س: لديّ مشكلة تؤرقني إلى درجة أنها تكاد تأخذني إلى الكفر بكلّ شيء، والعياد بالله.
فأنا، وبشكل دائم، أستيقظ في اللّيل على كوابيس تكاد تخنقني، وذلك عنما أتذكّر القبر وما صوِّر لنا من أهواله، ولا أدري إن كان تصوير معظم المشايخ والخطباء صحيحاً عن أهوال القبر ورجوع الرّوح إلى الميت. لذلك أرجو من جنابكم الردّ على هذه الأسئلة المحدَّدة، علها تنهي مشكلتي وتريحني:
1- هل صحيح أنّ روح الميت ترجع إلى جسده في القبر؟
2- إن كان الأمر صحيحاً، فأستغفر الله عزّ وجلّ من القول بأن الله الرحيم وأصل الرحمة، يخنق عباده كلّهم وهم أحياء في قبر مظلم، لو شعرنا نحن البشر بأن هناك فأراً مدفوناً حيّاً لمتنا حزناً عليه، فكيف بربّ العباد وهو أرحم الراحمين، يعيد الروح إلى الميت في قبره ليكتشف أنه مخنوق في هذه الحفرة!
ج: لا ترجع الرّوح إلى الجسد في القبر، بل تكون في نشأة أخرى برزخيّة، ويحاسب الإنسان حساب القبر كما ورد، ويكون قبر المؤمن روضة من رياض الجنّة، وقبر الكافر حفرة من حفر النيران {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، وعليك التّفكير في رحمة الله التي وسعت كلّ شيء، ولطفه بعباده، وليس كما يصوّره لك بعض الناس.