ولادة الإمام المهـدي (عج)

15 شعبان
ولادة الإمام المهـدي (عج)

نبذة عن الإمام المهـدي (عج)

هو محمّد بن الحسن العسكريّ (ع)، الإمام الثّاني عشر والأخير من أئمَّة أهل البيت (ع) المعصومين. والدته السيِّدة نرجس بنت يشوعا بن قيصر ملك الرّوم.
كنيته (أبو القاسم)، وهي الكنية الأساس له، أمّا أشهر ألقابه، فهي: المهديّ ـ القائم ـ بقيَّة الله ـ صاحب الزّمان، الحجَّة بن الحسن...
كان الولد الوحيد لأبيه العسكريّ (ع)، لذا، ليس عنده إخوة ولا أخوات. وليس هناك ما يثبت زواج الإمام (عج) من عدمه.
ولد الإمام المهديّ (عج) في 15 شعبان من العام 255 هـ/ 868 م، في مدينة سامرّاء في العراق، وذلك قبل وفاة أبيه بخمس سنوات.
إلّا أنَّ حمْلَ والدته به كان سرًّا أخفاه الإمام العسكريّ (ع) عن النّاس، ولا سيَّما عن السّلطة العبّاسيّة آنذاك، الّتي كانت تلاحق الإمام العسكريّ (ع)، وتضيِّق عليه، وتراقب كلَّ حركته، وترصد أيّ خلف منه لقتله، ولم يُطلع الإمام العسكريّ أحدًا على خبر ولادة ابنه المهدي (ع) إلّا الخواصّ من أهل بيته وأصحابه.
وقد ذكرت الكثير من المصادر أنَّ الإمام المهديّ (عج) ظهر لأوَّل مرَّة على النّاس بعد وفاة أبيه في العام 260هـ، وهو ابن خمس سنوات...
كثيرة هي الأحاديث الّتي تواترت عن رسول الله (ص) تبشّر بولادة المهديّ (عج) وتصفه وتبيّن دوره الرّساليّ، وأنّه سيظهر في آخر الزّمان.
وممّا جاء عن رسول الله (ص): "لن تنقضي الأيَّام واللَّيالي، حتَّى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً" (1) ، "لو لم يبق من الدّنيا إلَّا يوم واحد، لطوَّل الله ذلك اليوم، حتَّى يبعث الله فيه رجلاً من ولدي، يواطئ اسمه اسمي، يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً"(2) ...
 
سئل سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض): في كثير من الحوارات مع أهل السنّة، وأحياناً مع أهل الشيعة، في قضية الإمام المهدي (عج) نجد أن هناك درجة من التصلّب تصل إلى رفض هذه الفكرة من حيث مدة العيش كل هذه الفترة الزمنية وكيفية مواجهة هذا التطور التقني التسليحي فماذا ترون‌؟ فأجاب:
"هناك أكثر من نقطة في هذه المسألة، فالنقطة الأساس هي أن الذي يتكلم في الأمر لو كان مسلماً، فالإسلام يقوم على أساس الإيمان بالغيب، فإذا ثبت عندنا الغيب من الصادق المصدق، فما علينا إلا أن نؤمن به، كما هو الأمر بالنسبة للجنّة التي يصورها القرآن، والنار التي يصفها بأنه (كُلَّمٰا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنٰاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهٰا)،[ سورة النساء، الآية: ٥٦]، وعالم الملائكة وخلق آدم وعيسى (ع) والإسراء والمعراج، فعندما نريد إخضاع مفردات العقيدة للجوانب المادية فإن علينا أن نتخلّى عن أكثر ما لدينا من العقيدة بما فيها الوحي.
فهذه المفردات وغيرها لا يمكن إدخالها إلى العقل الإيماني إلا من خلال الإيمان بالغيب.
والنقطة الأخرى، هي مسألة طول العمر، فالقرآن الكريم حدّثنا عن نبي الله نوح (ع) (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّٰ خَمْسِينَ عٰاماً) [سورة العنكبوت، الآية: ١٤] ، وليس معلوماً لدينا كم عاش بعد الطوفان، فلو عاش إنسان ألف سنة فبإمكانه أن يعيش ألفين أو أكثر، ولدينا في الفلسفة قاعدة عقلية تقول "حكم الأمثال فيما يجوز و فيما لا يجوز واحد"، فالذي يعيش هذا العمر الطويل يمكنه أن يعيش عمراً أطول.
فمن ناحية التأريخ الديني لا استبعاد أن يعيش الإنسان عمراً طويلاً، أما المسلمون المتنازعون في ذلك، فالمسلم الذي يؤمن بتعمير نوح لا بد أن يفرض بأن إمكانية التعمير واردة حتى بالنسبة لغيره.
والجانب الآخر من هذه النقطة هو أنه إذا كان القوم يتكلمون بالعلم فليس في العلم مستحيل، فالنظريات العلمية تقول إننا إذا اكتشفنا سرّ تجدد الخلايا وسرّ الحياة، فإن بإمكان الإنسان أن يعمّر إلى ماشاء الله، فالعلم من حيث الجانب النظري لا يرى ذلك مستحيلاً، ألا ترون في الصرعات الأمريكية كيف يوصي أحد الأثرياء أن يجمّد جسده، حتى إذا ما اكتشف العلماء سرّ الحياة فإنه يعاود العيش من جديد؟! وأما كيفية التغلّب على الأسلحة، فنحن نعرف أن هناك معارك ستجري وأن شهداء سيسقطون، ولكننا لا نعرف عن طبيعة ذلك الزمان الذي قد تدمّر فيه الأسلحة بعضها البعض الآخر، وقد يكتشف سلاح يدمّر كل الأسلحة، فالله الذي ألهم مكتشفي الأسلحة يمكن أن يلهم مكتشفين آخرين أسلحة أكثر تطوراً، ولما كانت مسأة الإمام المهدي (ع) غير عادية فيمكن أن يكون السلاح أيضاً غير عادي، ألم يكن الطير الأبابيل سلاحاً غير عادي‌؟!
فقضية الإمام المهدي (ع) غيب من الغيب، فإذ ثبت لنا هذا الغيب، وهو ثابت، فعلينا أن نؤمن به، أما الاستبعادات فلا نقف أمام النقد. (3)"
 
أما عن علامات ظهور الإمام الحجة (عج)؟ فيقول : "هذا ليس من مسؤوليتنا، لأن غيبته من غيب الله وظهوره من غيب الله. فالأمر لله، ودورنا أن نهيىء له بعض المواقع الإسلامية ونهيىء أنفسنا لنكون جنوده، وكما نقرأ في دعاء (الافتتاح): ((اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة، تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة)). فعلى كل واحد منّا أن يكون داعية للإسلام ومشروع قائد. فكم من احتفال عملنا! ولكن هل أعددنا احتفالاً لأنفسنا كقياديين ودعاة إلى الله‌؟ فهل نريد أن يظهر الإمام ونحن مشغولون عنه وعن الإسلام بأنفسنا" (4).

(1) الإرشاد، الشّيخ المفيد، ج2، ص 334.
(2)  الإرشاد، ج2، ص 335. 
(3) الندوة، الجزء: ٤، الصفحة: ٤٦١.
(4) الندوة، الجزء: ١١، الصفحة: ٦٢٩.
 
 
 

 

هو محمّد بن الحسن العسكريّ (ع)، الإمام الثّاني عشر والأخير من أئمَّة أهل البيت (ع) المعصومين. والدته السيِّدة نرجس بنت يشوعا بن قيصر ملك الرّوم.
كنيته (أبو القاسم)، وهي الكنية الأساس له، أمّا أشهر ألقابه، فهي: المهديّ ـ القائم ـ بقيَّة الله ـ صاحب الزّمان، الحجَّة بن الحسن...
كان الولد الوحيد لأبيه العسكريّ (ع)، لذا، ليس عنده إخوة ولا أخوات. وليس هناك ما يثبت زواج الإمام (عج) من عدمه.
ولد الإمام المهديّ (عج) في 15 شعبان من العام 255 هـ/ 868 م، في مدينة سامرّاء في العراق، وذلك قبل وفاة أبيه بخمس سنوات.
إلّا أنَّ حمْلَ والدته به كان سرًّا أخفاه الإمام العسكريّ (ع) عن النّاس، ولا سيَّما عن السّلطة العبّاسيّة آنذاك، الّتي كانت تلاحق الإمام العسكريّ (ع)، وتضيِّق عليه، وتراقب كلَّ حركته، وترصد أيّ خلف منه لقتله، ولم يُطلع الإمام العسكريّ أحدًا على خبر ولادة ابنه المهدي (ع) إلّا الخواصّ من أهل بيته وأصحابه.
وقد ذكرت الكثير من المصادر أنَّ الإمام المهديّ (عج) ظهر لأوَّل مرَّة على النّاس بعد وفاة أبيه في العام 260هـ، وهو ابن خمس سنوات...
كثيرة هي الأحاديث الّتي تواترت عن رسول الله (ص) تبشّر بولادة المهديّ (عج) وتصفه وتبيّن دوره الرّساليّ، وأنّه سيظهر في آخر الزّمان.
وممّا جاء عن رسول الله (ص): "لن تنقضي الأيَّام واللَّيالي، حتَّى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً" (1) ، "لو لم يبق من الدّنيا إلَّا يوم واحد، لطوَّل الله ذلك اليوم، حتَّى يبعث الله فيه رجلاً من ولدي، يواطئ اسمه اسمي، يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً"(2) ...
 
سئل سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض): في كثير من الحوارات مع أهل السنّة، وأحياناً مع أهل الشيعة، في قضية الإمام المهدي (عج) نجد أن هناك درجة من التصلّب تصل إلى رفض هذه الفكرة من حيث مدة العيش كل هذه الفترة الزمنية وكيفية مواجهة هذا التطور التقني التسليحي فماذا ترون‌؟ فأجاب:
"هناك أكثر من نقطة في هذه المسألة، فالنقطة الأساس هي أن الذي يتكلم في الأمر لو كان مسلماً، فالإسلام يقوم على أساس الإيمان بالغيب، فإذا ثبت عندنا الغيب من الصادق المصدق، فما علينا إلا أن نؤمن به، كما هو الأمر بالنسبة للجنّة التي يصورها القرآن، والنار التي يصفها بأنه (كُلَّمٰا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنٰاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهٰا)،[ سورة النساء، الآية: ٥٦]، وعالم الملائكة وخلق آدم وعيسى (ع) والإسراء والمعراج، فعندما نريد إخضاع مفردات العقيدة للجوانب المادية فإن علينا أن نتخلّى عن أكثر ما لدينا من العقيدة بما فيها الوحي.
فهذه المفردات وغيرها لا يمكن إدخالها إلى العقل الإيماني إلا من خلال الإيمان بالغيب.
والنقطة الأخرى، هي مسألة طول العمر، فالقرآن الكريم حدّثنا عن نبي الله نوح (ع) (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّٰ خَمْسِينَ عٰاماً) [سورة العنكبوت، الآية: ١٤] ، وليس معلوماً لدينا كم عاش بعد الطوفان، فلو عاش إنسان ألف سنة فبإمكانه أن يعيش ألفين أو أكثر، ولدينا في الفلسفة قاعدة عقلية تقول "حكم الأمثال فيما يجوز و فيما لا يجوز واحد"، فالذي يعيش هذا العمر الطويل يمكنه أن يعيش عمراً أطول.
فمن ناحية التأريخ الديني لا استبعاد أن يعيش الإنسان عمراً طويلاً، أما المسلمون المتنازعون في ذلك، فالمسلم الذي يؤمن بتعمير نوح لا بد أن يفرض بأن إمكانية التعمير واردة حتى بالنسبة لغيره.
والجانب الآخر من هذه النقطة هو أنه إذا كان القوم يتكلمون بالعلم فليس في العلم مستحيل، فالنظريات العلمية تقول إننا إذا اكتشفنا سرّ تجدد الخلايا وسرّ الحياة، فإن بإمكان الإنسان أن يعمّر إلى ماشاء الله، فالعلم من حيث الجانب النظري لا يرى ذلك مستحيلاً، ألا ترون في الصرعات الأمريكية كيف يوصي أحد الأثرياء أن يجمّد جسده، حتى إذا ما اكتشف العلماء سرّ الحياة فإنه يعاود العيش من جديد؟! وأما كيفية التغلّب على الأسلحة، فنحن نعرف أن هناك معارك ستجري وأن شهداء سيسقطون، ولكننا لا نعرف عن طبيعة ذلك الزمان الذي قد تدمّر فيه الأسلحة بعضها البعض الآخر، وقد يكتشف سلاح يدمّر كل الأسلحة، فالله الذي ألهم مكتشفي الأسلحة يمكن أن يلهم مكتشفين آخرين أسلحة أكثر تطوراً، ولما كانت مسأة الإمام المهدي (ع) غير عادية فيمكن أن يكون السلاح أيضاً غير عادي، ألم يكن الطير الأبابيل سلاحاً غير عادي‌؟!
فقضية الإمام المهدي (ع) غيب من الغيب، فإذ ثبت لنا هذا الغيب، وهو ثابت، فعلينا أن نؤمن به، أما الاستبعادات فلا نقف أمام النقد. (3)"
 
أما عن علامات ظهور الإمام الحجة (عج)؟ فيقول : "هذا ليس من مسؤوليتنا، لأن غيبته من غيب الله وظهوره من غيب الله. فالأمر لله، ودورنا أن نهيىء له بعض المواقع الإسلامية ونهيىء أنفسنا لنكون جنوده، وكما نقرأ في دعاء (الافتتاح): ((اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة، تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة)). فعلى كل واحد منّا أن يكون داعية للإسلام ومشروع قائد. فكم من احتفال عملنا! ولكن هل أعددنا احتفالاً لأنفسنا كقياديين ودعاة إلى الله‌؟ فهل نريد أن يظهر الإمام ونحن مشغولون عنه وعن الإسلام بأنفسنا" (4).

(1) الإرشاد، الشّيخ المفيد، ج2، ص 334.
(2)  الإرشاد، ج2، ص 335. 
(3) الندوة، الجزء: ٤، الصفحة: ٤٦١.
(4) الندوة، الجزء: ١١، الصفحة: ٦٢٩.
 
 
 

 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية