدِّثنا عن ماء يغلي {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ}[الدّخان: 46]، ونار تشوي، ولها زفير وتكاد تميز من الغيظ، وترمي بشررٍ كالقصر و{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}[النّساء: 56].. فهذه الآيات القرآنيَّة تدلُّ على أنها نار ماديَّة حسيَّة، وليس هناك دليلٌ على إرادة المجاز، لأنَّ اللفظ يؤخذ بظاهره وبالمعنى الحقيقيّ، إلَّا إذا قام دليل بمستوى الدَّليل الذي أكَّده الظاهر لإرادة المعنى المجازي.

وقول هؤلاء كقول بعضهم إنَّه ليس هناك جنة ونار، إنما الجنَّة هي الحالة النفسيَّة التي يحسّ فيها الإنسان بالسَّعادة، والنار هي الحالة النفسيَّة السلبيَّة التي يشعر الإنسان فيها بالألم والعذاب والمهانة.

وهذه - على أيّ حال - فكرة، ولكن ما الدَّليل عليها؟ فعندما نريد أن ننسب إلى الإسلام فكرة، فعلينا أن نقيم الدَّليل عليها، بل حتَّى إذا أردنا أن نؤوّل آية، فعلينا أن نقيم الدَّليل على تأويلها، خصوصاً أنَّ بعض المفكّرين يحاول أن يُخضع الآيات القرآنيَّة للتَّأويل أيضاً.

وهنا لا بدَّ أن يكون التأويل منسجماً مع قواعد اللّغة العربيّة، ولا يكون حالة مزاجيَّة للإنسان، وإلَّا فكلّ إنسان يقدر أن يؤول كلَّ كلام على ما يحبّ وعلى ما ينسجم مع مزاجه.

* من كتاب "مسائل عقيديَّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية