كيف أعالج خلافاتي مع خطيبي؟

كيف أعالج خلافاتي مع خطيبي؟

استشارة..

أنا شابّة في العشرين من عمري. هناك خلافات كثيرة بيني وبين خطيبي حول طريقة كلامنا مع بعضنا البعض. وقد حدثت مشكلة بسيطة بيننا مؤخّراً، أعلن بسببها أنّه لا يريد الزّواج مني، وينوي فسخ عقد الزّواج، لأنّه لم يعد يتحمّل سوء خلقي معه، رغم أننا كنّا سنتزوّج بعد شهر، معتبراً أنني لن أتغيّر، علماً أنّني وعدته كثيراً بتحسين خلقي، ورجوته العدول عن رأيه، وتذلّلت له عدّة مرّات، ولكن دون نتيجة.

أنا نادمةٌ كثيراً على سوء خلقي، وأنوي صادقةً أن أغيّر معاملتي معه، وأن أحفظه وأصونه، ولا أريد التخلّي عنه أو الطّلاق، فهو شابّ يخاف الله عزّ وجلّ، وقد كان بيننا حبّ ومودّة ورحمة، ولكنّه مصرّ على عدم الحديث إليّ، رغم تدخّل الأهل لحلّ الخلاف. ماذا أفعل؟ وإلى من ألجأ؟

وجواب..

ما يجري بينكما من خلافات وتوتّر، هو من الأمور المعتاد جريانها بين معظم النّاس، سواء في إطار العلاقة الزوجيّة أو غيرها من سائر العلاقات، كعلاقة العمل والشّراكة والصّداقة. ولا خيار أمام كلّ واحد منّا إلا القبول بالآخر، رغم ما يكون فيه من نقاط ضعف وتصرّفات سيّئة، ما دام سيكون عنده الكثير من الإيجابيّات والتصرّفات الحسنة والنّبيلة، كما لا خيار أمامنا إلا أن نصبر على ذلك، وأن نتعاطى مع هذا الواقع مع من حولنا، من أهل وزوج وولد وجار وصديق، من موقع النّظرة الواقعيّة، وأن نعزم على مواجهة التصرّفات السيّئة بهدوء وتسامح، بحيث نعيش تعقيدات الحياة وتشابك العلاقات، بقدر رفيع من الرّزانة والشعور بالمسؤوليّة والانفتاح على الآخر...

قد يكون خطيبك ضخّم ردّ فعله، وجعلك تعيشين هذه الحالة من النّدم الشّديد، وامتهان كرامتك أمامه، في حين يفترض بنا أن نكون في مثل هذه الحالات أكثر دقّة ورفقاً وتسامحاً، وأن نذكر قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}[فصلت: 34]. وقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: 159].

وعلى العموم، فإنّي أنصح الأخت الكريمة بعدما استفادت من هذه التّجربة، وأدركت خطأها، أن لا تغرق في النّدم، وأن لا تتذلّل لخطيبها بطريقة مهينة، وأن تقتصر على الاعتذار بالطريقة المناسبة، وأن لا تخشى النّتائج، حتى لو وصلت إلى الطّلاق، فلو طلّقك بسبب ذلك، فقد يكون في ذلك خير لك، لأنّه لو بقي على تشدّده معك، سيجعلك تعيشين على أعصابك، وتبقين أسيرة خوفك من ملاحظاته وغضبه وإصراره على إدانتك، وإظهار غضبه، وعدم تسامحه معك. والله تعالى وليّ التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

***

مرسلة الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 14 آذار 2014م.

نوع الاستشارة: اجتماعيّة.

استشارة..

أنا شابّة في العشرين من عمري. هناك خلافات كثيرة بيني وبين خطيبي حول طريقة كلامنا مع بعضنا البعض. وقد حدثت مشكلة بسيطة بيننا مؤخّراً، أعلن بسببها أنّه لا يريد الزّواج مني، وينوي فسخ عقد الزّواج، لأنّه لم يعد يتحمّل سوء خلقي معه، رغم أننا كنّا سنتزوّج بعد شهر، معتبراً أنني لن أتغيّر، علماً أنّني وعدته كثيراً بتحسين خلقي، ورجوته العدول عن رأيه، وتذلّلت له عدّة مرّات، ولكن دون نتيجة.

أنا نادمةٌ كثيراً على سوء خلقي، وأنوي صادقةً أن أغيّر معاملتي معه، وأن أحفظه وأصونه، ولا أريد التخلّي عنه أو الطّلاق، فهو شابّ يخاف الله عزّ وجلّ، وقد كان بيننا حبّ ومودّة ورحمة، ولكنّه مصرّ على عدم الحديث إليّ، رغم تدخّل الأهل لحلّ الخلاف. ماذا أفعل؟ وإلى من ألجأ؟

وجواب..

ما يجري بينكما من خلافات وتوتّر، هو من الأمور المعتاد جريانها بين معظم النّاس، سواء في إطار العلاقة الزوجيّة أو غيرها من سائر العلاقات، كعلاقة العمل والشّراكة والصّداقة. ولا خيار أمام كلّ واحد منّا إلا القبول بالآخر، رغم ما يكون فيه من نقاط ضعف وتصرّفات سيّئة، ما دام سيكون عنده الكثير من الإيجابيّات والتصرّفات الحسنة والنّبيلة، كما لا خيار أمامنا إلا أن نصبر على ذلك، وأن نتعاطى مع هذا الواقع مع من حولنا، من أهل وزوج وولد وجار وصديق، من موقع النّظرة الواقعيّة، وأن نعزم على مواجهة التصرّفات السيّئة بهدوء وتسامح، بحيث نعيش تعقيدات الحياة وتشابك العلاقات، بقدر رفيع من الرّزانة والشعور بالمسؤوليّة والانفتاح على الآخر...

قد يكون خطيبك ضخّم ردّ فعله، وجعلك تعيشين هذه الحالة من النّدم الشّديد، وامتهان كرامتك أمامه، في حين يفترض بنا أن نكون في مثل هذه الحالات أكثر دقّة ورفقاً وتسامحاً، وأن نذكر قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}[فصلت: 34]. وقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: 159].

وعلى العموم، فإنّي أنصح الأخت الكريمة بعدما استفادت من هذه التّجربة، وأدركت خطأها، أن لا تغرق في النّدم، وأن لا تتذلّل لخطيبها بطريقة مهينة، وأن تقتصر على الاعتذار بالطريقة المناسبة، وأن لا تخشى النّتائج، حتى لو وصلت إلى الطّلاق، فلو طلّقك بسبب ذلك، فقد يكون في ذلك خير لك، لأنّه لو بقي على تشدّده معك، سيجعلك تعيشين على أعصابك، وتبقين أسيرة خوفك من ملاحظاته وغضبه وإصراره على إدانتك، وإظهار غضبه، وعدم تسامحه معك. والله تعالى وليّ التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

***

مرسلة الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 14 آذار 2014م.

نوع الاستشارة: اجتماعيّة.

نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية