أسلوب الدَّعوة في مواجهة الكفر والشّرك

أسلوب الدَّعوة في مواجهة الكفر والشّرك

يضع القرآن الكريم الخطّة لرسول الله (ص) في حركة الدعوة التي يقوم بها في المجتمع، ويُبيِّن له أسلوب الدخول إلى المجتمع، ليغيِّر له فكره وسلوكه وعاداتِه وتقاليدَه، رغم مواجهةِ القوم له بكلِّ الشّتائم والسُّباب والأساليب الحاقدة والاتّهامات الباطلة وأنواعِ الاضطهاد الكثيرة، إنْ كانت حصاراً يقومون به للقضاء عليه (ص)، أو تعسُّفاً يواجهون به أتباعه يُفضي في أحيانٍ كثيرة إلى القتل.

وفي مواجهة كلِّ ذلك، ما هي الخطّة القرآنية {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ}[المؤمنون: 96]. أنتَ لم تأتِ البلاد فاتحاً لها كهدف، وإنّما جئت فاتحاً للعقول والقلوب، لأنَّ دور الدّاعية ليس في قتل النّاس الذين يكفرون بالله، وإنّما دوره أن يقتل الكفر في عقولهم، حتّى إذا تحوَّل الكفر إلى عقدة، وتحوَّلتِ العقدة إلى خطر، عندئذٍ يقابل الداعية الكافر ليقتلَه، وحينذاك لا يكون قتلُ الكفر إلا بقتل الكافر..

ومن هنا، فإنَّ نوحاً (ع) عندما دعا ربَّه للانتقام من الكافرين، لم يَدْعُ من موقع عقدة: {رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً}[نوح: 26]. هل مَلَّ منهم، أو تعب من دعوتهم إلى الله؟ كلاّ {إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً}[نوح: 27]. مشكلة هؤلاء أنَّ الكفر تعاظم في عقولهم وقلوبهم وعداواتهم وتقاليدهم وواقعهم، بحيث إنّهم عملوا على إضلال النّاس، وإذا أنجبوا أولاداً، فإنَّهم لا يسمحون لأحد بأن ينفذ إليهم ليهديهم سُبُلَ الرّشاد، ولهذا، فإنّهم إذا امتدّوا في الحياة، فستكون الحياة كلُّها كفراً.

ومن هنا، فإنَّ الإسلام يريدُ من الإنسان الدّاعية إلى الله، سواء كان رسولاً أو إماماً أو عالِماً فقيهاً أو مبلِّغاً، أن يعيش العقلَ المفتوح والقلب المفتوح، والكلمة الحُلوةَ والأسلوبَ الطيِّب والوجه المبتسم، والأجواء التي تحتضنُ الإنسان الآخرَ بكلِّ المعاني الطيِّبة، ليُحسَّ بقيمةِ الأجواء الخيّرةِ قبل الحديث معه عن المعاني الرساليّة، ويريدُ الإسلامُ أيضاً من الإنسان الداعية ألّا يتعقَّد أو يسقُطَ عندما يُسيء الكافرون إليه، وألّا يتعقّد عندما يشتمه الضّالّون، بل يعتبر أنَّ ذلك جزءٌ من ضريبة الرِّسالة {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} بالطّريقةِ الأحسن {السَّيِّئَةَ} التي يواجهك بها الآخرون {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ}. نحن نعلم بما يصفون من الشّرك والضَّلال، ومهمّتُك أن تصبر على عنف الآخرين، حتى تقود مَنْ يبادرُك بالعنف إلى أن يكون من عبادِ الله المُخْلَصين، فتثأر بذلك من شيطانه، وتَهديه إلى طريق الرّحمن، وهذا هو الثّأر لله، وليس الثّأر أن تقتله.

*من كتاب "من عرفان القرآن".

يضع القرآن الكريم الخطّة لرسول الله (ص) في حركة الدعوة التي يقوم بها في المجتمع، ويُبيِّن له أسلوب الدخول إلى المجتمع، ليغيِّر له فكره وسلوكه وعاداتِه وتقاليدَه، رغم مواجهةِ القوم له بكلِّ الشّتائم والسُّباب والأساليب الحاقدة والاتّهامات الباطلة وأنواعِ الاضطهاد الكثيرة، إنْ كانت حصاراً يقومون به للقضاء عليه (ص)، أو تعسُّفاً يواجهون به أتباعه يُفضي في أحيانٍ كثيرة إلى القتل.

وفي مواجهة كلِّ ذلك، ما هي الخطّة القرآنية {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ}[المؤمنون: 96]. أنتَ لم تأتِ البلاد فاتحاً لها كهدف، وإنّما جئت فاتحاً للعقول والقلوب، لأنَّ دور الدّاعية ليس في قتل النّاس الذين يكفرون بالله، وإنّما دوره أن يقتل الكفر في عقولهم، حتّى إذا تحوَّل الكفر إلى عقدة، وتحوَّلتِ العقدة إلى خطر، عندئذٍ يقابل الداعية الكافر ليقتلَه، وحينذاك لا يكون قتلُ الكفر إلا بقتل الكافر..

ومن هنا، فإنَّ نوحاً (ع) عندما دعا ربَّه للانتقام من الكافرين، لم يَدْعُ من موقع عقدة: {رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً}[نوح: 26]. هل مَلَّ منهم، أو تعب من دعوتهم إلى الله؟ كلاّ {إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً}[نوح: 27]. مشكلة هؤلاء أنَّ الكفر تعاظم في عقولهم وقلوبهم وعداواتهم وتقاليدهم وواقعهم، بحيث إنّهم عملوا على إضلال النّاس، وإذا أنجبوا أولاداً، فإنَّهم لا يسمحون لأحد بأن ينفذ إليهم ليهديهم سُبُلَ الرّشاد، ولهذا، فإنّهم إذا امتدّوا في الحياة، فستكون الحياة كلُّها كفراً.

ومن هنا، فإنَّ الإسلام يريدُ من الإنسان الدّاعية إلى الله، سواء كان رسولاً أو إماماً أو عالِماً فقيهاً أو مبلِّغاً، أن يعيش العقلَ المفتوح والقلب المفتوح، والكلمة الحُلوةَ والأسلوبَ الطيِّب والوجه المبتسم، والأجواء التي تحتضنُ الإنسان الآخرَ بكلِّ المعاني الطيِّبة، ليُحسَّ بقيمةِ الأجواء الخيّرةِ قبل الحديث معه عن المعاني الرساليّة، ويريدُ الإسلامُ أيضاً من الإنسان الداعية ألّا يتعقَّد أو يسقُطَ عندما يُسيء الكافرون إليه، وألّا يتعقّد عندما يشتمه الضّالّون، بل يعتبر أنَّ ذلك جزءٌ من ضريبة الرِّسالة {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} بالطّريقةِ الأحسن {السَّيِّئَةَ} التي يواجهك بها الآخرون {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ}. نحن نعلم بما يصفون من الشّرك والضَّلال، ومهمّتُك أن تصبر على عنف الآخرين، حتى تقود مَنْ يبادرُك بالعنف إلى أن يكون من عبادِ الله المُخْلَصين، فتثأر بذلك من شيطانه، وتَهديه إلى طريق الرّحمن، وهذا هو الثّأر لله، وليس الثّأر أن تقتله.

*من كتاب "من عرفان القرآن".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية