أخشى أن يضعف إيمان ابني في الغرب.. فهل أرسله إلى بلد إسلامي؟

أخشى أن يضعف إيمان ابني في الغرب.. فهل أرسله إلى بلد إسلامي؟

استشارة..

أنا رجل مسلم مغترب، متزوج من سيدة أجنبية، ولديَّ منها ولد يبلغ من العمر 14 عاماً. شرحت لزوجتي أن الدين أمر مهم، وأخبرتها بأنني أرغب في أن أربي ابني على ديني وقيم مجتمعي. ونظراً إلى أنها غير ملتزمة دينياً، فهي تسايرني حفاظاً على علاقتنا فقط، ولا تشاركني هذا الهمّ، ولذلك، أخشى أن يضعف إيمان الصبي، ويعزم على تغيير دينه، علماً أنه يصلي ويتقن اللغة العربية، لأن يدرس في مدرسة عربية إسلامية.

أمتلك من السلطة المالية والمعنوية ما يكفي للتأثير في زوجتي وابني، بيد أنّ القلق لا يزال يساورني حول مصيره في المستقبل، لذا، أفكر في إرساله إلى دولةٍ مسلمة، ليختلط بالمسلمين، ولكنني لم أجد  بعد من يتكفل به هناك، كما أنَّ أوضاع البلاد الإسلامية كالعراق وغيرها، غير مستقرة نسبياً، ولا أستطيع أن أدفعه إلى المجهول. من جهةٍ ثانية، أفكر في الطلاق، لأتخلص من جزء من الأعباء الملقاة على عاتقي في هذا المجال. فهل أطلق زوجتي؟ وهل أرسل ابني إلى بلد إسلامي؟

وجواب..

إننا نتفهَّم المعاناة التي يعيشها الأخ الكريم، وهي متوقعة في غالب الزيجات من نساء غير مسلمات، وهو ما كان يدعونا باستمرار للتحذير منها، والإلحاح على إخواننا بالزواج من المرأة المسلمة المؤمنة الملتزمة العفيفة دون غيرها، لأنه أدعى للانسجام، وأحفظ لإيمان الأولاد والأسرة، وحيث وقع ما وقع، فإننا طبقاً للوقائع المذكورة في نص الاستشارة، لا نجد أن الطلاق سيحل المشكلة، فليس واضحاً أن الزوجة تقوم بدور مباشر وتحريضي لإبعاد الولد عن ساحة الإيمان، وخصوصاً أن الفتى المراهق الذي يعيش في بلاد الغرب، هو عرضة بطبيعته لمؤثرات عديدة قد تضعف إيمانه، فإن فوران الغريزة في فترة المراهقة، ورهافة الحس، وضآلة التجربة، وضعف الإرادة، وقلة الثقافة، وكثرة المغريات، ستكون جميعها سبباً في ضعف الوازع الديني لديه، وانزلاقه في مستنقع الأهواء والمفاسد، وحينئذ سيكون من الصعب التأثير بقوة وفعالية في الفتى، إلا بمعونة الألطاف الإلهية.

أما إرساله إلى الخارج للعيش في معهد داخلي في بلد إسلامي، أو ما  أشبه ذلك، فهو فكرة جيدة، لكننا لا نعلم بوجود مثل هذه المعاهد لمن هو في سنه، وخصوصاً أنه سيكون بعيداً عن أهله الذين ما يزال بحاجة إلى رعايتهم وتوجيههم، حيث يخشى أن يصادق من لا يحسن مصادقته، دون أن يجد من ينصحه ويسدده، فنكون قد وقعنا في ما هربنا منه.

لذا، لا أجد حلاً لهذه المشكلة إلا إبقاء الوضع على ما هو عليه، واستمرارك باحتضان ولدك ومصادقته والتواجد دائماً إلى جانبه، واعتماد الأسلوب الحكيم في توجيهه وإرشاده، فإن كان لا بد من نقله إلى جو أفضل دينياً، فلتنتقلوا جميعاً معه إلى بلد آخر تجدونه مناسباً لكم، بمن في ذلك والدته، في ظل التشديد على ضرورة عدم طلاقها، حيث يخشى لو طلقتها أن يشعر الولد بأنها مظلومة، وأن يتأثر سلباً بذلك، فيتمرد عليك وعلى دينه، ويميل إلى العيش مع والدته وإلى التعاطف معها وتقبل دينها.

***

مرسل الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 7 تشرين الثاني 2013م.

نوع الاستشارة: اجتماعية.

استشارة..

أنا رجل مسلم مغترب، متزوج من سيدة أجنبية، ولديَّ منها ولد يبلغ من العمر 14 عاماً. شرحت لزوجتي أن الدين أمر مهم، وأخبرتها بأنني أرغب في أن أربي ابني على ديني وقيم مجتمعي. ونظراً إلى أنها غير ملتزمة دينياً، فهي تسايرني حفاظاً على علاقتنا فقط، ولا تشاركني هذا الهمّ، ولذلك، أخشى أن يضعف إيمان الصبي، ويعزم على تغيير دينه، علماً أنه يصلي ويتقن اللغة العربية، لأن يدرس في مدرسة عربية إسلامية.

أمتلك من السلطة المالية والمعنوية ما يكفي للتأثير في زوجتي وابني، بيد أنّ القلق لا يزال يساورني حول مصيره في المستقبل، لذا، أفكر في إرساله إلى دولةٍ مسلمة، ليختلط بالمسلمين، ولكنني لم أجد  بعد من يتكفل به هناك، كما أنَّ أوضاع البلاد الإسلامية كالعراق وغيرها، غير مستقرة نسبياً، ولا أستطيع أن أدفعه إلى المجهول. من جهةٍ ثانية، أفكر في الطلاق، لأتخلص من جزء من الأعباء الملقاة على عاتقي في هذا المجال. فهل أطلق زوجتي؟ وهل أرسل ابني إلى بلد إسلامي؟

وجواب..

إننا نتفهَّم المعاناة التي يعيشها الأخ الكريم، وهي متوقعة في غالب الزيجات من نساء غير مسلمات، وهو ما كان يدعونا باستمرار للتحذير منها، والإلحاح على إخواننا بالزواج من المرأة المسلمة المؤمنة الملتزمة العفيفة دون غيرها، لأنه أدعى للانسجام، وأحفظ لإيمان الأولاد والأسرة، وحيث وقع ما وقع، فإننا طبقاً للوقائع المذكورة في نص الاستشارة، لا نجد أن الطلاق سيحل المشكلة، فليس واضحاً أن الزوجة تقوم بدور مباشر وتحريضي لإبعاد الولد عن ساحة الإيمان، وخصوصاً أن الفتى المراهق الذي يعيش في بلاد الغرب، هو عرضة بطبيعته لمؤثرات عديدة قد تضعف إيمانه، فإن فوران الغريزة في فترة المراهقة، ورهافة الحس، وضآلة التجربة، وضعف الإرادة، وقلة الثقافة، وكثرة المغريات، ستكون جميعها سبباً في ضعف الوازع الديني لديه، وانزلاقه في مستنقع الأهواء والمفاسد، وحينئذ سيكون من الصعب التأثير بقوة وفعالية في الفتى، إلا بمعونة الألطاف الإلهية.

أما إرساله إلى الخارج للعيش في معهد داخلي في بلد إسلامي، أو ما  أشبه ذلك، فهو فكرة جيدة، لكننا لا نعلم بوجود مثل هذه المعاهد لمن هو في سنه، وخصوصاً أنه سيكون بعيداً عن أهله الذين ما يزال بحاجة إلى رعايتهم وتوجيههم، حيث يخشى أن يصادق من لا يحسن مصادقته، دون أن يجد من ينصحه ويسدده، فنكون قد وقعنا في ما هربنا منه.

لذا، لا أجد حلاً لهذه المشكلة إلا إبقاء الوضع على ما هو عليه، واستمرارك باحتضان ولدك ومصادقته والتواجد دائماً إلى جانبه، واعتماد الأسلوب الحكيم في توجيهه وإرشاده، فإن كان لا بد من نقله إلى جو أفضل دينياً، فلتنتقلوا جميعاً معه إلى بلد آخر تجدونه مناسباً لكم، بمن في ذلك والدته، في ظل التشديد على ضرورة عدم طلاقها، حيث يخشى لو طلقتها أن يشعر الولد بأنها مظلومة، وأن يتأثر سلباً بذلك، فيتمرد عليك وعلى دينه، ويميل إلى العيش مع والدته وإلى التعاطف معها وتقبل دينها.

***

مرسل الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 7 تشرين الثاني 2013م.

نوع الاستشارة: اجتماعية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية