شعر
18/11/2023

الشّاعِر

الشّاعِر

قصيدة نشرت في ديوان"على شاطئ الوجدان" كتبت في النّجف 1954/11/14م

عاشَ‌: مَعَ النَّهْرِ.. يُغنّي السّما روائــعَ الــإبــداعِ‌.. مِــنْ رَبِّـهِ
حـيـرانَ‌: يرنو في ظلالِ الأسى إلى ضِفافِ الفنِّ‌.. في جَنْبِهِ
يـلـتـهِـمُ الـخُـضْـرَةَ‌.. في روحِهِ ويـرشُفُ الأضواءَ‌.. في قَلْبِهِ
ويـرتـمـي فـي خَـلَـجَاتِ الهوى يـبـحـثُ بـيـنَ الغيدِ عن حُبِّهِ
يُــرَنِّــحُ الــعــبـيـرَ فـي كـأسِـهِ ويــنـثـرُ الـنّـجـومَ فـي دَرْبِـهِ
يـسـحَـبُ زهْـوَ النّورِ.. في بُردِهِ ويـبـدِعُ الـبسْمةَ في سُحْبِهِ‌

يلهبُهُ الفجرُ.. فيجري على زورقِــهِ‌.. شــوقًــا إلـى رَكْـبِـهِ
يـؤرّقُ الـنَّـهْـرُ صـدى لـحـنِهِ فـتـرقُـصُ الـأطيافُ في هُدْبِهِ
يُنَضِّرُ الضِّفافَ عُشْبُ السَّنا من دَفَقاتِ الوحيِ في عُشْبِهِ
وينسُجُ الوجودَ.. في مِغْزَلٍ يـدورُ حـولَ مـلـتـقـى هَـضْـبِهِ
لـيـبـعثَ الرَّوْنَقَ في شَرْقِهِ ويـبـذُرَ الـحـنـانَ‌.. فـي غَـرْبِـهِ
تـبـاركَ الـشـاعِـرُ: كـم نَبْعَةٍ دَفَّـقَ مـنـها الحُبَّ في شَعْبِهِ
طـافَ عـلـيـهـا حُـلُـمٌ غَرَّدَتْ أطــيـارُهُ‌.. تـبـحـثُ عـن قُـرْبِـهِ
ورجَّـعَ الـأُفْـقُ صـدى روحِـهِ فـمـاجـتِ الـنَّـعْماءُ‌.. في تُرْبِهِ‌

تثاءبتْ حياتُهُ‌... فانثنى يُلَوِّنُ الرّوضةَ من سِحْرِهِ‌

ويـبـعـثُ الـدِّماءَ‌.. في مغربٍ فَـرَّ بِـهِ الـشُّـعـاعُ‌.. عَـنْ فَجْرِهِ
كــأنَّ فــي حَــبَّــاتِــهَــا.. ذَرَّةً تَنْفَحُ روحَ الوحيِ‌.. في عِطْرِهِ
فـتـبدِعُ الآصالُ‌.. دنيا من ال‍ - أطـيافِ‌.. تمتصُّ صدى شِعْرِهِ
وتـرعَـشُ الـأمـواجُ‌.. مُـحْمَرَّةً مِـنْ قُـبُـلـاتِ الـنّجمِ في نَهْرِهِ
ويسكَرُ الزَّورقُ‌.. من هَمْسَةٍ مـن هَمَسَاتِ الحُبِّ في ثَغْرِهِ
وهـكـذا يـبـتـدِعُ الـشّاعِرُ ال‍ - - ‍ـغـرّيدُ.. سرَّ النورِ في دَهْرِهِ‌

يا شاعري: جاءَ الدُّجَى.. فَلْنَقُمْ نُـتـرِعْ كـؤوسَ الـحُـبِّ بالأنْجُمِ
وَلَـمْـلَـمَ الـلّـيـلُ‌.. بـقـايـا السَّنَا فـانـتثرتْ‌.. في أُفْقِهِ المُظْلِمِ
تـحـمِـلُ فـي طـيّـاتِهَا.. لفتةَ ال‍ - - فَجْرِ.. إِلى شاطِئنا المُفْعَمِ‌
لِتُلْهِبَ الذِّكرى.. بأعماقِنَا مِنْ رَعَشَاتِ الحُلُمِ المُلْهِمِ‌

يا شاعري.. لا تبتئِسْ فالهوى زورقُنا السّاري: إلى الفَجْرِ 
نـجـري بـه.. فـي موجِ أحلامِنا إلــى ضــفــافِ الــعَـالـمِ الـحُـرِّ
إلـى ظـلـالٍ‌: أَرْجَـحَـتْـها الرُّؤى فـي خِـفْـقَـةِ الـعبيرِ في الزَّهْرِ
دَفَّــقَ فــي عــروقِــهَـا حُـبُّـنَـا سـرَّ الـهـوى، وَرَوْعَـةَ الـسِّـحْـرِ
وهَــدْهَــدَ الــربـيـعُ أطـيـافَـهَـا عـلـى حـقـولِ الـنّـورِ والـعِـطْـرِ

ولا تقلْ‌: إنَّ دروبَ السُّرَى(1) تلهَثُ بالشَّوكِ وآلامِهِ‌

وإنّنا نجري: إلى مَجْهلٍ‌(2) يموتُ منهُ الفِكْرُ في جَامِهِ‌(3) 
فـإِنَّ فـي أعـمـاقِـنَـا شُـعْلَةً تـــهــزَأُ بــالــيــأسِ وأوهــامِــهِ
تـمُـدُّنـا بـالـنّـورِ.. في خَطْوِنَا فــيــرقُـصُ الـدَّرْبُ‌.. لـأنـغـامِـهِ
وتـبـعَـثُ الـفِـكْـرَةَ‌، مـوفـورةً تــنــبِــضُ بــالــفــنِّ وأحـلـامِـهِ
وهـكـذا: يـبتَدِعُ الشَّاعِرُ ال‍ - - حُـرُّ.. خُـطَـى الـفـجْـرِ بـأيّـامِه
 
   (1) السُّرى: سير الليل.
   ‌(2) أرضٌ مَجْهَل: لا يُهتدى فيها.
   ‌(3)الجام: إناء للشراب والطعام من فضّة أو نحوها، وهي مؤنّثة. يقال صبَّ عليه جَامَه: أي غضب عليه واستفزّه.
عاشَ‌: مَعَ النَّهْرِ.. يُغنّي السّما روائــعَ الــإبــداعِ‌.. مِــنْ رَبِّـهِ
حـيـرانَ‌: يرنو في ظلالِ الأسى إلى ضِفافِ الفنِّ‌.. في جَنْبِهِ
يـلـتـهِـمُ الـخُـضْـرَةَ‌.. في روحِهِ ويـرشُفُ الأضواءَ‌.. في قَلْبِهِ
ويـرتـمـي فـي خَـلَـجَاتِ الهوى يـبـحـثُ بـيـنَ الغيدِ عن حُبِّهِ
يُــرَنِّــحُ الــعــبـيـرَ فـي كـأسِـهِ ويــنـثـرُ الـنّـجـومَ فـي دَرْبِـهِ
يـسـحَـبُ زهْـوَ النّورِ.. في بُردِهِ ويـبـدِعُ الـبسْمةَ في سُحْبِهِ‌

يلهبُهُ الفجرُ.. فيجري على زورقِــهِ‌.. شــوقًــا إلـى رَكْـبِـهِ
يـؤرّقُ الـنَّـهْـرُ صـدى لـحـنِهِ فـتـرقُـصُ الـأطيافُ في هُدْبِهِ
يُنَضِّرُ الضِّفافَ عُشْبُ السَّنا من دَفَقاتِ الوحيِ في عُشْبِهِ
وينسُجُ الوجودَ.. في مِغْزَلٍ يـدورُ حـولَ مـلـتـقـى هَـضْـبِهِ
لـيـبـعثَ الرَّوْنَقَ في شَرْقِهِ ويـبـذُرَ الـحـنـانَ‌.. فـي غَـرْبِـهِ
تـبـاركَ الـشـاعِـرُ: كـم نَبْعَةٍ دَفَّـقَ مـنـها الحُبَّ في شَعْبِهِ
طـافَ عـلـيـهـا حُـلُـمٌ غَرَّدَتْ أطــيـارُهُ‌.. تـبـحـثُ عـن قُـرْبِـهِ
ورجَّـعَ الـأُفْـقُ صـدى روحِـهِ فـمـاجـتِ الـنَّـعْماءُ‌.. في تُرْبِهِ‌

تثاءبتْ حياتُهُ‌... فانثنى يُلَوِّنُ الرّوضةَ من سِحْرِهِ‌

ويـبـعـثُ الـدِّماءَ‌.. في مغربٍ فَـرَّ بِـهِ الـشُّـعـاعُ‌.. عَـنْ فَجْرِهِ
كــأنَّ فــي حَــبَّــاتِــهَــا.. ذَرَّةً تَنْفَحُ روحَ الوحيِ‌.. في عِطْرِهِ
فـتـبدِعُ الآصالُ‌.. دنيا من ال‍ - أطـيافِ‌.. تمتصُّ صدى شِعْرِهِ
وتـرعَـشُ الـأمـواجُ‌.. مُـحْمَرَّةً مِـنْ قُـبُـلـاتِ الـنّجمِ في نَهْرِهِ
ويسكَرُ الزَّورقُ‌.. من هَمْسَةٍ مـن هَمَسَاتِ الحُبِّ في ثَغْرِهِ
وهـكـذا يـبـتـدِعُ الـشّاعِرُ ال‍ - - ‍ـغـرّيدُ.. سرَّ النورِ في دَهْرِهِ‌

يا شاعري: جاءَ الدُّجَى.. فَلْنَقُمْ نُـتـرِعْ كـؤوسَ الـحُـبِّ بالأنْجُمِ
وَلَـمْـلَـمَ الـلّـيـلُ‌.. بـقـايـا السَّنَا فـانـتثرتْ‌.. في أُفْقِهِ المُظْلِمِ
تـحـمِـلُ فـي طـيّـاتِهَا.. لفتةَ ال‍ - - فَجْرِ.. إِلى شاطِئنا المُفْعَمِ‌
لِتُلْهِبَ الذِّكرى.. بأعماقِنَا مِنْ رَعَشَاتِ الحُلُمِ المُلْهِمِ‌

يا شاعري.. لا تبتئِسْ فالهوى زورقُنا السّاري: إلى الفَجْرِ 
نـجـري بـه.. فـي موجِ أحلامِنا إلــى ضــفــافِ الــعَـالـمِ الـحُـرِّ
إلـى ظـلـالٍ‌: أَرْجَـحَـتْـها الرُّؤى فـي خِـفْـقَـةِ الـعبيرِ في الزَّهْرِ
دَفَّــقَ فــي عــروقِــهَـا حُـبُّـنَـا سـرَّ الـهـوى، وَرَوْعَـةَ الـسِّـحْـرِ
وهَــدْهَــدَ الــربـيـعُ أطـيـافَـهَـا عـلـى حـقـولِ الـنّـورِ والـعِـطْـرِ

ولا تقلْ‌: إنَّ دروبَ السُّرَى(1) تلهَثُ بالشَّوكِ وآلامِهِ‌

وإنّنا نجري: إلى مَجْهلٍ‌(2) يموتُ منهُ الفِكْرُ في جَامِهِ‌(3) 
فـإِنَّ فـي أعـمـاقِـنَـا شُـعْلَةً تـــهــزَأُ بــالــيــأسِ وأوهــامِــهِ
تـمُـدُّنـا بـالـنّـورِ.. في خَطْوِنَا فــيــرقُـصُ الـدَّرْبُ‌.. لـأنـغـامِـهِ
وتـبـعَـثُ الـفِـكْـرَةَ‌، مـوفـورةً تــنــبِــضُ بــالــفــنِّ وأحـلـامِـهِ
وهـكـذا: يـبتَدِعُ الشَّاعِرُ ال‍ - - حُـرُّ.. خُـطَـى الـفـجْـرِ بـأيّـامِه
 
   (1) السُّرى: سير الليل.
   ‌(2) أرضٌ مَجْهَل: لا يُهتدى فيها.
   ‌(3)الجام: إناء للشراب والطعام من فضّة أو نحوها، وهي مؤنّثة. يقال صبَّ عليه جَامَه: أي غضب عليه واستفزّه.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية