شهر رمضان.. فرصة للتَّغيير

شهر رمضان.. فرصة للتَّغيير

في شهر رمضان المبارك، يعيش الإنسان أجواءً روحيَّةً مميَّزة، لما لهذا الشَّهر من أهميَّة اكتسبها من خلال التَّشريع الإلهيّ للصَّوم، حيث أراده الله أن يكون موسماً للعبادة، وأن يساهم في البناء الرّوحيّ والعمليّ للإنسان المسلم، بحيث إنَّ قيمة العبادة في الإسلام، هي بقدر ما يعيش الإنسان أجواءها، لا أن تكون مجرَّد طقوس يؤدِّيها من خلال تأثّره بالجوّ الاجتماعيّ العام.

من أجل ذلك، جعل الله شهر الصِّيام انطلاقةً في وعي الإنسان لعلاقته بربّه، حتى يصفّي روحه من كلِّ ما فيها من نوازع الشَّرّ، ويجعلها تنفتح على الله، لتحلِّق وتسمو في آفاق الخير،  ولتتطهَّر من كلّ ما علق بها من أوساخٍ تشوِّه نقاءها.

وقد ركَّز الإسلام على اعتبار العبادات منطلقاً للعمل وللتَّغيير في حياة الإنسان، بحيث تنعكس على حركته ومواقفه وخطواته في الحياة، ولا تبقى شيئاً ينحصر في إطار المسجد مثلاً، بل تتحرَّك في كلِّ ساحات الواقع، من أجل أن تغنيه بالعطاء والخير والمحبَّة الّتي تتَّجه إلى الإنسان كلِّه.

يشير سماحة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض) إلى هذا المعنى بقوله: "إنَّ روعة التَّشريع العباديِّ في الإسلام، أنّه حرَّك العبادة في إطار العطاء، فاعتبر العطاء عبادةً، وأطلقها في الحياة، فقرَّر أنَّ العمل في سبيل طلب الحلال عبادة، وأثارها في خطِّ الدِّفاع عن الإنسان وقيمه الكبيرة في الحياة، فالجهاد في سبيل الله عبادة يتعبَّد فيها الإنسان لربّه، وأفسح المجال للنيَّة الخالصة في داخل الإنسان، لتعطي كلَّ عملٍ يقصد به الإنسان وجه ربّه في كلِّ شأنٍ من شؤون الحياة الذاتيّة والعامّة، صفة العبادة التي تقرِّبه إلى الله".

لذلك، علينا أن نعتبر شهر رمضان فرصةً للتَّغيير، بحيث ينطلق هذا التَّغيير من داخل أنفسنا، وهذا ما تؤكِّده الآية الكريمة: {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرّعد: 11]، فهذا الشَّهر هو موسم الخير والعبادة والتَّوبة والانفتاح على الله، وعلى الإنسان أن يستغلَّه أحسن استغلال، حتى يولد من خلاله إنساناً جديداً منفتحاً على الله بكلِّ جوارحه، وحتى تكون هذه الرّوحيَّة المكتسبة زاداً له طوال العام، فالإنسان الَّذي يستطيع أن يحصد خيرات الموسم، سيكون مرتاحاً وناجحاً في بقيَّة أوقات السَّنة، أمّا من يخسر في الموسم، فستكون خسارته كبيرةً ومضاعفة، لأنَّه فوَّت الفرصة الَّتي ينتظرها الجميع.

لذلك، علينا أن نعمل لنستفيد من هذا الموسم الرّوحيّ الكبير، حتى ننطلق في خطِّ العطاء، ونساهم في بناء أنفسنا وبناء مجتمعنا، ليكون مجتمعاً يتحرَّك في خطِّ الله، ولنعزِّز قيمة البذل والعطاء الّتي تعطي لعباداتنا أثراً فرديّاً واجتماعيّاً، فنحقِّق بذلك ما يريده الله تعالى.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

في شهر رمضان المبارك، يعيش الإنسان أجواءً روحيَّةً مميَّزة، لما لهذا الشَّهر من أهميَّة اكتسبها من خلال التَّشريع الإلهيّ للصَّوم، حيث أراده الله أن يكون موسماً للعبادة، وأن يساهم في البناء الرّوحيّ والعمليّ للإنسان المسلم، بحيث إنَّ قيمة العبادة في الإسلام، هي بقدر ما يعيش الإنسان أجواءها، لا أن تكون مجرَّد طقوس يؤدِّيها من خلال تأثّره بالجوّ الاجتماعيّ العام.

من أجل ذلك، جعل الله شهر الصِّيام انطلاقةً في وعي الإنسان لعلاقته بربّه، حتى يصفّي روحه من كلِّ ما فيها من نوازع الشَّرّ، ويجعلها تنفتح على الله، لتحلِّق وتسمو في آفاق الخير،  ولتتطهَّر من كلّ ما علق بها من أوساخٍ تشوِّه نقاءها.

وقد ركَّز الإسلام على اعتبار العبادات منطلقاً للعمل وللتَّغيير في حياة الإنسان، بحيث تنعكس على حركته ومواقفه وخطواته في الحياة، ولا تبقى شيئاً ينحصر في إطار المسجد مثلاً، بل تتحرَّك في كلِّ ساحات الواقع، من أجل أن تغنيه بالعطاء والخير والمحبَّة الّتي تتَّجه إلى الإنسان كلِّه.

يشير سماحة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض) إلى هذا المعنى بقوله: "إنَّ روعة التَّشريع العباديِّ في الإسلام، أنّه حرَّك العبادة في إطار العطاء، فاعتبر العطاء عبادةً، وأطلقها في الحياة، فقرَّر أنَّ العمل في سبيل طلب الحلال عبادة، وأثارها في خطِّ الدِّفاع عن الإنسان وقيمه الكبيرة في الحياة، فالجهاد في سبيل الله عبادة يتعبَّد فيها الإنسان لربّه، وأفسح المجال للنيَّة الخالصة في داخل الإنسان، لتعطي كلَّ عملٍ يقصد به الإنسان وجه ربّه في كلِّ شأنٍ من شؤون الحياة الذاتيّة والعامّة، صفة العبادة التي تقرِّبه إلى الله".

لذلك، علينا أن نعتبر شهر رمضان فرصةً للتَّغيير، بحيث ينطلق هذا التَّغيير من داخل أنفسنا، وهذا ما تؤكِّده الآية الكريمة: {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرّعد: 11]، فهذا الشَّهر هو موسم الخير والعبادة والتَّوبة والانفتاح على الله، وعلى الإنسان أن يستغلَّه أحسن استغلال، حتى يولد من خلاله إنساناً جديداً منفتحاً على الله بكلِّ جوارحه، وحتى تكون هذه الرّوحيَّة المكتسبة زاداً له طوال العام، فالإنسان الَّذي يستطيع أن يحصد خيرات الموسم، سيكون مرتاحاً وناجحاً في بقيَّة أوقات السَّنة، أمّا من يخسر في الموسم، فستكون خسارته كبيرةً ومضاعفة، لأنَّه فوَّت الفرصة الَّتي ينتظرها الجميع.

لذلك، علينا أن نعمل لنستفيد من هذا الموسم الرّوحيّ الكبير، حتى ننطلق في خطِّ العطاء، ونساهم في بناء أنفسنا وبناء مجتمعنا، ليكون مجتمعاً يتحرَّك في خطِّ الله، ولنعزِّز قيمة البذل والعطاء الّتي تعطي لعباداتنا أثراً فرديّاً واجتماعيّاً، فنحقِّق بذلك ما يريده الله تعالى.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية