ولادة الإمام الحسن (ع)

15 رمضان
مولد الإمام الحسن  (ع)

في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك من العام الثاني للهجرة، ولد سبط رسول الله(ص)، الإمام الحسن المجتبى(ع) في المدينة المنوّرة.
هذه الولادة المباركة التي شكّلت بكل مسيرتها امتداداً حياً وفاعلاً للإسلام الرسالي الذي احتضنه رسول الله وأهل بيته الكرام.
ونحن في أجواء الصوم والعبادة، نأخذ من سيرة الإمام الحسن(ع) كلّ ما نقتدي به من قول وسلوك وقيمة تسمو بها أرواحنا، وتنفتح بها عقولنا على الحقّ والعدل والخير في الحياة، فهم عاشوا لله، وارتفعوا من أجل تأكيد خطّ الله في الواقع.
كان(ع) ولايزال صاحب المواعظ الحسنة التي أمر تعالى أولياءه بتلقينها للناس، وغرسها في قلوبهم حتى تنبت ثمراً طيّباً، وتعطي حكمةً تمتدّ لتشمل كلّ مناحي الحياة. وكانت آخر موعظة أطلقها الإمام الحسن(ع) في مرضه الّذي توفي فيه نتيجة السّم، ما ذكره الرواة، من أنّ جنادة بن أبي أمية قال له: عظني يابن رسول الله. قال: "استعدّ لسفرِك، وحصّلْ زادَك قبلَ حُلولِ أجلِك. واعلم أنّكَ تطلبُ الدنيا والموتُ يطلبُك، ولا تحملْ همَّ يومِك الّذي لم يأت على يومِك الّذي أنتَ فيه. واعلمْ أنّك لا تكسبُ من المالِ شَيئاً فوقَ قُوّتِك إلاّ كنتَ فيه خَازناً لغيرك. واعلم أنّ الدنيا في حلالِها حسابٌ، وفي حرامِها عقابٌ، وفي الشبهاتِ عتابٌ. فأنزلِ الدنيا بمنـزلةِ الميتِة، خُذْ منها ما يَكفِيكَ، فإن كانت حَلالاً، كنتَ قد زَهدتَ فيها، وإنْ كانت حَراماً لم يكنْ في وزرٍ، فأخذتَ منهُ كما أخذتَ مِن الميتة، وإنْ كان العقابُ فالعقاب يسيرٌ. واعملْ لدنياكَ كأنَّك تعيشُ أبداً، واعمَلْ لآخِرتكَ كأنّكَ تموتُ غَداً. وإذا أردتَ عِزّاً بلا عشيرة، وهيبةً بلا سُلطان، فاخرج من ذلِّ معصيةِ اللهِ إلى عزّ طاعةِ الله عزّ وجلّ. وإذا نازعَتْكَ إلى صحبةِ الرجالِ حاجةٌ، فاصحَبْ من إذا صحبتَه زانَك، وإذا أخذت منه صانَك، وإذا أردتَ منه معونةً أعانَك، وإنْ قُلتَ صدَّقَ قولَك، وإن صلت شدَّ صولتك، وإنْ مددت يدَك بفضلٍ مدّها، وإنْ بدتْ منكَ ثلمةٌ سدّها، وإنْ رأى منكَ حسنةً عدّها، وإنْ سألتَه أعطَاكَ، وإنْ سكتَّ عنه ابتداكَ، وإن نزلَتْ بكَ إحدى المُلِمّاتِ واساكَ، مَن لا تأتيكَ منه البوائقُ، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلُكَ عندَ الحقائقِ، وإنْ تنازعتما منقسماً آثرك".
 
* العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله

في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك من العام الثاني للهجرة، ولد سبط رسول الله(ص)، الإمام الحسن المجتبى(ع) في المدينة المنوّرة.
هذه الولادة المباركة التي شكّلت بكل مسيرتها امتداداً حياً وفاعلاً للإسلام الرسالي الذي احتضنه رسول الله وأهل بيته الكرام.
ونحن في أجواء الصوم والعبادة، نأخذ من سيرة الإمام الحسن(ع) كلّ ما نقتدي به من قول وسلوك وقيمة تسمو بها أرواحنا، وتنفتح بها عقولنا على الحقّ والعدل والخير في الحياة، فهم عاشوا لله، وارتفعوا من أجل تأكيد خطّ الله في الواقع.
كان(ع) ولايزال صاحب المواعظ الحسنة التي أمر تعالى أولياءه بتلقينها للناس، وغرسها في قلوبهم حتى تنبت ثمراً طيّباً، وتعطي حكمةً تمتدّ لتشمل كلّ مناحي الحياة. وكانت آخر موعظة أطلقها الإمام الحسن(ع) في مرضه الّذي توفي فيه نتيجة السّم، ما ذكره الرواة، من أنّ جنادة بن أبي أمية قال له: عظني يابن رسول الله. قال: "استعدّ لسفرِك، وحصّلْ زادَك قبلَ حُلولِ أجلِك. واعلم أنّكَ تطلبُ الدنيا والموتُ يطلبُك، ولا تحملْ همَّ يومِك الّذي لم يأت على يومِك الّذي أنتَ فيه. واعلمْ أنّك لا تكسبُ من المالِ شَيئاً فوقَ قُوّتِك إلاّ كنتَ فيه خَازناً لغيرك. واعلم أنّ الدنيا في حلالِها حسابٌ، وفي حرامِها عقابٌ، وفي الشبهاتِ عتابٌ. فأنزلِ الدنيا بمنـزلةِ الميتِة، خُذْ منها ما يَكفِيكَ، فإن كانت حَلالاً، كنتَ قد زَهدتَ فيها، وإنْ كانت حَراماً لم يكنْ في وزرٍ، فأخذتَ منهُ كما أخذتَ مِن الميتة، وإنْ كان العقابُ فالعقاب يسيرٌ. واعملْ لدنياكَ كأنَّك تعيشُ أبداً، واعمَلْ لآخِرتكَ كأنّكَ تموتُ غَداً. وإذا أردتَ عِزّاً بلا عشيرة، وهيبةً بلا سُلطان، فاخرج من ذلِّ معصيةِ اللهِ إلى عزّ طاعةِ الله عزّ وجلّ. وإذا نازعَتْكَ إلى صحبةِ الرجالِ حاجةٌ، فاصحَبْ من إذا صحبتَه زانَك، وإذا أخذت منه صانَك، وإذا أردتَ منه معونةً أعانَك، وإنْ قُلتَ صدَّقَ قولَك، وإن صلت شدَّ صولتك، وإنْ مددت يدَك بفضلٍ مدّها، وإنْ بدتْ منكَ ثلمةٌ سدّها، وإنْ رأى منكَ حسنةً عدّها، وإنْ سألتَه أعطَاكَ، وإنْ سكتَّ عنه ابتداكَ، وإن نزلَتْ بكَ إحدى المُلِمّاتِ واساكَ، مَن لا تأتيكَ منه البوائقُ، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلُكَ عندَ الحقائقِ، وإنْ تنازعتما منقسماً آثرك".
 
* العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية