لا تسمحوا للشَّياطين بأن يضيِّعوا إيمانكم

لا تسمحوا للشَّياطين بأن يضيِّعوا إيمانكم

{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ}[المؤمنون: 96].

إذا جاءتك تخيّلات الشّيطان وخيولُه لتقول لك: كيف تصبر؟ مَنْ فلان حتّى يتجرّأ عليك؟ صبرُك عليه ذلٌّ، فإذا لم تردَّ الكلمة بأقسى منها، أو السيّئة بالسيّئة، فإنَّك تعيش المهانة، وكيف ترضى بذلك، والله يريد العزّة للمؤمنين، ويريدُ للمؤمن أن يكون شجاعاً وليس جباناً؟

ومِنْ هذا الطّريق يأتي الشيطان إلى الدّاعية إلى الله، حتّى يدخل في مشكلة العنف مع الآخرين الّذين لم يدخلوا منه في عنف جسديّ، بل بقيت المسألة في إطار الرّفض لما يَطْرَح ويدعو إليه، فتضيعُ الهداية، وتذهب الجهود سدىً.

ولذلك، قال الله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}[المؤمنون: 97] وهذا تعليمٌ آخر يعلِّمه الله سبحانه لرسول الله (ص) ولكلِّ من يسير على خطاه، فإذا جاءكَ الشّيطان، وأراد أن يدخل إلى عقلِك ومشاعرك وأحاسيسك، لتنتفخ أوداجُك، ويحمرّ وجهُك، وتتوتَّر أعصابُك، وتنفعل بكلّ كيانك، فقل {رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}. استعذْ بالله من الدّوافع والهزّات التي تجعلك مُسْتَنْفِراً، كما تُهمَز الخيل لِيُسْتَفزّ، وتُدْفَع لتجمحَ وتتمرَّد، خوفاً من أن يستقوي الشّيطان وتَحلَّ مشاريعه محلَّ مشاريع الإيمان وخططه.

{وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ}[المؤمنون: 98]. الجأْ إلى الله عندما يحاول الشّياطين أن يأتوا لتطويقِك ويُحيطوا بك من كلِّ جانب، تماماً كما يأتي بعضُ شياطين الجنّ ليزرعوا في قلب الإنسان شكّاً من هنا، ووسوسةً من هناك، وخيالاتٍ وأوهاماً من هنالك، أو شياطين من أصحابِه ليُحيطوا به؛ هذا يُخَوِّفه ويُبعده، وآخر يشوّشه، فيضيع وينحرف ويَضِلّ.

وكثيرون هم الشَّياطين من الرّجال والنِّساء؛ الرّجل يتحدَّث بطريقةٍ عاطفيّة معيّنة، والمرأة تجري دموعها بسرعة، فينكسر قلبُ الإنسان وتجيش به العاطفة؛ هذه أُمُّه أو زوجته، وهذا أبوه، وتلك أخته، وأولئك أبناؤه.. وهكذا بين دموعٍ من هنا، وعاطفةٍ من هناك، فإذا بالشّيطان قد سرَقَ كلَّ دينه وإيمانه {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}[التّغابن: 14] وليست العداوة بالمعنى المباشر، بل تكون العداوة بقيام الزّوج بأمر فيه معصية لله بطلبٍ من زوجته، وبالعكس، عندما تنفّذ الزّوجة رغبة زوجها، إذا كان في تنفيذ هذه الرّغبة غضب الله.. وهكذا في رضوخ الأولاد لرغبات آبائهم وأُمّهاتهم، أو العكس...

*من كتاب "من عرفان القرآن".

{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ}[المؤمنون: 96].

إذا جاءتك تخيّلات الشّيطان وخيولُه لتقول لك: كيف تصبر؟ مَنْ فلان حتّى يتجرّأ عليك؟ صبرُك عليه ذلٌّ، فإذا لم تردَّ الكلمة بأقسى منها، أو السيّئة بالسيّئة، فإنَّك تعيش المهانة، وكيف ترضى بذلك، والله يريد العزّة للمؤمنين، ويريدُ للمؤمن أن يكون شجاعاً وليس جباناً؟

ومِنْ هذا الطّريق يأتي الشيطان إلى الدّاعية إلى الله، حتّى يدخل في مشكلة العنف مع الآخرين الّذين لم يدخلوا منه في عنف جسديّ، بل بقيت المسألة في إطار الرّفض لما يَطْرَح ويدعو إليه، فتضيعُ الهداية، وتذهب الجهود سدىً.

ولذلك، قال الله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}[المؤمنون: 97] وهذا تعليمٌ آخر يعلِّمه الله سبحانه لرسول الله (ص) ولكلِّ من يسير على خطاه، فإذا جاءكَ الشّيطان، وأراد أن يدخل إلى عقلِك ومشاعرك وأحاسيسك، لتنتفخ أوداجُك، ويحمرّ وجهُك، وتتوتَّر أعصابُك، وتنفعل بكلّ كيانك، فقل {رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}. استعذْ بالله من الدّوافع والهزّات التي تجعلك مُسْتَنْفِراً، كما تُهمَز الخيل لِيُسْتَفزّ، وتُدْفَع لتجمحَ وتتمرَّد، خوفاً من أن يستقوي الشّيطان وتَحلَّ مشاريعه محلَّ مشاريع الإيمان وخططه.

{وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ}[المؤمنون: 98]. الجأْ إلى الله عندما يحاول الشّياطين أن يأتوا لتطويقِك ويُحيطوا بك من كلِّ جانب، تماماً كما يأتي بعضُ شياطين الجنّ ليزرعوا في قلب الإنسان شكّاً من هنا، ووسوسةً من هناك، وخيالاتٍ وأوهاماً من هنالك، أو شياطين من أصحابِه ليُحيطوا به؛ هذا يُخَوِّفه ويُبعده، وآخر يشوّشه، فيضيع وينحرف ويَضِلّ.

وكثيرون هم الشَّياطين من الرّجال والنِّساء؛ الرّجل يتحدَّث بطريقةٍ عاطفيّة معيّنة، والمرأة تجري دموعها بسرعة، فينكسر قلبُ الإنسان وتجيش به العاطفة؛ هذه أُمُّه أو زوجته، وهذا أبوه، وتلك أخته، وأولئك أبناؤه.. وهكذا بين دموعٍ من هنا، وعاطفةٍ من هناك، فإذا بالشّيطان قد سرَقَ كلَّ دينه وإيمانه {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}[التّغابن: 14] وليست العداوة بالمعنى المباشر، بل تكون العداوة بقيام الزّوج بأمر فيه معصية لله بطلبٍ من زوجته، وبالعكس، عندما تنفّذ الزّوجة رغبة زوجها، إذا كان في تنفيذ هذه الرّغبة غضب الله.. وهكذا في رضوخ الأولاد لرغبات آبائهم وأُمّهاتهم، أو العكس...

*من كتاب "من عرفان القرآن".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية