المنهج الاستنباطي عند السيد محمد حسين فضل الله

المنهج الاستنباطي عند السيد محمد حسين فضل الله

سماحة العلامة السيد عبد الله الغريفي و سماحة العلامة السيد حسن النوري

 
وبعد فقد تشرفنا بالحضور في مجلس درس سماحة آية الله الفقيه الكبير المجاهد السيد محمد حسين فضل الله دامت إفاضاته حيث عايشنا العديد من بحوثه الفقهية والأصولية والفكرية، استطعنا من خلالها أن نتعرف على منهجه الإستنباطي المتميز، ونحاول هنا أن نشير إلى بعض معالم هذا المنهج
(1) إعتماد الرؤية القرآنية كأساس في الممارسة الإستنباطية ومحاولة تحريك الروايات والأحاديث في خط هذه الرؤية، وهي رؤية تنبع من الاعتماد على القرآن الكريم بوصفه الأساس التشريعي والدستوري الأول في سلم مصادر التشريع.
وعلى ضوء هذا المنهج تمكن سماحته من الوصول إلى معطيات فقهية جديدة قد لا تلتقي مع مشهور الفقهاء، ولكنها تمثل فهماً قرآنياً أصيلاً.
وقد ترسخت هذه الرؤية من خلال تواصله مع الكتاب الكريم قراءة وتدبراً وتفسيراً، وأفرز هذا التواصل منهجه التفسيري الواعي الذي يعتمد أساساً على الظهور العرفي وبفضله تجنب كثيراً من التمحلات التفسيرية التي اضطر لها المفسرون ممن ليس له خبرة ومعرفة بأساليب اللغة العربية وفنونها .
(2) الإنطلاق بالعملية الإستنباطية بعيداً عن تعقيدات الصناعة الأصولية التجريدية بما تختزنه من تشويش للفهم العرفي في التعامل مع النص في روحه ودلالته ومعطياته. ولكن في الوقت الذي سلم فيه من الاستغراق في هذه الصناعة يؤكد على الدراسات الأصولية ذات البعد العلمي التطبيقي والتي ترتكز عليها الممارسة الإستنباطية الإجتهادية.
(3) الشمولية في الرؤية الفقهية، حيث تتحرك العملية الإستنباطية لتحتضن في دخلها كل المفردات المترابطة التي تشكل المنظور الإسلامي المتكامل، حيث يرى سماحته أن المنحى التجزيئي لا ينتج الرؤية الفقهية الصائبة لحكم الله (تعالى). وبكلمة أوضح سعى السيد إلى ربط المسألة الفقهية بكافة المسائل الأخرى التي لها علاقة بها أو تؤثر في تأطيرها وصياغتها نظرياً.
(٤) الإنفتاح الواعي على الواقع مما أعطى للممارسة الإستنباطية عند سماحته أفاقها الكبيرة ومساراتها العملية الواعية، ولم تتجمد مسألة الإستنباط عنده في الآفاق المنغلقة والدوائر الضيقة، وبذلك يمكن أن ينفتح الطريق أمام تطوير حركة الإجتهاد وتفعيلها في حياة المسلمين.
(5) تشكيل المعطيات العلمية الحديثة عنصراً موضوعياً لتحديد الرؤية الفقهية في منهج السيد فضل الله، فطالما رأيناه يستنطق أصحاب التخصص والخبرة في شتى الموضوعات العلمية المعاصرة.
(6) إن الذوق الأدبي الراقي، والقدرة اللغوية المتميزة عند سماحته أعطى الممارسته الإستنباطية عمقاً وأصالة وصفاء من جهة، ووفر له فهماً أدق وأعمق للنصوص الشرعية من جهة أخرى.
وفي الوقت الذي يعبر فيه منهجه الإستنباطي المتميز عن قدراته الخلاقة وقدراته الهائلة يعبر في الوقت نفسه عن رصيده الفقهي الكبير، ويكشف عن تجربة فقهية أصيلة وعميقة تنتمي إلى مدرسة النجف الأشرف من جهة، وإلى أسرة علمية عريقة أنجبت عشرات الفقهاء من جهة أخرى.
وعلى ضوء هذه الخصوصيات التي تميز المنهج الإستنباطي عند سماحة السيد فضل الله، وعلى ضوء المستوى الكبير لقدراته الفكرية والسياسية والإجتماعية والجهادية فإننا نجد فيه نموذجاً لفقيه يملك من العمق والنضج والحداثة ما يعطيه موقعاً تنشد إليه طموحات الأمة وأمالها ….
 
وبعد فقد تشرفنا بالحضور في مجلس درس سماحة آية الله الفقيه الكبير المجاهد السيد محمد حسين فضل الله دامت إفاضاته حيث عايشنا العديد من بحوثه الفقهية والأصولية والفكرية، استطعنا من خلالها أن نتعرف على منهجه الإستنباطي المتميز، ونحاول هنا أن نشير إلى بعض معالم هذا المنهج
(1) إعتماد الرؤية القرآنية كأساس في الممارسة الإستنباطية ومحاولة تحريك الروايات والأحاديث في خط هذه الرؤية، وهي رؤية تنبع من الاعتماد على القرآن الكريم بوصفه الأساس التشريعي والدستوري الأول في سلم مصادر التشريع.
وعلى ضوء هذا المنهج تمكن سماحته من الوصول إلى معطيات فقهية جديدة قد لا تلتقي مع مشهور الفقهاء، ولكنها تمثل فهماً قرآنياً أصيلاً.
وقد ترسخت هذه الرؤية من خلال تواصله مع الكتاب الكريم قراءة وتدبراً وتفسيراً، وأفرز هذا التواصل منهجه التفسيري الواعي الذي يعتمد أساساً على الظهور العرفي وبفضله تجنب كثيراً من التمحلات التفسيرية التي اضطر لها المفسرون ممن ليس له خبرة ومعرفة بأساليب اللغة العربية وفنونها .
(2) الإنطلاق بالعملية الإستنباطية بعيداً عن تعقيدات الصناعة الأصولية التجريدية بما تختزنه من تشويش للفهم العرفي في التعامل مع النص في روحه ودلالته ومعطياته. ولكن في الوقت الذي سلم فيه من الاستغراق في هذه الصناعة يؤكد على الدراسات الأصولية ذات البعد العلمي التطبيقي والتي ترتكز عليها الممارسة الإستنباطية الإجتهادية.
(3) الشمولية في الرؤية الفقهية، حيث تتحرك العملية الإستنباطية لتحتضن في دخلها كل المفردات المترابطة التي تشكل المنظور الإسلامي المتكامل، حيث يرى سماحته أن المنحى التجزيئي لا ينتج الرؤية الفقهية الصائبة لحكم الله (تعالى). وبكلمة أوضح سعى السيد إلى ربط المسألة الفقهية بكافة المسائل الأخرى التي لها علاقة بها أو تؤثر في تأطيرها وصياغتها نظرياً.
(٤) الإنفتاح الواعي على الواقع مما أعطى للممارسة الإستنباطية عند سماحته أفاقها الكبيرة ومساراتها العملية الواعية، ولم تتجمد مسألة الإستنباط عنده في الآفاق المنغلقة والدوائر الضيقة، وبذلك يمكن أن ينفتح الطريق أمام تطوير حركة الإجتهاد وتفعيلها في حياة المسلمين.
(5) تشكيل المعطيات العلمية الحديثة عنصراً موضوعياً لتحديد الرؤية الفقهية في منهج السيد فضل الله، فطالما رأيناه يستنطق أصحاب التخصص والخبرة في شتى الموضوعات العلمية المعاصرة.
(6) إن الذوق الأدبي الراقي، والقدرة اللغوية المتميزة عند سماحته أعطى الممارسته الإستنباطية عمقاً وأصالة وصفاء من جهة، ووفر له فهماً أدق وأعمق للنصوص الشرعية من جهة أخرى.
وفي الوقت الذي يعبر فيه منهجه الإستنباطي المتميز عن قدراته الخلاقة وقدراته الهائلة يعبر في الوقت نفسه عن رصيده الفقهي الكبير، ويكشف عن تجربة فقهية أصيلة وعميقة تنتمي إلى مدرسة النجف الأشرف من جهة، وإلى أسرة علمية عريقة أنجبت عشرات الفقهاء من جهة أخرى.
وعلى ضوء هذه الخصوصيات التي تميز المنهج الإستنباطي عند سماحة السيد فضل الله، وعلى ضوء المستوى الكبير لقدراته الفكرية والسياسية والإجتماعية والجهادية فإننا نجد فيه نموذجاً لفقيه يملك من العمق والنضج والحداثة ما يعطيه موقعاً تنشد إليه طموحات الأمة وأمالها ….
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية