اتجاهات الفكر الدّيني المعاصر في إيران

اتجاهات الفكر الدّيني المعاصر في إيران

كتاب "اتجاهات الفكر الدّيني المعاصر في إيران"، للمؤلّف مجيد محمدي، إصدار الشّبكة العربيّة للأبحاث والنّشر، عدد صفحاته: 334، مراجعة صادق العبادي.

يتناول فيه المؤلّف موضوع الفكر الإسلامي المعاصر في إيران، ومحاولات تجديد هذا الفكر على يد مفكّرين لعبوا دوراً كبيراً في إعادة صوغ العقليّة الإسلاميّة وتشكيلها على أسس منهجيّة، وهؤلاء المفكّرون هم: الميرزا محمد حسين النّائيني، والشيخ مرتضى مطهّري، وعلي شريعتي، ومهدي بازرجان، وسيّد حسين نصر، وعبد الكريم سروش.

وأهميّة هذا الكتاب أنّه يفتح أمام القارئ العربيّ عموماً، النّافذة على الغنى الفكريّ والمعرفيّ الّذي شهده حقل التّجديد الدّيني في إيران خلال القرن الماضي، وهو ما يجهله الكثيرون من القرّاء والمختصّون.

ويوضح هذا الكتاب أهميّة الدّين في تشكيل الفكر الإصلاحي في إيران وإنتاجه، متناولاً آراء بعض المفكّرين الفاعلين والبارزين في المجتمع من الدّين وقضاياه المتنوّعة، بما لهم من باع طويل في المجال الفلسطيني والمعرفي والسياسي.

بدايةً، يعرض للفكر الدّيني للشّيخ النائيني، والّذي دفعه نضاله الفكري والسياسي ضدّ الاستبداد إلى فهم جديد وآخر للنّصوص الدّينيّة، تختلف عن فهم علماء الدّين آنذاك، فهو يرى أنّ الدّين بوصفه نظاماً فقهيّاً، ليس من وظيفته تقديم كلّ ما يحتاج إليه الإنسان، وإنّما أن يبيّن حكم القضايا وليس القضايا نفسها، وبهذا المعنى، فإنّ الدّين ينظّم العلاقة بين الفنّ والسياسة والعلوم الموجودة في السّاحة، وبينها وبين المجتمع ككلّ.

ثم يأتي إلى الفكر الدّيني عند الدّكتور علي شريعتي، مشيراً إلى أنّه يمتلك منهجاً معرفيّاً بوصفه عالماً اجتماعيّاً ينظر إلى الدّين من حيث إنّه كيان اجتماعي، وعامل مهمّ في تطوّر المجتمع ووعيه، وبالتّالي، فإنّه يركّز على أثر الدّين العمليّ في المجتمع، فمثلاً، في حديثه عن التّوحيد، يتحدّث عن الشّرك والتّوحيد الاجتماعيّين، حيث يرى أنّ التّوحيد هو النّظام الّذي يحقّق الوحدة الاجتماعيّة، في حين أنّ الشّرك هو الاتجاه الّذي كان على الدّوام يبرِّر التمزّق الاجتماعي .

ويدعو شريعتي إلى إعادة صوغ الفكر الدّيني من خلال ضرورة الاستعانة بجميع المعارف الّتي توصّل إليها العالم المعاصر في مجالات العلوم الإنسانيّة، وخصوصاً علم تاريخ الأديان والعلوم الاجتماعيّة والاقتصاديّة.

ومن ثم، يتناول الفكر الدّيني عند مرتضى مطهّري، الّذي قدّم الدّين بوصفه إيديولوجيا وبرنامجاً كاملاً للحياة، وقام بتشريح مبادئ هذا المشروع والدّفاع عنه، وكان دفاعه عن الدّين مقابل التّساؤلات المطروحة، هو الّذي يدفعه إلى اعتماد المنهج البحثيّ المناسب.

ويعرض المؤلّف لتجارب الفكر الدّيني عند مهدي بازرجان، وعند المفكّر عبد الكريم سروش، الّذي ما يزال يلعب دوراً حيويّاً على مستوى الطّروحات الفكريّة التجديديّة.

كتاب يسلّط الضّوء على العديد من تجارب المفكّرين والمصلحين والفلاسفة الّذين أدلوا بدلوهم في دنيا الفكر الدّيني وتجديده...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

كتاب "اتجاهات الفكر الدّيني المعاصر في إيران"، للمؤلّف مجيد محمدي، إصدار الشّبكة العربيّة للأبحاث والنّشر، عدد صفحاته: 334، مراجعة صادق العبادي.

يتناول فيه المؤلّف موضوع الفكر الإسلامي المعاصر في إيران، ومحاولات تجديد هذا الفكر على يد مفكّرين لعبوا دوراً كبيراً في إعادة صوغ العقليّة الإسلاميّة وتشكيلها على أسس منهجيّة، وهؤلاء المفكّرون هم: الميرزا محمد حسين النّائيني، والشيخ مرتضى مطهّري، وعلي شريعتي، ومهدي بازرجان، وسيّد حسين نصر، وعبد الكريم سروش.

وأهميّة هذا الكتاب أنّه يفتح أمام القارئ العربيّ عموماً، النّافذة على الغنى الفكريّ والمعرفيّ الّذي شهده حقل التّجديد الدّيني في إيران خلال القرن الماضي، وهو ما يجهله الكثيرون من القرّاء والمختصّون.

ويوضح هذا الكتاب أهميّة الدّين في تشكيل الفكر الإصلاحي في إيران وإنتاجه، متناولاً آراء بعض المفكّرين الفاعلين والبارزين في المجتمع من الدّين وقضاياه المتنوّعة، بما لهم من باع طويل في المجال الفلسطيني والمعرفي والسياسي.

بدايةً، يعرض للفكر الدّيني للشّيخ النائيني، والّذي دفعه نضاله الفكري والسياسي ضدّ الاستبداد إلى فهم جديد وآخر للنّصوص الدّينيّة، تختلف عن فهم علماء الدّين آنذاك، فهو يرى أنّ الدّين بوصفه نظاماً فقهيّاً، ليس من وظيفته تقديم كلّ ما يحتاج إليه الإنسان، وإنّما أن يبيّن حكم القضايا وليس القضايا نفسها، وبهذا المعنى، فإنّ الدّين ينظّم العلاقة بين الفنّ والسياسة والعلوم الموجودة في السّاحة، وبينها وبين المجتمع ككلّ.

ثم يأتي إلى الفكر الدّيني عند الدّكتور علي شريعتي، مشيراً إلى أنّه يمتلك منهجاً معرفيّاً بوصفه عالماً اجتماعيّاً ينظر إلى الدّين من حيث إنّه كيان اجتماعي، وعامل مهمّ في تطوّر المجتمع ووعيه، وبالتّالي، فإنّه يركّز على أثر الدّين العمليّ في المجتمع، فمثلاً، في حديثه عن التّوحيد، يتحدّث عن الشّرك والتّوحيد الاجتماعيّين، حيث يرى أنّ التّوحيد هو النّظام الّذي يحقّق الوحدة الاجتماعيّة، في حين أنّ الشّرك هو الاتجاه الّذي كان على الدّوام يبرِّر التمزّق الاجتماعي .

ويدعو شريعتي إلى إعادة صوغ الفكر الدّيني من خلال ضرورة الاستعانة بجميع المعارف الّتي توصّل إليها العالم المعاصر في مجالات العلوم الإنسانيّة، وخصوصاً علم تاريخ الأديان والعلوم الاجتماعيّة والاقتصاديّة.

ومن ثم، يتناول الفكر الدّيني عند مرتضى مطهّري، الّذي قدّم الدّين بوصفه إيديولوجيا وبرنامجاً كاملاً للحياة، وقام بتشريح مبادئ هذا المشروع والدّفاع عنه، وكان دفاعه عن الدّين مقابل التّساؤلات المطروحة، هو الّذي يدفعه إلى اعتماد المنهج البحثيّ المناسب.

ويعرض المؤلّف لتجارب الفكر الدّيني عند مهدي بازرجان، وعند المفكّر عبد الكريم سروش، الّذي ما يزال يلعب دوراً حيويّاً على مستوى الطّروحات الفكريّة التجديديّة.

كتاب يسلّط الضّوء على العديد من تجارب المفكّرين والمصلحين والفلاسفة الّذين أدلوا بدلوهم في دنيا الفكر الدّيني وتجديده...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية