العبادة الواعية حياةٌ لنا

العبادة الواعية حياةٌ لنا

إنَّ مشكلة المجتمع الإسلاميّ، ولا أريد أن أقف موقف المتَّهِم، ولكن أريد أن أتحدَّث عن ظاهرة، وهي أنَّ الكثير من أبنائه يتربّى بأن يصلّي ويأتي بالفروض والنّوافل، بشرط أن لا يكون واعياً لإيحاءات العبادة الأخلاقيّة، أي بشرط أن لا تقترب العبادة من تقاليده وأوضاعه الاجتماعيّة السلبيّة وعصبيّاته، وتلك عبادة بدون روح.

أما أخلاقيّة العلاقات الاجتماعية والحقيقة والسلامة الاجتماعية، فأظنّ أننا لا نتربّى عليها، فنحن نتعلّم الكذب من آبائنا وأمّهاتنا؛ عندما يكذب الزوج على زوجته، والزّوجة على زوجها، وعندما يكذب الأب على أولاده، ليكذب الأولاد على أبيهم، وهلمَّ جرّاً، حتى إنَّ الكثيرين قد يبرّرون الكذب بالتّورية، وهي حتى لو أنقذت الشخص، فإنها تعطي انطباعاً سلبياً.

لذلك ـ أيها الأحبّة ـ نحن نحتاج إلى عبادة أخلاقيّة واجتماعيّة وسياسيّة وأمنيّة، وفكر يعبد الله بالحقيقة، وقلب يعبد الله بالمحبّة، وحركة تعبد الله بالسّير في الخطّ المستقيم، لأنَّ العبادة في الإسلام ليست الصّلاة أو الصّوم فقط، ولكن هي أن تخضع لله في كلّ ما أحبّه بأن تفعله، وأن تخضع له في كلّ ما أبغضه بأن تتركه، سواء كانت صلاةً أو صوماً أو حجاً أو علاقةً أو موقفاً، أو طعاماً أو شراباً أو ما إلى ذلك.

وعلى هذا، فنحن مولعون بالبهتان، ولهذا ضاعت الحقيقة فيما بيننا، مولعون بأن نقلب الحقائق، ونحكم بدون علم، ونعطي الانطباع بدون علم، وهذه هي الصورة السّائدة الآن.

ومن خلال كلّ ما عرضناه، نعرف كيف ساهمت هذه الصورة السلبيّة في تهديم المجتمع والأخلاقيّات الفرديّة والاجتماعيّة، والعلاقات السياسيّة والمذهبيّة والدينيّة، بحيث أصبح الإنسان عندما يقف إزاء تصوّراته التي يأخذها من خلال ما يسمع وما يقرأ دون تدقيق، يعيش الإرباك والحيرة بين ما هو حقيقة وما هو غيرها.

*كتاب النّدوة، ج5، ص 85.

إنَّ مشكلة المجتمع الإسلاميّ، ولا أريد أن أقف موقف المتَّهِم، ولكن أريد أن أتحدَّث عن ظاهرة، وهي أنَّ الكثير من أبنائه يتربّى بأن يصلّي ويأتي بالفروض والنّوافل، بشرط أن لا يكون واعياً لإيحاءات العبادة الأخلاقيّة، أي بشرط أن لا تقترب العبادة من تقاليده وأوضاعه الاجتماعيّة السلبيّة وعصبيّاته، وتلك عبادة بدون روح.

أما أخلاقيّة العلاقات الاجتماعية والحقيقة والسلامة الاجتماعية، فأظنّ أننا لا نتربّى عليها، فنحن نتعلّم الكذب من آبائنا وأمّهاتنا؛ عندما يكذب الزوج على زوجته، والزّوجة على زوجها، وعندما يكذب الأب على أولاده، ليكذب الأولاد على أبيهم، وهلمَّ جرّاً، حتى إنَّ الكثيرين قد يبرّرون الكذب بالتّورية، وهي حتى لو أنقذت الشخص، فإنها تعطي انطباعاً سلبياً.

لذلك ـ أيها الأحبّة ـ نحن نحتاج إلى عبادة أخلاقيّة واجتماعيّة وسياسيّة وأمنيّة، وفكر يعبد الله بالحقيقة، وقلب يعبد الله بالمحبّة، وحركة تعبد الله بالسّير في الخطّ المستقيم، لأنَّ العبادة في الإسلام ليست الصّلاة أو الصّوم فقط، ولكن هي أن تخضع لله في كلّ ما أحبّه بأن تفعله، وأن تخضع له في كلّ ما أبغضه بأن تتركه، سواء كانت صلاةً أو صوماً أو حجاً أو علاقةً أو موقفاً، أو طعاماً أو شراباً أو ما إلى ذلك.

وعلى هذا، فنحن مولعون بالبهتان، ولهذا ضاعت الحقيقة فيما بيننا، مولعون بأن نقلب الحقائق، ونحكم بدون علم، ونعطي الانطباع بدون علم، وهذه هي الصورة السّائدة الآن.

ومن خلال كلّ ما عرضناه، نعرف كيف ساهمت هذه الصورة السلبيّة في تهديم المجتمع والأخلاقيّات الفرديّة والاجتماعيّة، والعلاقات السياسيّة والمذهبيّة والدينيّة، بحيث أصبح الإنسان عندما يقف إزاء تصوّراته التي يأخذها من خلال ما يسمع وما يقرأ دون تدقيق، يعيش الإرباك والحيرة بين ما هو حقيقة وما هو غيرها.

*كتاب النّدوة، ج5، ص 85.

نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية