ولادته ونسبه:
ولد الإمام الحسن(ع) ليلة 15 رمضان من السّنة الثّالثة للهجرة، في المدينة
المنوّرة، وهو الولد الأكبر لوالديه، وكانت تسميته من قبل جدّه الرّسول(ص).
كنيته: "أبو محمّد". ومن ألقابه: المجتبى، الزكيّ، والسّبط، والزّاهد،
وغيرها.
والده: الإمام عليّ بن أبي طالب(ع). والدته: السيّدة فاطمة الزّهراء(ع).
جدّه لأمّه: رسول الله محمّد(ص). جدّته لأمّه: السيّدة خديجة بنت خويلد(رض).
جدّه لأبيه: أبو طالب بن عبد المطّلب. جدّته لأبيه: فاطمة بنت أسد.
أخوته: من أمّه فاطمة الزّهراء(ع): الإمام الحسين(ع) الّذي استشهد في
كربلاء، والسيّدة زينب(ع)، وأمّ كلثوم.
وله أخوة آخرون من أبيه الإمام عليّ(ع)، أشهرهم العبّاس(ع)، ومحمد ابن
الحنفية.
زواجه وأولاده:
روَّج البعض، افتراءً، على الإمام الحسن(ع) بأنّه كان مزواجًا مطلاقًا، وهو
ما نفته مصادر المسلمين الشّيعة، واضعةً هذه الافتراءات في باب تشويه سمعة
الإمام أمام الرّأي العام الإسلاميّ، وخصوصاً من قبل معاوية والحكم الأمويّ،
مفنّدةً ذلك بالدّلائل والحجج.
أمّا زوجاته فهنّ: خوله بنت منظور الفرازي. أمّ بشير بنت عقبة بن عمر
الخزرجي. أمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمية. حفصة حفيدة أبي بكر.
هند بنت سهيل بن عمرو.
وأمّا أولاده، فكانوا خمسة عشر ولدًا ذكرًا وأنثى، بحسب ما جاء عن المفيد ،
وذهب البعض إلى أنَّ العدد أقلّ من ذلك. أمّا العقب منهم، فكان فقط للحسن
المثنى وزيد.
عصمته وأخلاقه:
هو واحد من أهل الكساء المعصومين، الّذين نزلت فيهم الآية: {إِنَّمَا
يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}.
وقد تميّز(ع) بأخلاقه الإيمانيّة العالية، وبحلمه، وتواضعه، ولا سيّما مع
الفقراء، ولطالما عبّر الرّسول(ص) عن حبّه الدّائم له، وكان يقول: "اللّهم
إنّي أحبّه فأحبّه" .
الإمامة والصلح مع معاوية:
بويع(ع) بالخلافة بعد وفاة أبيه، في أواخر سنة أربعين للهجرة، وكان في
السابعة والثّلاثين من عمره، إلّا أنّ حكمه لم يستمرّ أكثر من بضعة أشهر،
بعد أن أخذ معاوية بن أبي سفيان البيعة لنفسه في الشّام، وكاد يدخل في حرب
مع الإمام، ولكنّ الإمام(ع)، وحرصًا على الإسلام والمسلمين، ونتيجة بيئة لم
تكن مؤهّلة أبدًا للمواجهة، اختار الصّلح مع معاوية، وذلك في العام 41
للهجرة، على أن يعود الحكم بعده للإمام الحسن(ع)، ومن بعده للإمام الحسين(ع)،
غير أنّ معاوية نقض بنود الصّلح.
وفاته ومدّة إمامته:
بعد الصّلح، غادر الإمام الحسن(ع) الكوفة إلى المدينة. وبعد عشر سنوات، وفي
7 صفر سنة 50 هـ، مضى شهيدًا، بعد أن دسَّت إحدى زوجاته السمّ له بتخطيطٍ
من معاوية، وكان في السّابعة والأربعين من عمره، قضى منها سبع سنوات مع
جدّه الرّسول(ص)، وثلاثين سنة مع أبيه، وعشر سنوات إمامًا للمسلمين.
وقد دفن في البقيع في المدينة المنوّرة، عند جدّته فاطمة بنت أسد، بعد أن
مُنِع الحسين(ع) من دفنه في جوار جدّه الرّسول(ص).