الفرصة شيء نادر في قيمته، لا تتكرّر، بل هي بطيئة الرّجوع. من هنا، كانت الوصايا
الشّريفة تدعونا إلى اغتنامها، وانتهاز الوقت حتى نستفيد من كلّ الفرص التي تحصل
معنا في سبيل الخير وإحقاق الحقّ، فليست الفرصة التي يحصل عليها الإنسان فرصة المال
أو النفوذ أو الجاه مناسبة كي يظلم النّاس ويبخسهم حقوقهم، ويعتدي على كراماتهم
وحريتهم. هنا تنقلب الفرصة إلى شيء فيه كلّ الويل والخزي لهذا الإنسان الّذي سخّر
الفرصة كي يسيء إلى الناس والحياة.
فمن وصايا الرسول الأكرم(ص) :"يَا أَبَا ذَرّ، اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ :شَبَابَكَ
قَبْلَ هَرَمِك، وصِحَّتَكَ قَبْلَ سُقْمِك، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِك، وَفَرَاغَكَ
قَبْلَ شُغُلِك، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ موتك".
استثمار الفرصة عند مجيئها هو فوز وربح للإنسان، إذا ما استفاد منها بشكلٍ جدّيّ
وواع. فمن يملك الشّباب في قوّته وتفتّح مداركه وطاقاته، يستغلّ الفرصة في صرف
إمكاناته في الزّيادة من العلم والمعرفة والوعي، والتزام الحقّ، وعدم التكبر
والخيلاء والظلم والبغي، وذلك قبل أن يهرم ويخسر قوّته. كما أنّ فرصة الصحة لا
تتكرّر، فلا بدّ من توظيفها في عمل الخير وطلب الرّزق الحلال، ومساندة الحقّ وأهله،
وعدم التجبر والتسلط والزيادة في تحصيل الثّواب والأجر. كما أنَّ فرصة الغنى سبيلٌ
لتأكيد الإنسان التزامه شرع الله، عبر تزكية هذا المال بإخراج الحقّ الشّرعيّ،
والإنفاق في سبيل الله في كلّ وجوه البرّ، وليس الغنى فرصةً كي يستغلّ البعض
أموالهم في تشويه سمعة فلان، أو شراء الذّمم والضّمائر، والمتاجرة بالحرام، ومدّ
أهل الجور بالقوّة الماديّة... إنّ الحياة فرصة واسعة بكلّ دقائقها وساعاتها، حتى
يعيش الإنسان الطاعة لله، ويعكسها حبّاً للناس وخدمةً لهم.
وقد ورد في دعاء "مكارم الأخلاق" لزين العابدين وسيّد الساجدين عليّ بن الحسين (صلوات
الله وسلامه عليهما): "اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واكفني ما يشغلني الاهتمام
به، واستعملني بما تسألني غداً عنه، واستفرغ أيّامي فيما خلقتني له".
إنّ الفرص زمانها قصير، تمرّ مرّ السحاب. وعلى المرء أن يكون حاضر الذّهن، منتبهاً
لما بين يديه من فرصة تصحّح له وضعه الرّوحيّ والمعنويّ والأخلاقيّ والاجتماعيّ،
بما يعيده إلى صوابه ورشده، وكما أراد تعالى له. فاغتنام الفرص يدلّ على توقّد ذهن
المؤمن ووعيه وحكمته، إذ لا يوفّر وقتاً إلّا ويسخّره من أجل تعميق علاقته بربّه
وبالناس من حوله.
كم من أناس يستغلون قوتهم وأموالهم، ولا ينتفعون بها، بل يسيئون إلى أنفسهم وأهلهم
والناس من حولهم، ويعدّون الفرصة مناسبة حتى ينفّسوا عن أنانياتهم وأطماعهم
وأحقادهم، ولكنّهم سيندمون، لأنّ الوقت لا يتكرّر، والفرصة من الصعب أن تعود ثانية،
كما قال الإمام عليّ(ع): "الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود".
المؤمنون هم أهل الفرص، حيث ينفتحون عليها بكلّ طاقتهم، ويحوّلونها إلى مناسبات
يبرزون بها كلّ خلق كريم، وكلّ رحمة ومحبة وفضيلة ينشرونها في الحياة.
الفرصة شيء نادر في قيمته، لا تتكرّر، بل هي بطيئة الرّجوع. من هنا، كانت الوصايا
الشّريفة تدعونا إلى اغتنامها، وانتهاز الوقت حتى نستفيد من كلّ الفرص التي تحصل
معنا في سبيل الخير وإحقاق الحقّ، فليست الفرصة التي يحصل عليها الإنسان فرصة المال
أو النفوذ أو الجاه مناسبة كي يظلم النّاس ويبخسهم حقوقهم، ويعتدي على كراماتهم
وحريتهم. هنا تنقلب الفرصة إلى شيء فيه كلّ الويل والخزي لهذا الإنسان الّذي سخّر
الفرصة كي يسيء إلى الناس والحياة.
فمن وصايا الرسول الأكرم(ص) :"يَا أَبَا ذَرّ، اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ :شَبَابَكَ
قَبْلَ هَرَمِك، وصِحَّتَكَ قَبْلَ سُقْمِك، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِك، وَفَرَاغَكَ
قَبْلَ شُغُلِك، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ موتك".
استثمار الفرصة عند مجيئها هو فوز وربح للإنسان، إذا ما استفاد منها بشكلٍ جدّيّ
وواع. فمن يملك الشّباب في قوّته وتفتّح مداركه وطاقاته، يستغلّ الفرصة في صرف
إمكاناته في الزّيادة من العلم والمعرفة والوعي، والتزام الحقّ، وعدم التكبر
والخيلاء والظلم والبغي، وذلك قبل أن يهرم ويخسر قوّته. كما أنّ فرصة الصحة لا
تتكرّر، فلا بدّ من توظيفها في عمل الخير وطلب الرّزق الحلال، ومساندة الحقّ وأهله،
وعدم التجبر والتسلط والزيادة في تحصيل الثّواب والأجر. كما أنَّ فرصة الغنى سبيلٌ
لتأكيد الإنسان التزامه شرع الله، عبر تزكية هذا المال بإخراج الحقّ الشّرعيّ،
والإنفاق في سبيل الله في كلّ وجوه البرّ، وليس الغنى فرصةً كي يستغلّ البعض
أموالهم في تشويه سمعة فلان، أو شراء الذّمم والضّمائر، والمتاجرة بالحرام، ومدّ
أهل الجور بالقوّة الماديّة... إنّ الحياة فرصة واسعة بكلّ دقائقها وساعاتها، حتى
يعيش الإنسان الطاعة لله، ويعكسها حبّاً للناس وخدمةً لهم.
وقد ورد في دعاء "مكارم الأخلاق" لزين العابدين وسيّد الساجدين عليّ بن الحسين (صلوات
الله وسلامه عليهما): "اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واكفني ما يشغلني الاهتمام
به، واستعملني بما تسألني غداً عنه، واستفرغ أيّامي فيما خلقتني له".
إنّ الفرص زمانها قصير، تمرّ مرّ السحاب. وعلى المرء أن يكون حاضر الذّهن، منتبهاً
لما بين يديه من فرصة تصحّح له وضعه الرّوحيّ والمعنويّ والأخلاقيّ والاجتماعيّ،
بما يعيده إلى صوابه ورشده، وكما أراد تعالى له. فاغتنام الفرص يدلّ على توقّد ذهن
المؤمن ووعيه وحكمته، إذ لا يوفّر وقتاً إلّا ويسخّره من أجل تعميق علاقته بربّه
وبالناس من حوله.
كم من أناس يستغلون قوتهم وأموالهم، ولا ينتفعون بها، بل يسيئون إلى أنفسهم وأهلهم
والناس من حولهم، ويعدّون الفرصة مناسبة حتى ينفّسوا عن أنانياتهم وأطماعهم
وأحقادهم، ولكنّهم سيندمون، لأنّ الوقت لا يتكرّر، والفرصة من الصعب أن تعود ثانية،
كما قال الإمام عليّ(ع): "الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود".
المؤمنون هم أهل الفرص، حيث ينفتحون عليها بكلّ طاقتهم، ويحوّلونها إلى مناسبات
يبرزون بها كلّ خلق كريم، وكلّ رحمة ومحبة وفضيلة ينشرونها في الحياة.