استشارة..
أنا سيّدة محجّبة منذ حوالى عشر سنوات، ونظرتي إلى الحجاب تغيَّرت مؤخَّراً، علماً أنّني أعيش في بلد عربيّ، ولكنّني أرى أنّ نظرة العرب أنفسهم إلى المرأة المحجّبة أصبحت مختلفة الآن، فهم ـ وإن كان في اللاوعي ـ ينظرون إلى المرأة المحجّبة على أنها في مستوى ثانٍ، وأنّ المرأة غير المحجّبة هي أكثر ثقافةً وأكثر اطّلاعاً. أمّا المرأة المحجَّبة، فهي ببساطة امرأة مقولبة، وقد وضعت نفسها ضمن إطار معيَّن.
بالتّأكيد، عند التعمّق في شخصيَّة المرأة، تسقط كلّ هذه المعايير. ولكن قبل هذا التعمّق، ينظر إلى المحجّبات على أنّهنّ أقلّ درجة، بالرّغم أننا أصحاب الدّرجة الأعلى عند الله، ولكنّنا نعيش على الأرض لا في السّماء. لذلك، فوَّضت أمري إلى الله، واستخرته في خلع الحجاب، فكانت النّتيجة: "محيّرة مائلة إلى الجيّدة، ولكن عليك القيام بها بالتّرتيب الموجود في ذهنك".
والجدير ذكره، أنّني أنوي الاحتشام في اللّبس، كما كنت أثناء ارتداء الحجاب. فما رأيكم في هذا الأمر وفي الاستخارة؟
وجواب..
أختي الفاضلة، سوف أبدأ معك من آخر الاستشارة حول موضوع الاستخارة، فيجب أن تعلمي أنَّ الاستخارة في مثل هذه الحالات، لا قيمة لها ولا معنى، لأنَّ موردها عند بقاء الحيرة والتردّد، وبعد دراسة الأمر والتّفكير فيه والاستشارة، فإن لم يتمّ التوصّل إلى رأي، يمكن اللّجوء إليها.
فالواجب الدّينيّ، كلبس الحجاب، يحتاج إلى صبر وتحمّل. نعم، هناك صورة نمطيَّة عن المرأة المحجّبة، لكنّ هذه الصّورة النمطيّة موجودة عند العلمانيّين واللادينيّين، حيث يفترضون، خطأً وتجنّياً وافتراءً، أنّ الحجاب أو السّتر، يجعل المرأة وكأنها تعيش في سجن، أو أنها وضعت نفسها في قالب خاصّ لا تخرج منه، والمشكلة في هؤلاء أنهم لا يفهمون معنى الحجاب.
إنّ الحجاب هو انتماء وثقافة، بمعنى أنّ المرأة تريد أن تقول للآخرين، إنها في تواجدها بين أفراد المجتمع؛ مجتمع الرّجال خاصّة، هي إنسانة، وليست مجرّد أثنى.
وليس صحيحاً أنَّ غير المحجَّبة أكثر ثقافةً من المحجَّبة، هذا تعميم ظالم وغير واقعيّ، فالمحجّبات فيهنّ الطَّبيبات والمهندسات وأساتذة الجامعات.
وأخيراً، عليك أن تصبري ولا تتأثّري بهذه الصّورة النمطيَّة، وعليك أن تكوني أكثر ثقةً بنفسك، وأجرك مضاعف عند الله مع هذا الصّبر، ولا تسمحي للشّيطان بأن يزعزع هذا الإيمان وهذا الصّبر، وقد قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزّمر: 10].
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 20 آب 2014م.
نوع الاستشارة: اجتماعيّة.
استشارة..
أنا سيّدة محجّبة منذ حوالى عشر سنوات، ونظرتي إلى الحجاب تغيَّرت مؤخَّراً، علماً أنّني أعيش في بلد عربيّ، ولكنّني أرى أنّ نظرة العرب أنفسهم إلى المرأة المحجّبة أصبحت مختلفة الآن، فهم ـ وإن كان في اللاوعي ـ ينظرون إلى المرأة المحجّبة على أنها في مستوى ثانٍ، وأنّ المرأة غير المحجّبة هي أكثر ثقافةً وأكثر اطّلاعاً. أمّا المرأة المحجَّبة، فهي ببساطة امرأة مقولبة، وقد وضعت نفسها ضمن إطار معيَّن.
بالتّأكيد، عند التعمّق في شخصيَّة المرأة، تسقط كلّ هذه المعايير. ولكن قبل هذا التعمّق، ينظر إلى المحجّبات على أنّهنّ أقلّ درجة، بالرّغم أننا أصحاب الدّرجة الأعلى عند الله، ولكنّنا نعيش على الأرض لا في السّماء. لذلك، فوَّضت أمري إلى الله، واستخرته في خلع الحجاب، فكانت النّتيجة: "محيّرة مائلة إلى الجيّدة، ولكن عليك القيام بها بالتّرتيب الموجود في ذهنك".
والجدير ذكره، أنّني أنوي الاحتشام في اللّبس، كما كنت أثناء ارتداء الحجاب. فما رأيكم في هذا الأمر وفي الاستخارة؟
وجواب..
أختي الفاضلة، سوف أبدأ معك من آخر الاستشارة حول موضوع الاستخارة، فيجب أن تعلمي أنَّ الاستخارة في مثل هذه الحالات، لا قيمة لها ولا معنى، لأنَّ موردها عند بقاء الحيرة والتردّد، وبعد دراسة الأمر والتّفكير فيه والاستشارة، فإن لم يتمّ التوصّل إلى رأي، يمكن اللّجوء إليها.
فالواجب الدّينيّ، كلبس الحجاب، يحتاج إلى صبر وتحمّل. نعم، هناك صورة نمطيَّة عن المرأة المحجّبة، لكنّ هذه الصّورة النمطيّة موجودة عند العلمانيّين واللادينيّين، حيث يفترضون، خطأً وتجنّياً وافتراءً، أنّ الحجاب أو السّتر، يجعل المرأة وكأنها تعيش في سجن، أو أنها وضعت نفسها في قالب خاصّ لا تخرج منه، والمشكلة في هؤلاء أنهم لا يفهمون معنى الحجاب.
إنّ الحجاب هو انتماء وثقافة، بمعنى أنّ المرأة تريد أن تقول للآخرين، إنها في تواجدها بين أفراد المجتمع؛ مجتمع الرّجال خاصّة، هي إنسانة، وليست مجرّد أثنى.
وليس صحيحاً أنَّ غير المحجَّبة أكثر ثقافةً من المحجَّبة، هذا تعميم ظالم وغير واقعيّ، فالمحجّبات فيهنّ الطَّبيبات والمهندسات وأساتذة الجامعات.
وأخيراً، عليك أن تصبري ولا تتأثّري بهذه الصّورة النمطيَّة، وعليك أن تكوني أكثر ثقةً بنفسك، وأجرك مضاعف عند الله مع هذا الصّبر، ولا تسمحي للشّيطان بأن يزعزع هذا الإيمان وهذا الصّبر، وقد قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزّمر: 10].
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 20 آب 2014م.
نوع الاستشارة: اجتماعيّة.