لا أحبّ زوجتي!

لا أحبّ زوجتي!

استشارة..

أنا شابّ عشريني. تزوّجت من سنة ونصف السّنة، ولديّ بنت، ولكنّني لازالت حتى اليوم غير مقتنع بزوجتي، ولا أشعر بأنّني أحبّها أو أشتاق إليها، فقد ارتبطت بها لتديّنها وعفّتها فقط، رغم الفروقات الاجتماعيّة والطبقيّة الموجودة بيننا، وكنت مؤمناً بأنّ الحبّ يأتي بعد الزّواج، ولكنّ ذلك لم يحصل، وهي اليوم تريد الاستغناء عن العباءة، والخروج بـ "المانتو"، وكثيراً ما تقصّر في صلاتها.

في بداية زواجنا، عانيت معها كثيراً، لأنها كانت تصنع المشكلات، غير أنّنا اليوم على وفاق، وقد باتت تحبّني، ولكنّني لازلت أشعر بالحيرة. فماذا أفعل؟

وجواب..

الأصل الّذي تقوم عليه العلاقة الزوجيَّة، هو القبول بالآخر، والرّضى به، والإقبال عليه، والانسجام معه. وقوله تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}[الرّوم: 21]، ينطلق من وعيٍ وإدراكٍ لأهميّة الحياة الزوجية، ودور كلٍّ من الشّريكين فيها، ونوع المسؤوليّة الملقاة على عاتقهما، وتبعاتها في منظومة الحقوق والواجبات، بحيث تصير المودّة موقفاً واعياً وعهداً يلتزم فيه كلّ منهما بالوفاء للآخر بحقوقه، وليست مجرّد عاطفة.

 وعلى هذا الأساس، فإنّ ما يضرّ الحياة الزوجيّة هو الانصراف عن الشّريك، والانزعاج من حضوره، وفقدان الميل إليه، وهو ما قد يحدث في بعض الحالات، بسبب جمود العلاقة بين الطرفين، أو بسبب مشاكل تعرض لهما لأسباب مختلفة. وعندما تتراكم المشكلات، يجد الزوجان نفسيهما أمام حالة من جمود المشاعر وفقدان الاهتمام بالآخر. ومن المؤكّد أنّ إصلاح العلاقة يستوجب مبادرة كلّ منهما إلى المصارحة، ودراسة أسباب النفور من الآخر، وتعيينها، والعمل على إزالتها.

ويتمّ ذلك من خلال:

أوّلاً: تقبّل وجود بعض الصّفات السلبيّة عند الشّريك، والاستسلام لها، وخصوصاً أنّ أيّاً منهما ليس ملاكاً كامل الصّفات، ولا هو معصوم عن النقائض والأخطاء، والصّبر على أخطائه، وغضّ النظر عنها، والتركيز على الإيجابيات، والاستفادة منها.

ثانياً: حرص كلٍّ منهما على إضفاء الحيويّة على العلاقة الزوجيّة، بأمور مثل: الاهتمام بالمظهر، وتبادل الهدايا، والقيام بنزهات، وابتداع أعمال تحبّبهما إلى بعضهما البعض، ونحو ذلك مما يسهم في تبديد الرّوتين، وتأجيج العاطفة، وزيادة المودّة والشوق.

ثالثاً: العمل على تحييد حياتهما الزوجيّة عن عواصف الخلافات العائلية ومشاكلها، والبقاء بعيدين عنها، إلا في محاولات الإصلاح، وتقريب وجهات النظر بين المتنازعين من أفراد العائلة، كما أنّ عليهما أن يعالجا ما يقع بينهما كزوجين من خلاف، بقدر كبير من الرويّة والتّسامح وكظم الغيظ.

أمّا الفارق الطّبقيّ بينكما، فلا أعتقد أنّه يؤثّر في مستوى الانسجام بينكما، مع توافر سائر العناصر الأساسية الأخرى، ألا وهي التقوى والخلق والمودّة بدرجة مقبولة. وما ذكرته حول تركها الصّلاة أحياناً، هو أمر غير مقبول، وعليك نصحها، ومعرفة أسباب ذلك، والعمل على معالجتها.

وصحيح أنَّ لبس العباءة أمر جيّد، ولكن لا مانع من ترك ارتدائها، مع الالتزام بالسّتر الشرعيّ، وخصوصاً إن كان لبس العباءة يربك الزّوجة ويعيق حركتها في عملها وتنقّلاتها.

وعلى العموم، علينا أن نعمل على إصلاح الأمور ما أمكننا ذلك.

***

مرسل الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 3 نيسان 2014م.

نوع الاستشارة: اجتماعيّة.

استشارة..

أنا شابّ عشريني. تزوّجت من سنة ونصف السّنة، ولديّ بنت، ولكنّني لازالت حتى اليوم غير مقتنع بزوجتي، ولا أشعر بأنّني أحبّها أو أشتاق إليها، فقد ارتبطت بها لتديّنها وعفّتها فقط، رغم الفروقات الاجتماعيّة والطبقيّة الموجودة بيننا، وكنت مؤمناً بأنّ الحبّ يأتي بعد الزّواج، ولكنّ ذلك لم يحصل، وهي اليوم تريد الاستغناء عن العباءة، والخروج بـ "المانتو"، وكثيراً ما تقصّر في صلاتها.

في بداية زواجنا، عانيت معها كثيراً، لأنها كانت تصنع المشكلات، غير أنّنا اليوم على وفاق، وقد باتت تحبّني، ولكنّني لازلت أشعر بالحيرة. فماذا أفعل؟

وجواب..

الأصل الّذي تقوم عليه العلاقة الزوجيَّة، هو القبول بالآخر، والرّضى به، والإقبال عليه، والانسجام معه. وقوله تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}[الرّوم: 21]، ينطلق من وعيٍ وإدراكٍ لأهميّة الحياة الزوجية، ودور كلٍّ من الشّريكين فيها، ونوع المسؤوليّة الملقاة على عاتقهما، وتبعاتها في منظومة الحقوق والواجبات، بحيث تصير المودّة موقفاً واعياً وعهداً يلتزم فيه كلّ منهما بالوفاء للآخر بحقوقه، وليست مجرّد عاطفة.

 وعلى هذا الأساس، فإنّ ما يضرّ الحياة الزوجيّة هو الانصراف عن الشّريك، والانزعاج من حضوره، وفقدان الميل إليه، وهو ما قد يحدث في بعض الحالات، بسبب جمود العلاقة بين الطرفين، أو بسبب مشاكل تعرض لهما لأسباب مختلفة. وعندما تتراكم المشكلات، يجد الزوجان نفسيهما أمام حالة من جمود المشاعر وفقدان الاهتمام بالآخر. ومن المؤكّد أنّ إصلاح العلاقة يستوجب مبادرة كلّ منهما إلى المصارحة، ودراسة أسباب النفور من الآخر، وتعيينها، والعمل على إزالتها.

ويتمّ ذلك من خلال:

أوّلاً: تقبّل وجود بعض الصّفات السلبيّة عند الشّريك، والاستسلام لها، وخصوصاً أنّ أيّاً منهما ليس ملاكاً كامل الصّفات، ولا هو معصوم عن النقائض والأخطاء، والصّبر على أخطائه، وغضّ النظر عنها، والتركيز على الإيجابيات، والاستفادة منها.

ثانياً: حرص كلٍّ منهما على إضفاء الحيويّة على العلاقة الزوجيّة، بأمور مثل: الاهتمام بالمظهر، وتبادل الهدايا، والقيام بنزهات، وابتداع أعمال تحبّبهما إلى بعضهما البعض، ونحو ذلك مما يسهم في تبديد الرّوتين، وتأجيج العاطفة، وزيادة المودّة والشوق.

ثالثاً: العمل على تحييد حياتهما الزوجيّة عن عواصف الخلافات العائلية ومشاكلها، والبقاء بعيدين عنها، إلا في محاولات الإصلاح، وتقريب وجهات النظر بين المتنازعين من أفراد العائلة، كما أنّ عليهما أن يعالجا ما يقع بينهما كزوجين من خلاف، بقدر كبير من الرويّة والتّسامح وكظم الغيظ.

أمّا الفارق الطّبقيّ بينكما، فلا أعتقد أنّه يؤثّر في مستوى الانسجام بينكما، مع توافر سائر العناصر الأساسية الأخرى، ألا وهي التقوى والخلق والمودّة بدرجة مقبولة. وما ذكرته حول تركها الصّلاة أحياناً، هو أمر غير مقبول، وعليك نصحها، ومعرفة أسباب ذلك، والعمل على معالجتها.

وصحيح أنَّ لبس العباءة أمر جيّد، ولكن لا مانع من ترك ارتدائها، مع الالتزام بالسّتر الشرعيّ، وخصوصاً إن كان لبس العباءة يربك الزّوجة ويعيق حركتها في عملها وتنقّلاتها.

وعلى العموم، علينا أن نعمل على إصلاح الأمور ما أمكننا ذلك.

***

مرسل الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 3 نيسان 2014م.

نوع الاستشارة: اجتماعيّة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية