الصَّوم.. عملٌ واحتساب

الصَّوم.. عملٌ واحتساب

في الحديث المرويّ عن النَّبيّ الأكرم(ع): "من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه". إنَّه شهر رمضان؛ فرصة يصالح الإنسان فيها ربّه، فيعترف أمامه بما كسبت يداه، ويخلص في التَّوبة إليه، ويفتح صفحة جديدة مع نفسه، فيقوِّمها ويغيّر ما بها من اعوجاج، ويهذّبها ويزكّيها على كلّ قيمةٍ ومعنى وخُلُقٍ كريم، ويفتح صفحةً جديدة مع جيرانه وأرحامه ومحيطه، فلا يقطع رحماً ولا يؤذي جاراً، بل تراه الإنسان السّاعي لوصل رحِمِه، والعامل على الألفة والمحبَّة مع جيرانه وأهله ومجتمعه.

فالصَّوم كعبادةٍ وشعيرةٍ مفروضة، تحثُّنا على الانضباط في سلوكنا، وألا نتَّبع طريق الشَّهوة الأعمى، وأن نأكل حلالاً طيِّباً، وأن نتعفَّف عن المال الحرام، والنَّظرة الحرام، والكلام الحرام، وأن نقوم بكلِّ ما يمكن أن يقوِّي إيماننا بالله، ويجعلنا من الصّابرين المحتسبين أجرهم على الله، فنسلك لذلك طريق الصِّدق، فنكون من الصَّادقين في أقوالنا، والصَّادقين في أفعالنا ومواقفنا، وأن نعيش الاستقامة في كلِّ أوضاعنا في السّرّ والعلانية، وفي الظّاهر والباطن.

إنَّ الصَّوم كشعيرةٍ وعبادةٍ كغيرها من العبادات، لا يمكن للإنسان أن يقطف ثمارها العمليَّة ما لم يُحسن عبادته التّعامليّة في المجتمع، بمعنى أن يعيش معنى الصَّوم ومعنى الصَّلاة في واقعه الاجتماعيّ، فيُحسن إلى الجوار، ويمشي في خطِّ الصِّدق والأمانة ومواجهة الظّلم وإعانة المحتاج، إلى غير ذلك من أعمال البرّ والخير، فلا قيمة للصَّوم كامتناعٍ عن الطَّعام والشَّراب فقط ونحن ننتهك حرمات الله، ونتعدَّى على حقوق الناس، ونتغافل عن حقِّ أنفسنا علينا في ضرورة انفتاحها على مسؤوليَّاتها أمام ربّها، بل كلّ القيمة أن يلتزم المرء حدود الله، ويحافظ على حرمات الله في حفظه لحرمات الآخرين وأعراضهم وأموالهم وأرزاقهم. عندها، تأخذ العبادة بُعدها العمليَّ في الحياة، عندما يعطي الإنسان من نفسه للآخرين كلَّ مشاعر الصِّدق والمودَّة والرّحمة والبرّ الَّذي يطاول كلَّ المجالات.

إنَّ الصَّوم بمعنى ترك الطّعام والشّراب لا علاقة لله به، ولا يريده منَّا وحده، إنما يريد الله صوم المؤمنين المحتسبين المسابقين إلى الخيرات، المتنافسين للتّقرّب من الله تعالى بالكَلِم الطيِّب والعمل الصَّالح، بحيث يقدِّمون للحياة كلَّ ما لديهم من طاقاتٍ وإمكاناتٍ عقليَّةٍ وأخلاقيَّةٍ وروحيَّةٍ مخلصة وصادقة، بغية إغنائها وتصحيح أوضاعها.

ونحن في هذا الشَّهر الفضيل، مدعوّون لإحياء الصَّوم في بُعده الاجتماعيّ والعمليّ والسّلوكيّ، كي نقطف ثمار هذا الصّيام رحمةً وبركةً وخيراً، ومناعةً للإيمان، واحتساباً للأجر عند الله، وسعياً للقرب الحقيقيّ منه. وكما يقول أمير المؤمنين عليّ(ع): "اليوم عملٌ ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل".

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

في الحديث المرويّ عن النَّبيّ الأكرم(ع): "من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه". إنَّه شهر رمضان؛ فرصة يصالح الإنسان فيها ربّه، فيعترف أمامه بما كسبت يداه، ويخلص في التَّوبة إليه، ويفتح صفحة جديدة مع نفسه، فيقوِّمها ويغيّر ما بها من اعوجاج، ويهذّبها ويزكّيها على كلّ قيمةٍ ومعنى وخُلُقٍ كريم، ويفتح صفحةً جديدة مع جيرانه وأرحامه ومحيطه، فلا يقطع رحماً ولا يؤذي جاراً، بل تراه الإنسان السّاعي لوصل رحِمِه، والعامل على الألفة والمحبَّة مع جيرانه وأهله ومجتمعه.

فالصَّوم كعبادةٍ وشعيرةٍ مفروضة، تحثُّنا على الانضباط في سلوكنا، وألا نتَّبع طريق الشَّهوة الأعمى، وأن نأكل حلالاً طيِّباً، وأن نتعفَّف عن المال الحرام، والنَّظرة الحرام، والكلام الحرام، وأن نقوم بكلِّ ما يمكن أن يقوِّي إيماننا بالله، ويجعلنا من الصّابرين المحتسبين أجرهم على الله، فنسلك لذلك طريق الصِّدق، فنكون من الصَّادقين في أقوالنا، والصَّادقين في أفعالنا ومواقفنا، وأن نعيش الاستقامة في كلِّ أوضاعنا في السّرّ والعلانية، وفي الظّاهر والباطن.

إنَّ الصَّوم كشعيرةٍ وعبادةٍ كغيرها من العبادات، لا يمكن للإنسان أن يقطف ثمارها العمليَّة ما لم يُحسن عبادته التّعامليّة في المجتمع، بمعنى أن يعيش معنى الصَّوم ومعنى الصَّلاة في واقعه الاجتماعيّ، فيُحسن إلى الجوار، ويمشي في خطِّ الصِّدق والأمانة ومواجهة الظّلم وإعانة المحتاج، إلى غير ذلك من أعمال البرّ والخير، فلا قيمة للصَّوم كامتناعٍ عن الطَّعام والشَّراب فقط ونحن ننتهك حرمات الله، ونتعدَّى على حقوق الناس، ونتغافل عن حقِّ أنفسنا علينا في ضرورة انفتاحها على مسؤوليَّاتها أمام ربّها، بل كلّ القيمة أن يلتزم المرء حدود الله، ويحافظ على حرمات الله في حفظه لحرمات الآخرين وأعراضهم وأموالهم وأرزاقهم. عندها، تأخذ العبادة بُعدها العمليَّ في الحياة، عندما يعطي الإنسان من نفسه للآخرين كلَّ مشاعر الصِّدق والمودَّة والرّحمة والبرّ الَّذي يطاول كلَّ المجالات.

إنَّ الصَّوم بمعنى ترك الطّعام والشّراب لا علاقة لله به، ولا يريده منَّا وحده، إنما يريد الله صوم المؤمنين المحتسبين المسابقين إلى الخيرات، المتنافسين للتّقرّب من الله تعالى بالكَلِم الطيِّب والعمل الصَّالح، بحيث يقدِّمون للحياة كلَّ ما لديهم من طاقاتٍ وإمكاناتٍ عقليَّةٍ وأخلاقيَّةٍ وروحيَّةٍ مخلصة وصادقة، بغية إغنائها وتصحيح أوضاعها.

ونحن في هذا الشَّهر الفضيل، مدعوّون لإحياء الصَّوم في بُعده الاجتماعيّ والعمليّ والسّلوكيّ، كي نقطف ثمار هذا الصّيام رحمةً وبركةً وخيراً، ومناعةً للإيمان، واحتساباً للأجر عند الله، وسعياً للقرب الحقيقيّ منه. وكما يقول أمير المؤمنين عليّ(ع): "اليوم عملٌ ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل".

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية