المجيب عن الاستشارة: قسم الاستشارات الاجتماعيّة في موقع بيّنات
استشارة..
تزوّجت منذ سبع سنين، في البداية، كانت العلاقة بيني وبين زوجتي جيّدة، ولكن اليوم تسيطر على علاقتنا الزّوجيّة الرّتابة والبرودة، حيث تفتقر حياتنا إلى حرارة الحبّ ودفء العاطفة. تعاملتُ معها بشتَّى الوسائل؛ من قولٍ معروف، ومُعاشرةٍ حسنة، والتَّرغيبِ والتَّرهيب، والهجر في الفراش، لكن دون فائدة، علماً بأنّ ثمرة هذا الزّواج كان ثلاثة أولاد.
أفكَّر كثيراً في الطّلاق أو الزّواج بأخرى، وأودّ طرح هذين السّؤالين لمساعدتي، وأتمنَّى أن أجدَ حلاًّ عندكم، وجزاكم الله خيراً.
1ـ هل تنصحونني بالاستمرار في هذا الزَّواج الّذي أراه فاشلاً؟
2ـ هل التّفكير في الزّواج الثّاني يعتبر عيباً من النّاحية العرفيَّة ومن وجهة نظر المجتمع؟
وجواب..
إنَّ من أهمِّ الأمور الّتي تجعل الزَّواج ناجحاً، أن يكون هناك مودَّة ورحمة بين الزَّوجين، فهما الأساس في استمرار الزَّواج واستقراره، ومن دونهما، يتعرَّض الزَّواج للاهتزاز، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الرّوم: 21].
وعلى كلٍّ من الزَّوجين أن يسعى لتأمين الجوِّ المناسب لاستمرار العلاقة، وخلق أجواء الألفة والمحبَّة، والتَّواصل مع الآخر بشتّى الطّرق الّتي تقرّبه إليه، وتؤمّن الظّروف النّفسيّة المناسبة لعيش حياة طبيعيّة ومستقرّة.
أمَّا في حال جنح أحد الزّوجين بأنانيّته، وأفرط في الرّتابة وعدم الاهتمام، فإنَّ النّتيجة، لا ريب، لن تكون لصالح العلاقة الزّوجيّة.
وبخصوص ما تفضَّلت بالحديث عنه، أخي الكريم، أحبّ أن ألفت إلى أنّ مسؤوليّة استمرار العلاقة الزّوجيّة تقع على عاتق الطّرفين، فالزّواج وإن كانت بدايته مليئة بالعاطفة وغيرها، إلا أنّ هذه العاطفة مع الوقت قد تأخذ أشكالاً أخرى، وقد تخضع العلاقة الزّوجيّة لضغوط الحياة، سواء كانت ماديّة أو غيرها...
وكذلك، أحبُّ أن ألفت نظرك إلى الأمور التّالية:
أوّلاً: عليك أن تحاول حلَّ خلافاتك مع زوجتك بالّتي هي أحسن، ولو بأساليب جديدة، يمكن أن تؤثِّر فيها أكثر، وأن تسعى ثانياً لإدخال شخص ثقة بينكما، أو مختصّ ليحاول إصلاح حياتكما، ويستمع إلى رأيها عن الموضوع، فلربما كان لها رأي مغاير، وخصوصاً أنَّه كان هناك في البداية مودّة وانسجام، فربما يكون قد تغيّر الاهتمام إلى الأولاد، أو دخلت الحياة الزوجيّة في جوّ الرتابة، فربما يكون الحلّ هو بمحاولة تغيير الأجواء.
ثانياً: إنَّ الإسلام أباح للرَّجل تعدّد الزّوجات، ويبقى من حقِّك الإقدام عليه، على أن تدرس خطوتك جيِّداً قبل ذلك، وخصوصاً أنَّ الزّواج المتعدّد يترتَّب عليه مسؤوليَّات كبيرة، على أن لا يكون الزّواج الثّاني هو الحلّ لمشكلتك مع زوجتك، لأنَّ ذلك قد يزيد المشكلة تعقيداً.
ثالثاً: لا بدّ من النّظر إلى مصلحة الأولاد في أخذ القرار بالانفصال أو عدمه، وإن كان استمرار الحياة بشكلٍ سلبيٍّ بينكما ليس من صالحهم.
ولهذا عليك بالتّفكير مليّاً في هذا الأمر، واستشارة من له خبرة أكثر، حتى لا تقع في النّدم.
نسأل الله ـ جلَّ وعلا ـ أن يربط على قلبك، وأن يرزقك الثّبات والقوّة والقدرة على تجاوز هذه المشكلة، ودعائي لك بالتَّوفيق...