استشارة..
أنا سيّدة متزوّجة منذ ثماني سنوات، ولديّ ابنة عمرها ستّ سنوات. زوجي صحافيّ يخرج من الفجر، ولا يعود إلا عند منتصف اللّيل، ليتناول طعام العشاء وينام.
أدرك أنَّ على المرأة أن تتأقلم مع ظروف زوجها تماماً، لكنَّني من الناحية النفسيّة، كثيراً ما أشعر بالوحدة والحاجة إلى الكلام إلى أحد، فلا صديقات لديّ، وهناك أمورٌ كبيرة فلسفية ودينيّة واجتماعيّة وسياسيّة، أحبّ السؤال عنها، وزوجي لا وقت لديه للكلام معي.
مؤخراً، صرت "أدردش" مع صديق قديم لي عبر الفايسبوك، وأحياناً أتحاور معه في الكثير من الموضوعات، وأجد لديه الكثير من الأجوبة المقنعة، وأرتاح نفسيّاً لأنه يسمعني، فهل يجوز ذلك من وقتٍ إلى آخر، علماً أنّنا لا نتحدّث في أيّ شيءٍ شخصيّ؟
وجواب..
أختي الكريمة، عليك اجتناب ذلك، حتى لا يؤدّي إلى تجاوز الحدود الشرعيّة، وحاولي أن تتأقلمي أكثر مع زوجك وظروفه، واصبري على ذلك، والله تعالى سيوفّقك لما فيه الراحة والسعادة، إن شاء الله، فإن التجارب تدلّ على أنّ تلك المحادثات بين الرجل والمرأة، ولا سيما مع وجود نقص لدى المرأة في حياتها العاطفية مع زوجها، تؤدّي إلى نشوء علاقة غير سليمة مع من تتحدّث معه، بالنظر إلى طبيعة الإنسان وضعفه أمام العاطفة والغرائز، ودخول الشيطان الرّجيم في ذلك بوسوسته وإغوائه.
وعلى المؤمن أن يملك التقوى، إضافةً إلى الإرادة، والإنسان الذي يملك الوعي والبصيرة، يستطيع أن ينظر إلى البعيد وإلى عواقب الأمور، ويجنّب نفسه كلّ تلك الأخطاء. والحياة الزوجيّة تمرّ بفترات ركود أو مشاكل أو بعد روحيّ، فعلى الزوجين الواعيين أن يجدّدا حياتهما، ويتقرّبا إلى بعضهما البعض، وأن يفكّرا كيف يكون لهما مع أولادهما حياة عائليّة سعيدة، بإعطاء العاطفة والحنان والاهتمام للآخر وللأولاد. وللأسف، فإنّ الكثير من الأزواج يفتقدون إلى هذا الوعي، أو أنّ أحد الزوجين يملكه والآخر لا، ما يؤدّي إلى خسران سنين من العمر وضياعها، والتأثير في نفسيّة الأولاد وسلوكهم.
فلنتأمّل أكثر، ولنحاسب أنفسنا، ونفكّر في حياتنا، وفيما مضى منها، لنستفيد من أخطاء الماضي، ونخطّط كيف نكمل نحو المستقبل بأفق جديد وروحيّة أفضل، والله تعالى فتح لنا باب الاستغفار والتّوبة وإصلاح الأمور: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: 6].
وقال(ص): "خيركم خيركم لأهله"، ونحن ننصح الزّوج المذكور بالاهتمام بعائلته، وإعطاء المزيد من الوقت لهم، وقد ورد عنه(ص): "لجلوس المرء مع عياله، أحبّ إلى الله من اعتكاف في مسجدي هذا".
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ حسين عبدالله، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 15 آب 2014م.
نوع الاستشارة: اجتماعيّة.
استشارة..
أنا سيّدة متزوّجة منذ ثماني سنوات، ولديّ ابنة عمرها ستّ سنوات. زوجي صحافيّ يخرج من الفجر، ولا يعود إلا عند منتصف اللّيل، ليتناول طعام العشاء وينام.
أدرك أنَّ على المرأة أن تتأقلم مع ظروف زوجها تماماً، لكنَّني من الناحية النفسيّة، كثيراً ما أشعر بالوحدة والحاجة إلى الكلام إلى أحد، فلا صديقات لديّ، وهناك أمورٌ كبيرة فلسفية ودينيّة واجتماعيّة وسياسيّة، أحبّ السؤال عنها، وزوجي لا وقت لديه للكلام معي.
مؤخراً، صرت "أدردش" مع صديق قديم لي عبر الفايسبوك، وأحياناً أتحاور معه في الكثير من الموضوعات، وأجد لديه الكثير من الأجوبة المقنعة، وأرتاح نفسيّاً لأنه يسمعني، فهل يجوز ذلك من وقتٍ إلى آخر، علماً أنّنا لا نتحدّث في أيّ شيءٍ شخصيّ؟
وجواب..
أختي الكريمة، عليك اجتناب ذلك، حتى لا يؤدّي إلى تجاوز الحدود الشرعيّة، وحاولي أن تتأقلمي أكثر مع زوجك وظروفه، واصبري على ذلك، والله تعالى سيوفّقك لما فيه الراحة والسعادة، إن شاء الله، فإن التجارب تدلّ على أنّ تلك المحادثات بين الرجل والمرأة، ولا سيما مع وجود نقص لدى المرأة في حياتها العاطفية مع زوجها، تؤدّي إلى نشوء علاقة غير سليمة مع من تتحدّث معه، بالنظر إلى طبيعة الإنسان وضعفه أمام العاطفة والغرائز، ودخول الشيطان الرّجيم في ذلك بوسوسته وإغوائه.
وعلى المؤمن أن يملك التقوى، إضافةً إلى الإرادة، والإنسان الذي يملك الوعي والبصيرة، يستطيع أن ينظر إلى البعيد وإلى عواقب الأمور، ويجنّب نفسه كلّ تلك الأخطاء. والحياة الزوجيّة تمرّ بفترات ركود أو مشاكل أو بعد روحيّ، فعلى الزوجين الواعيين أن يجدّدا حياتهما، ويتقرّبا إلى بعضهما البعض، وأن يفكّرا كيف يكون لهما مع أولادهما حياة عائليّة سعيدة، بإعطاء العاطفة والحنان والاهتمام للآخر وللأولاد. وللأسف، فإنّ الكثير من الأزواج يفتقدون إلى هذا الوعي، أو أنّ أحد الزوجين يملكه والآخر لا، ما يؤدّي إلى خسران سنين من العمر وضياعها، والتأثير في نفسيّة الأولاد وسلوكهم.
فلنتأمّل أكثر، ولنحاسب أنفسنا، ونفكّر في حياتنا، وفيما مضى منها، لنستفيد من أخطاء الماضي، ونخطّط كيف نكمل نحو المستقبل بأفق جديد وروحيّة أفضل، والله تعالى فتح لنا باب الاستغفار والتّوبة وإصلاح الأمور: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: 6].
وقال(ص): "خيركم خيركم لأهله"، ونحن ننصح الزّوج المذكور بالاهتمام بعائلته، وإعطاء المزيد من الوقت لهم، وقد ورد عنه(ص): "لجلوس المرء مع عياله، أحبّ إلى الله من اعتكاف في مسجدي هذا".
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ حسين عبدالله، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 15 آب 2014م.
نوع الاستشارة: اجتماعيّة.