كتاب "نفي العقل" للكاتب أديب ديمتري، وهو مفكّر مصريّ مقيم في باريس، نشر دار الكتاب العربي ـ دمشق/ القاهرة 2008، عدد صفحاته 235 صفحة من الحجم المتوسّط. يحاول الباحث فيه عرض مسألة "اللاعقلانيّة" في أشكالها المختلفة، والّتي بدأت تزحف وتسيطر على العالم، وتظهر في مظاهر متنوّعة، "كالعنصريّة" و"الفاشيّة" والرّؤى الرجعيّة والظلاميّة..
وفي الكتاب مقاربة من الباحث لموضوع العنصريّة الإسرائيليّة وجرائمها، والصّراعات العنصريّة والإثنيّة والطائفيّة، والعودة إلى حضن الدّين من خلال فهمٍ رجعيّ وقاصر يشوّه صورته النقيّة، وينشر بالتّالي الخرافات وكلّ مظاهر اللاعقلانيّة، ما يغيِّب العقل ويعمل على تعطيله.
وهذا ما يؤدّي إلى كثرة المشاكل وانتشارها دون مواجهتها بالعقلنة، كما يعطي المجال للعنف واللّجوء إلى القوّة في فرض حلول مصطنعة وجاهزة، وخير مثال، بحسب الباحث، تنامي العدوان الصَّريح أو المقنّع من قبل "الإمبرياليّة الأمريكيّة".
ويضرب الكاتب مثالاً للتَّناقضات والصِّراعات الّتي تهزُّ العالم، وتهدف "الإمبرياليّة" من خلالها إلى نهب ثروات العالم الثّالث، والسّيطرة على الأسواق العالميّة والتحكّم بها، ويشير إلى السّياسة الّتي اعتمدت لتدمير مقدّرات الاقتصاد العراقيّ وبنيته المجتمعيّة، وأنَّ الهدف الأمريكيّ/ الصّهيونيّ كان اقتناص الفرصة التّاريخيّة لتدمير العراق كرمزٍ للقوّة العربيَّة اقتصاديّاً وعسكريّاً. ويعتبر "ديمتري" أنَّ خطر الفاشيَّة الجديدة في عصرنا حقيقة موجودة، وهي في كلّ الدّول الّتي تتطلّع إلى الهيمنة العالميّة، ولا تقدر على لجم مطامعها ونزعاتها العدوانيّة.
كما يشير الكاتب إلى صعوبة فهم ولادة الصّهيونيّة، ومعها الحركات العنصريّة والفاشيّة من رحم الحراك الفكريّ والاجتماعيّ والسياسيّ الأوروبّيّ، دون ملاحقة دقيقة للتّاريخ الأوروبّي، وخصوصاً القرن التّاسع عشر، وبداية القرن العشرين.
والكيان الصّهيونيّ كان وما يزال حركة بعث وانبعاث قوميّ نشأت من أحضان القوميّات الأوروبيّة في القرن التّاسع عشر.. كما تطرّق المؤلّف إلى الإصلاح الدّينيّ اليهوديّ في مواجهة ظلام الإقطاع الكنسيّ، ما انعكس إصلاحاً في وقت لاحق على الإصلاح المسيحيّ واليهوديّ.
ويذهب "ديمتري" إلى ضرورة تحوّل الفكر ليصبح التّعبير الصّادق عن واقع الحركة الاجتماعيّة والسياسيّة في مواجهة كلّ الظّروف وما ينتج منها...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
كتاب "نفي العقل" للكاتب أديب ديمتري، وهو مفكّر مصريّ مقيم في باريس، نشر دار الكتاب العربي ـ دمشق/ القاهرة 2008، عدد صفحاته 235 صفحة من الحجم المتوسّط. يحاول الباحث فيه عرض مسألة "اللاعقلانيّة" في أشكالها المختلفة، والّتي بدأت تزحف وتسيطر على العالم، وتظهر في مظاهر متنوّعة، "كالعنصريّة" و"الفاشيّة" والرّؤى الرجعيّة والظلاميّة..
وفي الكتاب مقاربة من الباحث لموضوع العنصريّة الإسرائيليّة وجرائمها، والصّراعات العنصريّة والإثنيّة والطائفيّة، والعودة إلى حضن الدّين من خلال فهمٍ رجعيّ وقاصر يشوّه صورته النقيّة، وينشر بالتّالي الخرافات وكلّ مظاهر اللاعقلانيّة، ما يغيِّب العقل ويعمل على تعطيله.
وهذا ما يؤدّي إلى كثرة المشاكل وانتشارها دون مواجهتها بالعقلنة، كما يعطي المجال للعنف واللّجوء إلى القوّة في فرض حلول مصطنعة وجاهزة، وخير مثال، بحسب الباحث، تنامي العدوان الصَّريح أو المقنّع من قبل "الإمبرياليّة الأمريكيّة".
ويضرب الكاتب مثالاً للتَّناقضات والصِّراعات الّتي تهزُّ العالم، وتهدف "الإمبرياليّة" من خلالها إلى نهب ثروات العالم الثّالث، والسّيطرة على الأسواق العالميّة والتحكّم بها، ويشير إلى السّياسة الّتي اعتمدت لتدمير مقدّرات الاقتصاد العراقيّ وبنيته المجتمعيّة، وأنَّ الهدف الأمريكيّ/ الصّهيونيّ كان اقتناص الفرصة التّاريخيّة لتدمير العراق كرمزٍ للقوّة العربيَّة اقتصاديّاً وعسكريّاً. ويعتبر "ديمتري" أنَّ خطر الفاشيَّة الجديدة في عصرنا حقيقة موجودة، وهي في كلّ الدّول الّتي تتطلّع إلى الهيمنة العالميّة، ولا تقدر على لجم مطامعها ونزعاتها العدوانيّة.
كما يشير الكاتب إلى صعوبة فهم ولادة الصّهيونيّة، ومعها الحركات العنصريّة والفاشيّة من رحم الحراك الفكريّ والاجتماعيّ والسياسيّ الأوروبّيّ، دون ملاحقة دقيقة للتّاريخ الأوروبّي، وخصوصاً القرن التّاسع عشر، وبداية القرن العشرين.
والكيان الصّهيونيّ كان وما يزال حركة بعث وانبعاث قوميّ نشأت من أحضان القوميّات الأوروبيّة في القرن التّاسع عشر.. كما تطرّق المؤلّف إلى الإصلاح الدّينيّ اليهوديّ في مواجهة ظلام الإقطاع الكنسيّ، ما انعكس إصلاحاً في وقت لاحق على الإصلاح المسيحيّ واليهوديّ.
ويذهب "ديمتري" إلى ضرورة تحوّل الفكر ليصبح التّعبير الصّادق عن واقع الحركة الاجتماعيّة والسياسيّة في مواجهة كلّ الظّروف وما ينتج منها...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .