تراكمت الديون عليه ففقد توازنه.. كيف أساعده ليخرج من أزمته؟

تراكمت الديون عليه ففقد توازنه.. كيف أساعده ليخرج من أزمته؟

استشارة..

أشعر بأن المسافة بيني وبين زوجي تزيد يوماً بعد يوم، نتيجة التفاوت الاجتماعي بيننا، فقد نشأ في بيئة بسيطة، وتربى في كنف والدين أميّين، وفي ظلِّ وضعٍ ماديٍّ صعب، على عكسي تماماً.

مشكلتي أن زوجي لا يرضى بوضعه الذي قدّره الله له، فهو لا يشعر بالسعادة مهما أنعم الله عليه، ولا يفكر إلا في المال، وكيفية تحصيله بطريقة سريعة، ففقد جراء ذلك تركيزه، وبات يغضب لأتفه الأسباب، ويتصرف بطريقة غير لائقة معي ومع الآخرين، علماً أنه رجل متدين.

هذه التصرفات ظهرت عليه بعد أن ساعده والدي في الحصول على وظيفة خارج البلاد، ظناً منه بأن ذلك سيحسن وضعه المادي، بيد أنه غرق في الديون، وصار يتهمني بأنني السبب في ذلك، وأنه يسعى لتأمين حياة مرفهة لي، رغم أنني لا أطالبه إلا بالاحترام والمحبة.

ومن جهةٍ ثانية، أشعر بأنه يفضّل أهله على أسرته، إذ يلبي كلّ مطالبهم، ويرغب في تحسين وضعهم المادي، ما يدفعني إلى البحث عن عمل، لتأمين مستقبلي ومستقبل أولادي. كيف أعالج هذه المشكلة؟ وما هو السبيل لأصلح زوجي وأعيش حياةً مستقرة؟

وجواب..

إنَّ القناعة كنز لا يفنى، وأرجو منك أن لا تبالغي في وصف حال زوجك، فلا مانع من أن يعمل الإنسان لتحسين وضعه المالي، على أن يكون ذلك وفق مخطط مدروس ومضمون، ويبدو أن زوجك فقد التوازن، وهو الآن لا يدري ماذا يفعل، أو أنه لا يخطط للوصول إلى حياة أفضل من الناحية المادية، في الوقت الذي عليه أن يكون أكثر هدوءاً، ما دام ملتزماً دينياً، فهذا أمر يجب أن يساعده على الهدوء والاطمئنان، ويجب عليه أن يوازن بين عائلته وأسرته.

وإذا كان حال عائلته سيئاً من الناحية المادية، فلا يجب عليه أن يرهق نفسه ويحمّلها أكثر من طاقتها في سبيل تحسين وضعهم المالي، ولا يجوز أن يكون ذلك على حساب أسرته وأولاده، فليهتموا هم بتحسين وضعهم المالي، لأنه لا يجوز لهم أن يرهقوا ولدهم بطلباتهم المالية وتأمين حاجياتهم.

ويجب على زوجك أن يعلم أنه مكلّف شرعاً بتأمين حاجات أسرته المادية والمالية، وهو غير مكلف شرعاً بذلك تجاه أهله.

وعلى زوجك أن يهدأ قليلاً، وأن يجلس مع نفسه، ويفكّر، ويلتفت إلى ما صار إليه حاله، وإذا كان يفترض أنه يفعل ما يفعله، حتى تعيشي حياة كريمة كما كنت عند أهلك، فعليك أن تكوني صريحة وصادقة معه، فأنا أخشى أنك تتأففين من وضعك المادي الجديد الذي يختلف عما كان عليه في بيت أهلك.

ولا مانع من طلب المساعدة من أحد ممن تثقون بحكمته ورجاحة عقله، لكي يجلس مع زوجك ويساعده على الخروج من هذا المأزق. والله تعالى هو المستعان.

***

مرسلة الاستشارة:

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 8 تشرين الثاني 2013م.

نوع الاستشارة: دينية.

استشارة..

أشعر بأن المسافة بيني وبين زوجي تزيد يوماً بعد يوم، نتيجة التفاوت الاجتماعي بيننا، فقد نشأ في بيئة بسيطة، وتربى في كنف والدين أميّين، وفي ظلِّ وضعٍ ماديٍّ صعب، على عكسي تماماً.

مشكلتي أن زوجي لا يرضى بوضعه الذي قدّره الله له، فهو لا يشعر بالسعادة مهما أنعم الله عليه، ولا يفكر إلا في المال، وكيفية تحصيله بطريقة سريعة، ففقد جراء ذلك تركيزه، وبات يغضب لأتفه الأسباب، ويتصرف بطريقة غير لائقة معي ومع الآخرين، علماً أنه رجل متدين.

هذه التصرفات ظهرت عليه بعد أن ساعده والدي في الحصول على وظيفة خارج البلاد، ظناً منه بأن ذلك سيحسن وضعه المادي، بيد أنه غرق في الديون، وصار يتهمني بأنني السبب في ذلك، وأنه يسعى لتأمين حياة مرفهة لي، رغم أنني لا أطالبه إلا بالاحترام والمحبة.

ومن جهةٍ ثانية، أشعر بأنه يفضّل أهله على أسرته، إذ يلبي كلّ مطالبهم، ويرغب في تحسين وضعهم المادي، ما يدفعني إلى البحث عن عمل، لتأمين مستقبلي ومستقبل أولادي. كيف أعالج هذه المشكلة؟ وما هو السبيل لأصلح زوجي وأعيش حياةً مستقرة؟

وجواب..

إنَّ القناعة كنز لا يفنى، وأرجو منك أن لا تبالغي في وصف حال زوجك، فلا مانع من أن يعمل الإنسان لتحسين وضعه المالي، على أن يكون ذلك وفق مخطط مدروس ومضمون، ويبدو أن زوجك فقد التوازن، وهو الآن لا يدري ماذا يفعل، أو أنه لا يخطط للوصول إلى حياة أفضل من الناحية المادية، في الوقت الذي عليه أن يكون أكثر هدوءاً، ما دام ملتزماً دينياً، فهذا أمر يجب أن يساعده على الهدوء والاطمئنان، ويجب عليه أن يوازن بين عائلته وأسرته.

وإذا كان حال عائلته سيئاً من الناحية المادية، فلا يجب عليه أن يرهق نفسه ويحمّلها أكثر من طاقتها في سبيل تحسين وضعهم المالي، ولا يجوز أن يكون ذلك على حساب أسرته وأولاده، فليهتموا هم بتحسين وضعهم المالي، لأنه لا يجوز لهم أن يرهقوا ولدهم بطلباتهم المالية وتأمين حاجياتهم.

ويجب على زوجك أن يعلم أنه مكلّف شرعاً بتأمين حاجات أسرته المادية والمالية، وهو غير مكلف شرعاً بذلك تجاه أهله.

وعلى زوجك أن يهدأ قليلاً، وأن يجلس مع نفسه، ويفكّر، ويلتفت إلى ما صار إليه حاله، وإذا كان يفترض أنه يفعل ما يفعله، حتى تعيشي حياة كريمة كما كنت عند أهلك، فعليك أن تكوني صريحة وصادقة معه، فأنا أخشى أنك تتأففين من وضعك المادي الجديد الذي يختلف عما كان عليه في بيت أهلك.

ولا مانع من طلب المساعدة من أحد ممن تثقون بحكمته ورجاحة عقله، لكي يجلس مع زوجك ويساعده على الخروج من هذا المأزق. والله تعالى هو المستعان.

***

مرسلة الاستشارة:

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 8 تشرين الثاني 2013م.

نوع الاستشارة: دينية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية