كتاب "النّساء في التّراجم الإسلاميّة"، للباحثة الأمريكيّة "روث رودد"، من تعريب عبدالله العسكر، صادر عن دار الجداول في العام 2013، تجد فيه الغنى في تقديم التّاريخ المعرفيّ للنّساء المسلمات، وفاعليّة مساهمتهنّ في شتّى أبواب المعرفة الدّينيّة.
هذا التّاريخ المعرفيّ الّذي تحدّثت عنه، يتعلّق بالفترة الممتدّة على مساحة القرون الهجرية السبعة الأولى للدّعوة الإسلاميّة، تحاول من خلاله رصد مهارات ومساهمات النّساء المسلمات كراويات وصحابيّات ومحدّثات وفقيهات وصوفيّات وغير ذلك، كما تحاول تصوير حال النّساء وموقعهنّ في المجتمع الإسلاميّ، عبر ما ينقله كتّاب مسلمون ويرتأونه، وقد لجأت لأجل هذه الغاية إلى عرض كتب السّير والتّراجم والتّاريخ عن المرأة المسلمة، ككتاب "الطبقات الكبرى" لابن سعد.
الكتاب تنوّع بموضوعاته، فهو لم يقتصر على دراسة الشخصيّات النسويّة المسلمة وإسهاماتها الفكريّة، بل تعدّاها إلى الكلام في علم الحديث، والصوفيّة، والفقه، لكن ما يميّز كتابها، حديثها عن أهمية المرأة المسلمة، ودورها كصحابيّة وراوية وفقيهة.
ومن الملفت اهتمام الباحثين والمؤرّخين المسلمين لتأريخ إنجازات النّساء ودورهنّ في الحياة الفكريّة والمعرفيّة الدّينيّة، فعلى سبيل المثال، كان هناك، بحسب الباحثة، ألف ومئتا امرأة صحابيّة كنّ على تفاعل وتواصل مع الرّسول(ص).
وترى الكاتبة أنّ التراجم الإسلاميّة اهتمت بنسبة هؤلاء النّسوة إلى أمهاتهنّ كما آبائهنّ، وهذا يدلّ على اهتمام المجتمع بالقرابة والنّسب للأم كما الأب بلا اختلاف.
وتضرب أمثلة عن هذه النّماذج النسائيّة، منهنّ "عمرة بنت عبد الرّحمن" الفقيهة، والّتي أُطلق عليها لقب "عالِمة"، و"حفصة بنت سيرين" الزّاهدة الفقيهة، و"عائشة بنت طلحة" الرّاوية للحديث، و"نفيسة بنت الحسن" الّتي يُقال إنها علّمت الإمام الشّافعي الأحاديث، وكانت "شهدة الأبياري" تعدّ من أفضل علماء العصر الّذي عاشت فيه، في القرن العاشر الهجري، الّذي ضمّ أيضاً الكثير من المحدّثات والفقيهات اللّواتي وصلن إلى مستوى اجتهاديّ كبير يؤهّلهنّ للإفتاء، وكنّ يدرسن الشّريعة وما يتّصل بها.
وتعرض "رودد" في كتابها للنّساء المتصوّفات اللاتي كنّ يختلطن بالرّجال لمناقشة مسائل روحيّة، ويشاركن في مجالس الذّكر الّتي تضمّ رجالاً أيضاً، ويعقدن مجالس يحضرها الرّجال.
وفي الكتاب إشارة إلى النفوذ والدّور السياسيّ الّذي لعبته النّسوة، ولا سيّما في العهدين المملوكي والعثماني.
الكتاب يحوي مواضيع عديدة، ويتناول إشكاليّات مهمّة تتّصل بتأثير المرأة المسلمة في مجال المعارف الدّينيّة.. ولأهميّته، فإنّ بعض الدّارسين يعتبرون مادّته مادّة صالحة ليؤسّس عليها بحث وتمحيص بشكل موسوعيّ أوسع...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
كتاب "النّساء في التّراجم الإسلاميّة"، للباحثة الأمريكيّة "روث رودد"، من تعريب عبدالله العسكر، صادر عن دار الجداول في العام 2013، تجد فيه الغنى في تقديم التّاريخ المعرفيّ للنّساء المسلمات، وفاعليّة مساهمتهنّ في شتّى أبواب المعرفة الدّينيّة.
هذا التّاريخ المعرفيّ الّذي تحدّثت عنه، يتعلّق بالفترة الممتدّة على مساحة القرون الهجرية السبعة الأولى للدّعوة الإسلاميّة، تحاول من خلاله رصد مهارات ومساهمات النّساء المسلمات كراويات وصحابيّات ومحدّثات وفقيهات وصوفيّات وغير ذلك، كما تحاول تصوير حال النّساء وموقعهنّ في المجتمع الإسلاميّ، عبر ما ينقله كتّاب مسلمون ويرتأونه، وقد لجأت لأجل هذه الغاية إلى عرض كتب السّير والتّراجم والتّاريخ عن المرأة المسلمة، ككتاب "الطبقات الكبرى" لابن سعد.
الكتاب تنوّع بموضوعاته، فهو لم يقتصر على دراسة الشخصيّات النسويّة المسلمة وإسهاماتها الفكريّة، بل تعدّاها إلى الكلام في علم الحديث، والصوفيّة، والفقه، لكن ما يميّز كتابها، حديثها عن أهمية المرأة المسلمة، ودورها كصحابيّة وراوية وفقيهة.
ومن الملفت اهتمام الباحثين والمؤرّخين المسلمين لتأريخ إنجازات النّساء ودورهنّ في الحياة الفكريّة والمعرفيّة الدّينيّة، فعلى سبيل المثال، كان هناك، بحسب الباحثة، ألف ومئتا امرأة صحابيّة كنّ على تفاعل وتواصل مع الرّسول(ص).
وترى الكاتبة أنّ التراجم الإسلاميّة اهتمت بنسبة هؤلاء النّسوة إلى أمهاتهنّ كما آبائهنّ، وهذا يدلّ على اهتمام المجتمع بالقرابة والنّسب للأم كما الأب بلا اختلاف.
وتضرب أمثلة عن هذه النّماذج النسائيّة، منهنّ "عمرة بنت عبد الرّحمن" الفقيهة، والّتي أُطلق عليها لقب "عالِمة"، و"حفصة بنت سيرين" الزّاهدة الفقيهة، و"عائشة بنت طلحة" الرّاوية للحديث، و"نفيسة بنت الحسن" الّتي يُقال إنها علّمت الإمام الشّافعي الأحاديث، وكانت "شهدة الأبياري" تعدّ من أفضل علماء العصر الّذي عاشت فيه، في القرن العاشر الهجري، الّذي ضمّ أيضاً الكثير من المحدّثات والفقيهات اللّواتي وصلن إلى مستوى اجتهاديّ كبير يؤهّلهنّ للإفتاء، وكنّ يدرسن الشّريعة وما يتّصل بها.
وتعرض "رودد" في كتابها للنّساء المتصوّفات اللاتي كنّ يختلطن بالرّجال لمناقشة مسائل روحيّة، ويشاركن في مجالس الذّكر الّتي تضمّ رجالاً أيضاً، ويعقدن مجالس يحضرها الرّجال.
وفي الكتاب إشارة إلى النفوذ والدّور السياسيّ الّذي لعبته النّسوة، ولا سيّما في العهدين المملوكي والعثماني.
الكتاب يحوي مواضيع عديدة، ويتناول إشكاليّات مهمّة تتّصل بتأثير المرأة المسلمة في مجال المعارف الدّينيّة.. ولأهميّته، فإنّ بعض الدّارسين يعتبرون مادّته مادّة صالحة ليؤسّس عليها بحث وتمحيص بشكل موسوعيّ أوسع...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .