استشارة..
مشكلتي الّتي أعانيها منذ زمنٍ طويل هي حالي أثناء الصَّلاة، فأحياناً يشرد ذهني، فهل يؤثّر ذلك في صحَّة صلاتي؟ وماذا أفعل حتّى أخشع أثناء أدائها؟
وجواب..
تصحّ الصَّلاة مع الإتيان بها بتمام أجزائها وشرائطها، ولكنَّ شرود الذِّهن، وعدم التركيز، يؤثّران في الحصول على تمام ثوابها، فيقبل منها ما أقبل عليه المصلّي بقلبه، وكان حاضر الذّهن فيه.
وعلى المصلّي أن يحاول التركيز على معاني الصَّلاة في أفعالها وأذكارها، ليعيش هذه المعاني بين يدي الله سبحانه، وأن يستغّل هذا الوقت الّذي يقف فيه بين يديه، ليتوجَّه إليه بالمناجاة والشّعور بالعبوديَّة والخضوع والخشوع، فيحمده على نعمه ويسبِّحه، لينزّهه عن كلّ نقص، ويكبّره ليشعر بعظمته، ويوحِّده ليقرَّ لربّه بالوحدانيّة، ويشهد للنّبيّ(ص) بالرِّسالة، ويذكر يوم الدّين يوم الحساب، ويطلب من الله حاجاته، ويشعر بالافتقار في كلِّ شيء إليه تعالى، ويتلو آيات القرآن الكريم بكلّ معانيها العميقة والمؤثّرة، والّتي تشكّل النّور والهدى للإنسان، وإذا ركع، يستشعر الخضوع بين يدي الله سبحانه، وإذا سجد، يستشعر الخضوع والتذلّل بأقصى معانيه، لأنَّ السّجود يعبّر عن ذلك، وأقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد، والطَّهارة حال الصَّلاة، ليتأهَّل للوقوف بين يدي الله، وليرمز ذلك إلى إصلاح نفسه وتطهير باطنه، والتوجّه إلى القبلة، ليعبِّر بذلك عن أنَّه يسلك صراط الله المستقيم، ولا يتّبع السّبل فتنحرف به عن سبيله، بل يتوجّه إلى معبودٍ واحد، ويطيع ربّاً واحداً لا شريك له.
وهكذا، تكون الصَّلاة معراج المؤمن إلى الله، وقربانه إليه. وفي الحديث، إذا صلّيت، فصلّ صلاة مودِّع، وليعتبر المصلّي أنَّ هذه آخر صلاة له، وأنَّه وصل إلى نهاية المطاف في حياته، فهل يبقى على اهتماماته الدّنيويّة، أو لا تعود الحياة الدّنيا تعنيه بشيء؟ فلنعتبر كلَّ صلاتنا كذلك، وأنَّنا سنلاقي الله تعالى بعدها، فنحرص فيها على الاستغفار من الذّنوب، حتى لا ننظر نظر النّادمين إلى ما فرّطنا في ماضي أمرنا، ونتمنَّى لو أنّنا استغلّينا كلّ أوقاتنا فيما ينفع، وأنّنا تزوَّدنا لآخرتنا بأقصى ما يمكننا.
وهذه الفرائض، من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجّ، هي زادنا إلى الله، وهي ما سيثقل ميزاننا يوم توزن الأعمال، إضافةً إلى الاستقامة والتَّقوى وسائر الأعمال الصَّالحة.
وفي الحديث القدسيّ: "يا أحمد، عجبت من ثلاثة عبيد: عبد دخل في الصَّلاة، وهو يعلم إلى من يرفع يديه وقدّام من هو، وهو ينعس، وعجبت من عبدٍ له قوت يومٍ من الحشيش أو غيره، وهو يهتمّ لغدٍ، وعجبت من عبدٍ لا يدري أنّي راضٍ عنه أم ساخط عليه، وهو يضحك".
وقال رسول الله(ص): "اعمل بفرائض الله، تكن أتقى النَّاس". قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون: 1- 2].
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ حسين عبدالله، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 6 شباط 2015م.
نوع الاستشارة: دينيَّة.
استشارة..
مشكلتي الّتي أعانيها منذ زمنٍ طويل هي حالي أثناء الصَّلاة، فأحياناً يشرد ذهني، فهل يؤثّر ذلك في صحَّة صلاتي؟ وماذا أفعل حتّى أخشع أثناء أدائها؟
وجواب..
تصحّ الصَّلاة مع الإتيان بها بتمام أجزائها وشرائطها، ولكنَّ شرود الذِّهن، وعدم التركيز، يؤثّران في الحصول على تمام ثوابها، فيقبل منها ما أقبل عليه المصلّي بقلبه، وكان حاضر الذّهن فيه.
وعلى المصلّي أن يحاول التركيز على معاني الصَّلاة في أفعالها وأذكارها، ليعيش هذه المعاني بين يدي الله سبحانه، وأن يستغّل هذا الوقت الّذي يقف فيه بين يديه، ليتوجَّه إليه بالمناجاة والشّعور بالعبوديَّة والخضوع والخشوع، فيحمده على نعمه ويسبِّحه، لينزّهه عن كلّ نقص، ويكبّره ليشعر بعظمته، ويوحِّده ليقرَّ لربّه بالوحدانيّة، ويشهد للنّبيّ(ص) بالرِّسالة، ويذكر يوم الدّين يوم الحساب، ويطلب من الله حاجاته، ويشعر بالافتقار في كلِّ شيء إليه تعالى، ويتلو آيات القرآن الكريم بكلّ معانيها العميقة والمؤثّرة، والّتي تشكّل النّور والهدى للإنسان، وإذا ركع، يستشعر الخضوع بين يدي الله سبحانه، وإذا سجد، يستشعر الخضوع والتذلّل بأقصى معانيه، لأنَّ السّجود يعبّر عن ذلك، وأقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد، والطَّهارة حال الصَّلاة، ليتأهَّل للوقوف بين يدي الله، وليرمز ذلك إلى إصلاح نفسه وتطهير باطنه، والتوجّه إلى القبلة، ليعبِّر بذلك عن أنَّه يسلك صراط الله المستقيم، ولا يتّبع السّبل فتنحرف به عن سبيله، بل يتوجّه إلى معبودٍ واحد، ويطيع ربّاً واحداً لا شريك له.
وهكذا، تكون الصَّلاة معراج المؤمن إلى الله، وقربانه إليه. وفي الحديث، إذا صلّيت، فصلّ صلاة مودِّع، وليعتبر المصلّي أنَّ هذه آخر صلاة له، وأنَّه وصل إلى نهاية المطاف في حياته، فهل يبقى على اهتماماته الدّنيويّة، أو لا تعود الحياة الدّنيا تعنيه بشيء؟ فلنعتبر كلَّ صلاتنا كذلك، وأنَّنا سنلاقي الله تعالى بعدها، فنحرص فيها على الاستغفار من الذّنوب، حتى لا ننظر نظر النّادمين إلى ما فرّطنا في ماضي أمرنا، ونتمنَّى لو أنّنا استغلّينا كلّ أوقاتنا فيما ينفع، وأنّنا تزوَّدنا لآخرتنا بأقصى ما يمكننا.
وهذه الفرائض، من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجّ، هي زادنا إلى الله، وهي ما سيثقل ميزاننا يوم توزن الأعمال، إضافةً إلى الاستقامة والتَّقوى وسائر الأعمال الصَّالحة.
وفي الحديث القدسيّ: "يا أحمد، عجبت من ثلاثة عبيد: عبد دخل في الصَّلاة، وهو يعلم إلى من يرفع يديه وقدّام من هو، وهو ينعس، وعجبت من عبدٍ له قوت يومٍ من الحشيش أو غيره، وهو يهتمّ لغدٍ، وعجبت من عبدٍ لا يدري أنّي راضٍ عنه أم ساخط عليه، وهو يضحك".
وقال رسول الله(ص): "اعمل بفرائض الله، تكن أتقى النَّاس". قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون: 1- 2].
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ حسين عبدالله، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 6 شباط 2015م.
نوع الاستشارة: دينيَّة.