التَّقوى الماليَّة عند السيّد فضل الله

التَّقوى الماليَّة عند السيّد فضل الله

يقول السيد فضل الله (رض): في أوائل التحاقي بالحوزة العلميَّة، دُفِعَ إليَّ مبلغ من المال الشرعيّ، وقيل لي: هذا من حقّ الإمام (ع)، فأحسست بثقل المسؤوليَّة الجسيمة، وعاهدت الله أن أجعل كياني وقفاً لله تعالى، لأنَّك عندما تأكل من مال الله، فعليك أن تقوم بمسؤوليَّتك في حياطة دين الله وحراسته من التحريف، وأن تبذل من علمك وجهدك في سبيل هداية عباد الله وخدمة عياله.
ولا يغيب عن بالي أبداً، أنَّنا كنَّا ذات مرَّة مع السيّد في رحلة الحجّ (والحج مع السيّد له مذاق روحيّ ورساليّ خاصّ)، وقد قَصَدَنَا في إحدى السنوات إلى مقرّ البعثة في مكَّة المكرَّمة، عددٌ من طلاب العلوم الشرعيَّة يسألون عن هديَّة السيد، على جري العادة، نقلت إلى السيّد رغبة هؤلاء، فأبى الموافقة، وقال: لا أجد مبرراً لإعطائهم، لأنهم إذا كانوا قد جاؤوا حجَّاجاً فهم مستطيعون، فلا حاجة لهم بالمال، وإن جاؤوا مبلّغين مع أصحاب الحملات، فعلى هؤلاء أن يؤمّنوا لهم احتياجاتهم.. قلت له: سيدنا.. قد جرت العادة على إعطاء الهديَّة في الحج للطلبة.. فأجابني بحزم: يا شيخ حسين، لا تكلّمني عمَّا اعتاده النَّاس، بل كلّمني عن براءة الذمَّة أمام الله تعالى..
هذا دأب السيّد في التعامل مع المال العام، كان يراعي في ذلك أعلى درجات الاحتياط، على نهج جدّه عليّ (ع)، وكم كان يردّد: أشعر أنَّ أموال الحقوق الَّتي في يدي هي كالعقارب التي تلدغني إلى أن أؤدّيها لأهلها!
* منشور على صفحته على الفايس بوك.


يقول السيد فضل الله (رض): في أوائل التحاقي بالحوزة العلميَّة، دُفِعَ إليَّ مبلغ من المال الشرعيّ، وقيل لي: هذا من حقّ الإمام (ع)، فأحسست بثقل المسؤوليَّة الجسيمة، وعاهدت الله أن أجعل كياني وقفاً لله تعالى، لأنَّك عندما تأكل من مال الله، فعليك أن تقوم بمسؤوليَّتك في حياطة دين الله وحراسته من التحريف، وأن تبذل من علمك وجهدك في سبيل هداية عباد الله وخدمة عياله.
ولا يغيب عن بالي أبداً، أنَّنا كنَّا ذات مرَّة مع السيّد في رحلة الحجّ (والحج مع السيّد له مذاق روحيّ ورساليّ خاصّ)، وقد قَصَدَنَا في إحدى السنوات إلى مقرّ البعثة في مكَّة المكرَّمة، عددٌ من طلاب العلوم الشرعيَّة يسألون عن هديَّة السيد، على جري العادة، نقلت إلى السيّد رغبة هؤلاء، فأبى الموافقة، وقال: لا أجد مبرراً لإعطائهم، لأنهم إذا كانوا قد جاؤوا حجَّاجاً فهم مستطيعون، فلا حاجة لهم بالمال، وإن جاؤوا مبلّغين مع أصحاب الحملات، فعلى هؤلاء أن يؤمّنوا لهم احتياجاتهم.. قلت له: سيدنا.. قد جرت العادة على إعطاء الهديَّة في الحج للطلبة.. فأجابني بحزم: يا شيخ حسين، لا تكلّمني عمَّا اعتاده النَّاس، بل كلّمني عن براءة الذمَّة أمام الله تعالى..
هذا دأب السيّد في التعامل مع المال العام، كان يراعي في ذلك أعلى درجات الاحتياط، على نهج جدّه عليّ (ع)، وكم كان يردّد: أشعر أنَّ أموال الحقوق الَّتي في يدي هي كالعقارب التي تلدغني إلى أن أؤدّيها لأهلها!
* منشور على صفحته على الفايس بوك.


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية