استشارة..
أعجبت بشابٍّ وتعلّقت به، فتراجع مستواي الدراسي لشدة تفكيري فيه، وعندما صارحته بحقيقة مشاعري، لم يبد أيّ اهتمام، فبعثت إليه رسائل عبرت فيها عما أكنّه له من حبّ، ولكنه لم يتجاوب معي، وأصر على أن نبقى صديقين، فتشاجرت معه.
مر على صداقتنا ثلاثة أعوام، حاولت خلالها التقرب منه، فكان يصدني دوماً، ويوضح لي أننا أصدقاء فحسب، وقد أخبرني أنه سيرتبط بقريبته عما قريب. فكيف أنساه؟ وما حكم الصداقة بين الشاب والفتاة؟
وجواب..
لا يرضى الله تعالى للفتاة المؤمنة أن تذل نفسها بهذه الطريقة. قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: 8]، ومجرد حبك له لا يبرر امتهانك لنفسك بهذه الطريقة، وقيامك بمراسلته والتعبير له عن حبك، والأصعب أنك استمريت بمراسلته رغم رفضه لك وعدم مبالاته بك، وأنك حاولت فرض نفسك عليه، وحمله على حبك والاهتمام بك، وتشاجرت معه لأنه لم يتجاوب معك!
إنه أمر غريب وتصرف ساذج ومرفوض، بل هو ذل ما بعده ذل، وأعجب من هذا كله، إصرارك على مصادقته، بل ومحبته، رغم أنه مقبل على الزواج من امرأة أخرى.
من المؤكد أنه لا يحرم قيام صداقة بين الرجل والمرأة، ولكنني أفضّل لك أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب، وليكن القطع تدريجياً، لأني أظن أنه محرج في علاقته بك، ومشفق عليك، وربما يود إنهاء هذه العلاقة، لكنه لم يفعل مراعاة لشعورك. إنني أرى في استمرار التواصل معه مزيداً من التذلّل له، فيما عليك رد الاعتبار لنفسك وتناسيه، وبناء حياتك بعيداً عنه، والعزم على السير في طريق المستقبل بعزة وكرامة.
وفي الختام، أنصحك بأن لا تنشئي صداقة مع رجل آخر غيره، إلا لضرورات الزمالة في الدراسة، وبقدر ما تقتضيه الضرورة، وليكن لك في هذه التجربة عبرة، وهي أن لا تفرطي في حب أحد، زوجاً كان أو ولداً أو صديقة أو قريباً، وليكن الحب معتدلاً وعقلانياً دائماً، وبما يوافق مبدأ الاعتدال الوارد في قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}[الحديد: 23].
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 13 تشرين الثاني 2013م.
نوع الاستشارة: اجتماعية.
استشارة..
أعجبت بشابٍّ وتعلّقت به، فتراجع مستواي الدراسي لشدة تفكيري فيه، وعندما صارحته بحقيقة مشاعري، لم يبد أيّ اهتمام، فبعثت إليه رسائل عبرت فيها عما أكنّه له من حبّ، ولكنه لم يتجاوب معي، وأصر على أن نبقى صديقين، فتشاجرت معه.
مر على صداقتنا ثلاثة أعوام، حاولت خلالها التقرب منه، فكان يصدني دوماً، ويوضح لي أننا أصدقاء فحسب، وقد أخبرني أنه سيرتبط بقريبته عما قريب. فكيف أنساه؟ وما حكم الصداقة بين الشاب والفتاة؟
وجواب..
لا يرضى الله تعالى للفتاة المؤمنة أن تذل نفسها بهذه الطريقة. قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: 8]، ومجرد حبك له لا يبرر امتهانك لنفسك بهذه الطريقة، وقيامك بمراسلته والتعبير له عن حبك، والأصعب أنك استمريت بمراسلته رغم رفضه لك وعدم مبالاته بك، وأنك حاولت فرض نفسك عليه، وحمله على حبك والاهتمام بك، وتشاجرت معه لأنه لم يتجاوب معك!
إنه أمر غريب وتصرف ساذج ومرفوض، بل هو ذل ما بعده ذل، وأعجب من هذا كله، إصرارك على مصادقته، بل ومحبته، رغم أنه مقبل على الزواج من امرأة أخرى.
من المؤكد أنه لا يحرم قيام صداقة بين الرجل والمرأة، ولكنني أفضّل لك أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب، وليكن القطع تدريجياً، لأني أظن أنه محرج في علاقته بك، ومشفق عليك، وربما يود إنهاء هذه العلاقة، لكنه لم يفعل مراعاة لشعورك. إنني أرى في استمرار التواصل معه مزيداً من التذلّل له، فيما عليك رد الاعتبار لنفسك وتناسيه، وبناء حياتك بعيداً عنه، والعزم على السير في طريق المستقبل بعزة وكرامة.
وفي الختام، أنصحك بأن لا تنشئي صداقة مع رجل آخر غيره، إلا لضرورات الزمالة في الدراسة، وبقدر ما تقتضيه الضرورة، وليكن لك في هذه التجربة عبرة، وهي أن لا تفرطي في حب أحد، زوجاً كان أو ولداً أو صديقة أو قريباً، وليكن الحب معتدلاً وعقلانياً دائماً، وبما يوافق مبدأ الاعتدال الوارد في قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}[الحديد: 23].
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 13 تشرين الثاني 2013م.
نوع الاستشارة: اجتماعية.