استشارة..
أرغب في الزواج لتحصين نفسي من المغريات، ولكن وضعي المادي لا يسمح بذلك إطلاقاً، وأخاف الوقوع في المحرمات، فماذا أفعل؟
وجواب..
أخي الفاضل، أقدر معاناتك، وأقدم لك ثلاثة حلول:
الحل الأول، وربما يكون الوحيد أو الأخير، هو التحلي بقوة الإرادة، والعض على الجراح، وقهر الرغبة، والتعالي عليها، والتعفف عنها، وهو أمر الله تعالى في الآية الكريمة: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}[النور: 33]، وبرغم صعوبته، فإنه مقدور عليه، ولا سيَّما إذا تجنبت المغريات، وأبرزها الاختلاط المثير للشهوة، وانصرفت إلى الأمور الجادة، وملأت أوقات فراغك بالنافع من الأعمال، وتجنبت الوحدة، والتزمت الصوم، وعليك خلال ذلك، أن تنشط في أي عمل منتج، وتدخر قرشاً فوق قرش، إلى أن تؤمن تكاليف الزواج، ومن المؤكد أن الله تعالى سوف ينظر إليك بعين اللطف والرحمة، ويجعل لك من أمره فرجاً ومخرجاً، ومن عسرك يسراً.
الحل الثاني: الزواج المؤقت، وهو زواج مشروع في مذهبنا، ومقبول في مجتمعنا، ولكنه يحتاج إلى سعي للتعرف إلى المرأة المناسبة التي تقبل به زوجاً، حيث إننا ننصح الشاب وكذا المرأة، بأن يقتصر كل منهما على صاحبه، ولا يجعل ذلك مدعاة للتزوج في كل مرة من امرأة أخرى، كما أننا ننصح المرأة على وجه الخصوص، بأن تقتصر على رجل واحد، فإن ذلك أدعى للاطمئنان النفسي، وأفضل لصحتها الجسدية.
ورغم مشروعية هذا الزواج الدينية ومقبوليته الاجتماعية، فإنه ليس يسيراً ولا متاحاً، كما أن الكثير من الشباب لا يتسنى لهم فعل ذلك، إما لقلة اختلاطهم بالناس أو لخجلهم وحيائهم، أو لعدم وجود مكان مناسب يقضون فيه وطرهم. وكيفما كان الأمر، فهو حل لبعض الناس الذين يعانون ظروفاً صعبة تمنعهم من الزواج الدائم.
الحل الثالث: أن يوفق الشاب إلى اختيار الفتاة المؤمنة العفيفة العاملة، أو المقتدرة مالياً، والتي ترغب طوعاً في مد يد العون إليه، وضم مالها إلى ماله، فيتعاونان على تأمين متطلبات الزواج، بل إننا نلاحظ أن قيام أهل الفتاة بمساعدة الخاطب هو من العادات الاجتماعية الواجبة في بعض البلاد، والظاهر أن شيوع ذلك، ربما كان بسبب فقر أهل تلك البلاد، وصعوبة قيام الرجل وحده بتكاليف الزواج، فيسّروا بذلك زواج أبنائهم وبناتهم.
ومن جهة أخرى، فإنّ الأهل عادة يساعدون ولدهم في هذا الأمر، وقد يتعاون الوالدان والإخوة على ذلك، وهو أمر ضروري في مثل الحالة التي نعالجها.
وأختم حديثي معك بالدعاء إلى الله تعالى، بأن ييسر لك أمر زواجك، وأن يوفّقك وجميع المؤمنين لصالح الأعمال، إنه سميع مجيب.
***
مرسل الاستشارة: ح.
المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 31 تشرين الأول 2013م.
نوع الاستشارة: اجتماعية.
استشارة..
أرغب في الزواج لتحصين نفسي من المغريات، ولكن وضعي المادي لا يسمح بذلك إطلاقاً، وأخاف الوقوع في المحرمات، فماذا أفعل؟
وجواب..
أخي الفاضل، أقدر معاناتك، وأقدم لك ثلاثة حلول:
الحل الأول، وربما يكون الوحيد أو الأخير، هو التحلي بقوة الإرادة، والعض على الجراح، وقهر الرغبة، والتعالي عليها، والتعفف عنها، وهو أمر الله تعالى في الآية الكريمة: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}[النور: 33]، وبرغم صعوبته، فإنه مقدور عليه، ولا سيَّما إذا تجنبت المغريات، وأبرزها الاختلاط المثير للشهوة، وانصرفت إلى الأمور الجادة، وملأت أوقات فراغك بالنافع من الأعمال، وتجنبت الوحدة، والتزمت الصوم، وعليك خلال ذلك، أن تنشط في أي عمل منتج، وتدخر قرشاً فوق قرش، إلى أن تؤمن تكاليف الزواج، ومن المؤكد أن الله تعالى سوف ينظر إليك بعين اللطف والرحمة، ويجعل لك من أمره فرجاً ومخرجاً، ومن عسرك يسراً.
الحل الثاني: الزواج المؤقت، وهو زواج مشروع في مذهبنا، ومقبول في مجتمعنا، ولكنه يحتاج إلى سعي للتعرف إلى المرأة المناسبة التي تقبل به زوجاً، حيث إننا ننصح الشاب وكذا المرأة، بأن يقتصر كل منهما على صاحبه، ولا يجعل ذلك مدعاة للتزوج في كل مرة من امرأة أخرى، كما أننا ننصح المرأة على وجه الخصوص، بأن تقتصر على رجل واحد، فإن ذلك أدعى للاطمئنان النفسي، وأفضل لصحتها الجسدية.
ورغم مشروعية هذا الزواج الدينية ومقبوليته الاجتماعية، فإنه ليس يسيراً ولا متاحاً، كما أن الكثير من الشباب لا يتسنى لهم فعل ذلك، إما لقلة اختلاطهم بالناس أو لخجلهم وحيائهم، أو لعدم وجود مكان مناسب يقضون فيه وطرهم. وكيفما كان الأمر، فهو حل لبعض الناس الذين يعانون ظروفاً صعبة تمنعهم من الزواج الدائم.
الحل الثالث: أن يوفق الشاب إلى اختيار الفتاة المؤمنة العفيفة العاملة، أو المقتدرة مالياً، والتي ترغب طوعاً في مد يد العون إليه، وضم مالها إلى ماله، فيتعاونان على تأمين متطلبات الزواج، بل إننا نلاحظ أن قيام أهل الفتاة بمساعدة الخاطب هو من العادات الاجتماعية الواجبة في بعض البلاد، والظاهر أن شيوع ذلك، ربما كان بسبب فقر أهل تلك البلاد، وصعوبة قيام الرجل وحده بتكاليف الزواج، فيسّروا بذلك زواج أبنائهم وبناتهم.
ومن جهة أخرى، فإنّ الأهل عادة يساعدون ولدهم في هذا الأمر، وقد يتعاون الوالدان والإخوة على ذلك، وهو أمر ضروري في مثل الحالة التي نعالجها.
وأختم حديثي معك بالدعاء إلى الله تعالى، بأن ييسر لك أمر زواجك، وأن يوفّقك وجميع المؤمنين لصالح الأعمال، إنه سميع مجيب.
***
مرسل الاستشارة: ح.
المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 31 تشرين الأول 2013م.
نوع الاستشارة: اجتماعية.