الإنصات والاستماع لقراءة القرآن

الإنصات والاستماع لقراءة القرآن

{وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُو}، لتعيشوا مع آياته أجواء الروح وآفاق الحقّ، ولتأخذوا منه المنهج السليم لحركة الإنسان في الحياة، ولتنفتحوا فيه على كلّ خيرٍ وبركةٍ، ولتلتزموا بأحكامه في حلاله وحرامه، ولتحملوا مفاهيمه العامّة كقاعدةٍ منفتحةٍ على الجانب المشرق من حقائق الحياة، ولتتحرّك خطواتكم في الطرق المستقيمة التي يشير إليها فكره النيّر ومنهجه السليم...

{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، لأنّ في ذلك كله الرّحمة كلّ الرّحمة، التي لا تتمثل في القرآن كعاطفةٍ وانفعال، بل تتحوّل إلى منهجٍ للفكر وللحياة.

وهذا هو التوجيه الإلهي الذي يريد للمؤمنين أن يجعلوا من القرآن كتابهم الذي يقرأونه قراءة وعي، ويستمعون له استماع تأمّل، وينصتون له إنصات خشوع وتفكير، ليتحرك في كل آفاق حياتهم، فيكون فكره هو الفكر الذي يحملونه، لتتميّز به شخصيتهم الفكرية عن كلّ فكرٍ آخر، وتكون شريعته هي شريعتهم، ليرفضوا به أيّة شريعةٍ أخرى من صنع الإنسان، وتكون وسائله وأهدافه هي وسائلهم وأهدافهم في خطواتهم العملية في الحياة...

ولا يريد لهم أن يكون كتاباً للبركة أو للحفظ أو للتفاؤل والاستخارة، أو غير ذلك من الأمور التي تبتعد به عن جوّه الرسالي الذي أراده الله هدىً للناس.

ذكر الله تضرّعاً وخيفة:

{وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً}، في إحساسٍ خاشعٍ بعظمته وبقدرته، وفي إيحاءٍ روحيٍّ بالتضرّع إليه في ما يرجوه الإنسان وما يخافه، وبالتذلّل له في شعورٍ عميقٍ بالخوف منه ومن عقابه، لتعيش النفس مع الله في كلّ نبضاتها وخفقاتها وأفكارها ومشاعرها، حتى يكون الله هو كلّ شيءٍ فيها. فإذا تحوّل ذلك إلى ذكر، فإنّه يكون ذكراً خافتاً من خشية الله.

{وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ} في ما يشبه الهمس الذي يعبّر عن النبضة والخفقة والإحساس والإيحاء، كما لو كان حديث النفس الذي قد يقترب من حركة الكلمة في الشفاه، ولكنّه يبتعد عن الصوت القويّ في الحناجر {بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ}، ليكون ذكر الله هو البداية التي يبدأ الإنسان بها يومه، وليكون النهاية التي يختم بها ذلك اليوم، فذلك هو الذي يجدّد لك اليقظة الروحية الإيمانية في روحك وفكرك وضميرك، {وَلاَ تَكُنْ مِّنَ الْغَافِلِينَ}، الذين يعيشون الغفلة، فلا يشعرون بشيء من حولهم، وينسون الله في كلّ ما يحيط بهم.

*من كتاب "تفسيرمن وحي القرآن"، ج 10.

{وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُو}، لتعيشوا مع آياته أجواء الروح وآفاق الحقّ، ولتأخذوا منه المنهج السليم لحركة الإنسان في الحياة، ولتنفتحوا فيه على كلّ خيرٍ وبركةٍ، ولتلتزموا بأحكامه في حلاله وحرامه، ولتحملوا مفاهيمه العامّة كقاعدةٍ منفتحةٍ على الجانب المشرق من حقائق الحياة، ولتتحرّك خطواتكم في الطرق المستقيمة التي يشير إليها فكره النيّر ومنهجه السليم...

{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، لأنّ في ذلك كله الرّحمة كلّ الرّحمة، التي لا تتمثل في القرآن كعاطفةٍ وانفعال، بل تتحوّل إلى منهجٍ للفكر وللحياة.

وهذا هو التوجيه الإلهي الذي يريد للمؤمنين أن يجعلوا من القرآن كتابهم الذي يقرأونه قراءة وعي، ويستمعون له استماع تأمّل، وينصتون له إنصات خشوع وتفكير، ليتحرك في كل آفاق حياتهم، فيكون فكره هو الفكر الذي يحملونه، لتتميّز به شخصيتهم الفكرية عن كلّ فكرٍ آخر، وتكون شريعته هي شريعتهم، ليرفضوا به أيّة شريعةٍ أخرى من صنع الإنسان، وتكون وسائله وأهدافه هي وسائلهم وأهدافهم في خطواتهم العملية في الحياة...

ولا يريد لهم أن يكون كتاباً للبركة أو للحفظ أو للتفاؤل والاستخارة، أو غير ذلك من الأمور التي تبتعد به عن جوّه الرسالي الذي أراده الله هدىً للناس.

ذكر الله تضرّعاً وخيفة:

{وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً}، في إحساسٍ خاشعٍ بعظمته وبقدرته، وفي إيحاءٍ روحيٍّ بالتضرّع إليه في ما يرجوه الإنسان وما يخافه، وبالتذلّل له في شعورٍ عميقٍ بالخوف منه ومن عقابه، لتعيش النفس مع الله في كلّ نبضاتها وخفقاتها وأفكارها ومشاعرها، حتى يكون الله هو كلّ شيءٍ فيها. فإذا تحوّل ذلك إلى ذكر، فإنّه يكون ذكراً خافتاً من خشية الله.

{وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ} في ما يشبه الهمس الذي يعبّر عن النبضة والخفقة والإحساس والإيحاء، كما لو كان حديث النفس الذي قد يقترب من حركة الكلمة في الشفاه، ولكنّه يبتعد عن الصوت القويّ في الحناجر {بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ}، ليكون ذكر الله هو البداية التي يبدأ الإنسان بها يومه، وليكون النهاية التي يختم بها ذلك اليوم، فذلك هو الذي يجدّد لك اليقظة الروحية الإيمانية في روحك وفكرك وضميرك، {وَلاَ تَكُنْ مِّنَ الْغَافِلِينَ}، الذين يعيشون الغفلة، فلا يشعرون بشيء من حولهم، وينسون الله في كلّ ما يحيط بهم.

*من كتاب "تفسيرمن وحي القرآن"، ج 10.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية