هل يشترط في النبيّ أن يكون والده موحِّداً؟!

هل يشترط في النبيّ أن يكون والده موحِّداً؟!
عدد الصفحات:
0
عدد الأجزاء:
0
السعر:
0.00

[إذا قلنا إنّ والد إبراهيم (ع) لم يكن موحِّداً، فهل يضرّ ذلك بعصمته؟ وهل جميع الأنبياء معصومون؟]

ما دخل ذلك في عصمته؟! العصمة هي أن يكون النبيّ حقّاً؛ في عقله وفي قلبه وفي كلامه وفي حياته وفي سلوكه، وأمّا أن يكون أبوه موحِّداً أو غير موحِّد، فذلك أمر لا يدخل في العصمة، كما أنّ ذلك لا يضرّ به، بل ربما يزيد في شأنه بأنّه تمرّد على كفر أبيه من موقع حريّة الفكر في عقله. وليس لخبث الأب علاقة سلبيّة في شخصيّة الابن، فقد يخرج الله الطيّب من الخبيث، ولا يؤثر ذلك في طيبته.

والعلماء يقولون إنّه لا بدّ أن يكون آباء الأنبياء موحِّدين، لكنّهم لا يشترطون أن تكون أمَّهاتهم في امتداد النّسب موحِّدات. فعلى سبيل المثال، فإنّ أمّ الإمام الصّادق (ع) هي فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وقد قال الإمام (ع): "ولدني أبو بكر مرّتين"، ولما كان آباء أبي بكر غير موحّدين، فمن ذلك نعرف أنّه لا اشتراط في كون أمَّهات الأنبياء أو الأئمّة في امتداد النّسب موحّدات.

وهذا يوحي بأنّ الإيمان بالتّوحيد في امتداد النسب ـ للأب والأمّ _ لا علاقة له بالجانب القيميّ للنبيّ، لأنّ ذلك يتصل بطهارة المولد ونقاء النسب، فالوارد عندنا أنّ آباء الأنبياء لا بدّ أن يكونوا طاهرين بنكاح غير سفاح، وهذا ما وردت فيه الرّواية عن الإمام الباقر (ع)، علماً أنّ مسألة أن يكون آباء الأنبياء موحِّدين، ليست من العقائد الأساسية التي تدخل في صلب العقيدة، بل هو من الموضوعات النظريّة المثيرة للجدل في فهم الكتاب والسنَّة.

[أما بالنّسبة إلى عصمة الأنبياء]، فكلّهم معصومون بلا استثناء، لأنّ دور الأنبياء (ع) هو أن يخرجوا النّاس من الظّلمات إلى النّور، ولا يمكن أن يرسل الله تعالى نبيّاً يعطي النّاس النّور، وفي عقله أو قلبه أو حياته شيء من الظّلمة. ثم إنّ علينا أن نتّبع رسول الله (ص) الّذي جمع الرّسالات كلّها، لأنَّ ما يهمّنا الآن هو عصمته، باعتباره خاتم الأنبياء والمرسلين، وخصوصاً أنّا ندين بالدّين الذي جاء به.

*من كتاب "مسائل عقيديّة".

[إذا قلنا إنّ والد إبراهيم (ع) لم يكن موحِّداً، فهل يضرّ ذلك بعصمته؟ وهل جميع الأنبياء معصومون؟]

ما دخل ذلك في عصمته؟! العصمة هي أن يكون النبيّ حقّاً؛ في عقله وفي قلبه وفي كلامه وفي حياته وفي سلوكه، وأمّا أن يكون أبوه موحِّداً أو غير موحِّد، فذلك أمر لا يدخل في العصمة، كما أنّ ذلك لا يضرّ به، بل ربما يزيد في شأنه بأنّه تمرّد على كفر أبيه من موقع حريّة الفكر في عقله. وليس لخبث الأب علاقة سلبيّة في شخصيّة الابن، فقد يخرج الله الطيّب من الخبيث، ولا يؤثر ذلك في طيبته.

والعلماء يقولون إنّه لا بدّ أن يكون آباء الأنبياء موحِّدين، لكنّهم لا يشترطون أن تكون أمَّهاتهم في امتداد النّسب موحِّدات. فعلى سبيل المثال، فإنّ أمّ الإمام الصّادق (ع) هي فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وقد قال الإمام (ع): "ولدني أبو بكر مرّتين"، ولما كان آباء أبي بكر غير موحّدين، فمن ذلك نعرف أنّه لا اشتراط في كون أمَّهات الأنبياء أو الأئمّة في امتداد النّسب موحّدات.

وهذا يوحي بأنّ الإيمان بالتّوحيد في امتداد النسب ـ للأب والأمّ _ لا علاقة له بالجانب القيميّ للنبيّ، لأنّ ذلك يتصل بطهارة المولد ونقاء النسب، فالوارد عندنا أنّ آباء الأنبياء لا بدّ أن يكونوا طاهرين بنكاح غير سفاح، وهذا ما وردت فيه الرّواية عن الإمام الباقر (ع)، علماً أنّ مسألة أن يكون آباء الأنبياء موحِّدين، ليست من العقائد الأساسية التي تدخل في صلب العقيدة، بل هو من الموضوعات النظريّة المثيرة للجدل في فهم الكتاب والسنَّة.

[أما بالنّسبة إلى عصمة الأنبياء]، فكلّهم معصومون بلا استثناء، لأنّ دور الأنبياء (ع) هو أن يخرجوا النّاس من الظّلمات إلى النّور، ولا يمكن أن يرسل الله تعالى نبيّاً يعطي النّاس النّور، وفي عقله أو قلبه أو حياته شيء من الظّلمة. ثم إنّ علينا أن نتّبع رسول الله (ص) الّذي جمع الرّسالات كلّها، لأنَّ ما يهمّنا الآن هو عصمته، باعتباره خاتم الأنبياء والمرسلين، وخصوصاً أنّا ندين بالدّين الذي جاء به.

*من كتاب "مسائل عقيديّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية